حياك ملكة الأحساس موضوع قد تتعدد الآراء فيه
وهنا فقط وجهة نظر دون الغوص بالعمق العلمي والفلسفة النفسية
البكاء ليس بكاء واحد بل متعدد رغم أنه يظهر على نمط نهائي واحد
البكاء ليس إلا نتيجة ردة فعل داخلية وردود الأفعال الداخلية تتنوع
بتنوع المؤثر لها فهناك دموع حزن والحزن أيضا يتعدد وهناك دموع قهر
ويتعدد ودموع فراق ويتعدد ودموع فرح ودموع يأس ودموع عجز ودموع شفقة
وقد تطول القائمة
فبكاء الرسول لفقد أبنه طبيعة إنسانية مشتركه ولا نقاش فيه فهي دموع
الفقد وهي أصدق واغزر واشد الدموع
والبكاء من خشية الله بكاء يتذكر رحمة الله وقدرته وعفوه وعذابه فتنهمر الدموع فهي ذروة صعب تجاوزها
فكل مشترك بشري طبيعي لا أختلاف عليه بين الرجل والمرأة
خروج الدمع هو بسبب الوصول الى ذروة عاطفية تفيض عن القدرة
التحملية للعاطفة وهنا تتفاوت هذه الذروة بين الرجل والمرأة في اعتقادي
لتبادر الدمعة بالانهمار فبلا شك المرأة عاطفتها جياشة وسريعة التأثر
بأسباب طبيعية ومنطقية وتكوينية وليست مجال ضعف أو قوة
هناك نقطة عاطفية ونفسية تعتمد على حساسية الأنسان ورقة عاطفته
تنهمر بعدها الدمعة فبلا شك هي عند الرجل أشد علو وأشد صلابة
لطبيعته التكوينية والنفسية وليست أيضا مجال قوة وضعف
لذلك نرى الطفل سريع الدمعه ليس إلا لأن حساسيته مفرطة وعاطفته
صغيرة ومحدودة فنقطة فيض الدمع قريبة لديه
فكلما رهف الحس وازدادت العاطفة قربت نقطة فيضان الدمعة
وهذا تفسير شخصي و وجهة نظر
ومع هذه تأتي عوامل أخرى محفزة ومساعدة كالتربية أن الرجال لا تبكي
وأن البكاء يشار له أنه ضعف .. وبنظري هو دليل رهافة شعور وحس وعاطفة
وقد يؤخذ على الرجل إذا كان عاطفي ورقيق مشاعر في منظومتنا التربوية
وهي قد تكون مفيدة في نواحي لكنها قد تضر في نواحي أخرى
فمرات الأنسان بحاجة لأفراغ الحزن عبر فيضان الدمع وحبسه قسرا مؤلم
ومرات لا يستحق الموقف فيضان ويحتاج لتأني وتبصر وتدبر وتصرف
وهنا يكون ليس مكانه الدمع
فبكاء الرجل من أجل أي شيء يستحق لا علاقة له برجولة فهو بشر بالنهاية
وهل هو سبب قسوتهم لا أعتقد ربما كما قلت للتربية بعض التأثير لكنها
لا يعني عدم البكاء قسوة قد يكون مدى التحمل وذروة فيض الدمع أعلى
وكل عين تدمع لا يوجد عين لا تفعل لكن المؤثر ونقطة التحمل هي المسؤولة
البكاء الكاذب يقال بيّن واضح فهو تباكي وليس بكاء وهناك فرق
وقال المتنبي
إذا اشتبكت دموع في خدود
تبين من بكى ممن تباكى
وقيل أن البيت
إذا اشتبهت دموع في خدود
تبين من بكى ممن تباكى
ولكن البكاء أحد غرائز الأنسان والتي تتفاوت من شخص لآخر حسب أسباب
تكوينية ونفسية وتربوية وبيئية لكنها بالنهاية تكون مع الجميع
مع التقدير
|