عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2017, 08:41 AM   #7
عمدة الحاره


الصورة الرمزية النجم البعيد
النجم البعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 12-24-2017 (08:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



تابع - سورة هود

محاور السورة

سورة هود مكية وهي تعني بأصول العقيدة الاسلامية التوحيد والرسالة والبعث والجزاء وقد عرضت لقصص الانبياء بالتفصيل تسلية للنبي على ما يلقاه من أذى المشركين لاسيما بعد تلك الفترة العصيبة التي مرَّتْ عليه بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة فكانت الآيات تتنزل عليه وهي تقص عليه ما حدث لإخوانه الرسل من أنواع الابتلاء ليتأسي بهم في الصبر والثبات .
والناظر في آيات هذه السورة الكريمة - كغيرها من سور القرآن - يجد أنها تضمنت العديد من المقاصد، منها:

أولاً: وصف القرآن الكريم بـ (الإحكام)، و(التفصيل)، في حالتي البشارة والنذارة. وهذا يقتضي وضع كل شيء في مكانه الأنسب والأقوم، وإنفاذه على الوجه الأفضل والأحكم.

ثانياً: العناية بكل دابة في الأرض، والقدرة على كل شيء من البعث وغيره. وهذا يقتضي العلم بكل معلوم، ويلزم منه تفرده سبحانه بالمُلك.

ثالثاً: اعتمدت السورة أسلوب الدعوة بالترهيب؛ ولذلك جاءت آياتها متضمنة للوعيد والتغليظ والتهديد، كما في قوله: {ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير} (هود:2)، وقوله عز وجل: {وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير} (هود: 3-4)، وأظهر ما جاء هذا المقصد في قصة قوم هود حين قال الله تعالى: {وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد * وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعداً لعاد قوم هود} (هود: 59-60).

رابعاً: اشتملت السورة على أصول عقائد الإسلام من التوحيد، والبعث، والجزاء، والعمل الصالح، وإثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وقصص الرسل عليهم السلام.

خامساً: بينت سنن الله في الأمم، كبيان عاقبة الظالمين، والمفسدين في الأرض. وأن سبب الظلم والإجرام الموجب لهلاك الأمم، هو اتباع أكثرهم لما أترفوا فيه من أسباب النعيم والشهوات واللذات. وأن المترفين هم مفسدوا الأمم ومهلكوها. ويؤيد هذا أن كل ما نشاهده من الفساد في عصرنا، إنما مرده إلى الافتتان بالترف، واتباع ما يقتضيه الإتراف، من فسوق وطغيان وإفراط وإسراف.

سادساً: تحدثت عن صفات النفس وأخلاقها من الفضائل والرذائل، التي هي مصادر الأعمال من الخير والشر، والحسنات والسيئات، والصلاح والفساد. وبينت فضائل الرسل والمؤمنين التي يجب التأسي بها، ومساوئ الكفار التي يجب تطهير الأنفس منها.

سابعاً: دأب المفسدين في عداوة المصلحين ورثة الأنبياء، وأشدهم كيداً لهم أهل الحسد والبدع، من لابسي لباس العلماء، وأعوان الملوك والأمراء.

ثامناً: الظلم والطغيان والركون إلى الظالمين عاقبته وخيمة، وكل ذلك يودي بصاحبه إلى المهالك.

( يتبع )