تابع – سورة الطلاق
محور مواضيع السورة :
تناولت السورة بعض الأحكام التشريعية المتعلقة بأحوال الزوجين كبيان أحكام الطلاق السني وكيفيته وما يترتب على الطلاق من العدة والنفقة والسكنى وأجر المرضع إلى غير ما هنالك من أحكام .
ومقصودها تقدير حسن التدبير في المفارقة والمهاجرة بتهذيب الأخلاق، بالتقوى لاسيما في الإنفاق، لاسيما إن كان ذلك عند الشقاق، لاسيما إن كان في أمر النساء لاسيما عند الطلاق، ليكون الفراق على نحو التواصل والتلاق، واسمها الطلاق أجمع ما يكون لذلك، فلذا سميت به وكذا سورة النساء القصرى لأن العدل في الفراق بعض مطلق العدل الذي هو محط مقصود سورة النساء.
ومعظم مقصود السّورة بيان طلاق السُنّة، وأحكام العِدّة، والتّوكُّل على الله تعالى في الأُمور، وبيان نفقة النِّساءِ حال الحمل والرّضاع، وبيان عُقُوبة المتعدِّين وعذابِهم، وأنّ التّكليف على قدْر الطاقة، وللصّالحين الثوابُ والكرامة، وبيان إِحاظة العلم، والقُدْرة، في قوله: {لتعْلمُواْ}
قال ابن عاشور:
سورة {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} [الطلاق: 1] إلخ شاعت تسميتها في المصاحف وفي كتب التفسير وكتب السنة: سورة الطلاق ولم ترد تسميتها بهذا في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم موسوم بالقبول.
وذكر في (الإتقان) أن عبد الله بن مسعود سماها سورة النساء القُصرى أخذا مما أخرجه البخاري وغيره عن مالك بن عامر قال: كنّا عند عبد الله بن مسعود فذُكر عنده أن الحامل المتوفى عنها تعتد أقصى الأجلين (أي أجل وضع الحمل إن كان أكثر من أربعة أشهر وعشرٍ، وأجلل الأربعة الأشهر وعشرٍ) فقال: أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون عليها الرخصة لنزلتْ سورة النساء القُصرى بعد الطُّولى {وأولاتُ الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} (الطلاق: 4).
( يتبع )
|