تابع – سورة الحاقة
محور مواضيع السورة :
«وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ. فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً» ..
وفرعون كان في مصر - وهو فرعون موسى - ومن قبله لا يذكر عنهم تفصيل. والمؤتفكات قرى لوط المدمرة التي اتبعت الإفك أو التي انقلبت ، فاللفظ يعني هذا وهذا. ويجمل السياق فعال هؤلاء جميعا ، فيقول عنهم انهم جاءوا «بِالْخاطِئَةِ» أي بالفعلة الخاطئة .. من الخطيئة .. «فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ» .. وهم عصوا رسلا متعددين ولكن حقيقتهم واحدة ، ورسالتهم في صميمها واحدة. فهم إذن رسول واحد ، يمثل حقيقة واحدة - وذلك من بدائع الإشارات القرآنية الموحية - وفي إجمال يذكر مصيرهم في تعبير يلقي الهول والحسم حسب جو السورة :
«فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً» .. والرابية العالية الغامرة الطامرة. لتناسب «الطاغية» التي أخذت ثمود «والعاتية» التي أخذت عادا ، وتناسب جو الهول والرعب في السياق بدون تفصيل ولا تطويل! ثم يرسم مشهد الطوفان والسفينة الجارية ، مشيرا بهذا المشهد إلى مصرع قوم نوح حين كذبوا. وممتنا على البشر بنجاة أصولهم التي انبثقوا منها ، ثم لم يشكروا ولم يعتبروا بتلك الآية الكبرى
( يتبع )
|