منتديات أمل عمري

مررت بوقت عصيب ، كان قلبي حزين، كانت الأوساخ منتشرة في كل مكان،
لا يوجد مكان للنوم ولا حتى للجلوس، كنت أتلفت يمنة ويسرة ولكن للأسف كان كل شيء
لونه غامق وحزين إلا أني كنت متفائلة طيلة الوقت، ولكن عندما أنظر أمامي أرى طفلاً يبكي من
الجوع تارة ومن العطش تارة أخرى وأمه لا تستطيع فعل أي شيء له ،وكان الحراس لا يهمهم أي شيء.
كانت أيام عصيبة ... نقف ساعات حتى ندخل إلى بيت الراحة، وساعات أخرى في طابور الطعام والماء
وفي النهاية لا نجد شيئاً. الأوساخ تلتف بِنَا من كل ناحية، وكان حتى النوم صعباً ، كانت الأبواب مغلقة
أمامنا من كل الجهات ، ولكننا لم نيأس، جلسنا نحاول أن تُفتح أحد الأبواب ولكن بدون فائدة، جلسنا أيام
ونحن نتأمل أن يفتح لنا بعض من الأمل، لكن ليس في أيدينا حيلة سوى الدعاء فقط .. كنت أبكي
كل يوم في داخلي لا آكل شيئاً من القهر ،وكان الحراس يفتحون ثلاث ساعات فقط ،وعندما جاء
موعدنا قالوا لنا انتظروا بعض الوقت لأنه لا يوجد أي فائدة، فرحت عندما فتحت أحد الأبواب،
إلا أنه أغلق ثانية، جلسنا أياماً أخرى ولازلت متفآئلة بفتح أحد الأبواب على عكس البعض تماماً ..
عندما كنت أنظرإلى أبي وأمي ودموعهما على وجنتيهما - وهما أغلى الأشخاص عندي- أبكي
مجدداً ،ياله من وضع مؤلم جداً أن تجلس على الحقائب وتنام عليها والدموع لا تفارق أحداً ظاهرة
عندبعضهم ومخفية عند الآخر، وأخرى من الألم ثم اشتد الألم حتى ذهبت إلى العيادة الصغيرة،
وبعد عناء سمحوا لنا بالدخول فليس الجميع يستطيع دخولها وهنا كان الفرج بفضل الله فتح
بعدها باب الفرج وذهبنا الى مكان فيه الراحة والسعادة الحمدلله .... لقد كان وقتاً عصيباً جداً
تعلمت فيه الصبر ...