عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2017, 10:42 AM   #634
عمدة الحاره


الصورة الرمزية النجم البعيد
النجم البعيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 398
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 12-24-2017 (08:18 PM)
 المشاركات : 744 [ + ]
 التقييم :  10
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Steelblue
افتراضي



تابع – سورة الحاقة

محور مواضيع السورة :

«فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ» ..
وثمود - كما جاء في مواضع أخرى - كانت تسكن الحجر في شمالي الحجاز بين الحجاز والشام. وكان أخذهم بالصيحة كما سماها في غير موضع. أما هنا فهو يذكر وصف الصيحة دون لفظها .. «بِالطَّاغِيَةِ» .. لأن هذا الوصف يفيض بالهول المناسب لجو السورة. ولأن إيقاع اللفظ يتفق مع إيقاع الفاصلة في هذا المقطع منها.
ويكتفي بهذه الآية الواحدة تطوي ثمود طيا ، وتغمرهم غمرا ، وتعصف بهم عصفا ، وتطغى عليهم فلا تبقي لهم ظلا! وأما عاد فيفصل في أمر نكبتها ويطيل ، فقد استمرت وقعتها سبع ليال وثمانية أيام حسوما. على حين كانت وقعة ثمود خاطفة .. صيحة واحدة. طاغية .. «وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ». والريح الصرصر :
الشديدة الباردة. واللفظ ذاته فيه صرصرة الريح. وزاد شدتها بوصفها «عاتِيَةٍ» .. لتناسب عتو عاد وجبروتها المحكيّ في القرآن ، وقد كانوا يسكنون الأحقاف في جنوب الجزيرة بين اليمن وحضر موت. وكانوا أشداء بطاشين جبارين. هذه الريح الصرصر العاتية : «سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً» .. والحسوم القاطعة المستمرة في القطع. والتعبير يرسم مشهد العاصفة المزمجرة المدمرة المستمرة هذه الفترة الطويلة المحددة بالدقة :
«سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ». ثم يعرض المشهد بعدها شاخصا : «فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ» ..
فترى .. فالمنظر معروض تراه ، والتعبير يلح به على الحس حتى يتملاه! «صَرْعى » .. مصروعين مجدلين متناثرين «كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ» بأصولها وجذوعها «خاوِيَةٍ» فارغة تآكلت أجوافها فارتمت ساقطة على الأرض هامدة! إنه مشهد حاضر شاخص. مشهد ساكن كئيب بعد العاصفة المزمجرة المدمرة .. «فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ؟» .. لا! فليس لهم من باقية!!! ذلك شأن عاد وثمود .. وهو شأن غيرهما من المكذبين. وفي آيتين اثنتين يجمل وقائع شتى :

( يتبع )


 
 توقيع : النجم البعيد