عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2018, 02:28 PM   #16


الصورة الرمزية نُوميديا
نُوميديا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 168
 تاريخ التسجيل :  Feb 2017
 أخر زيارة : 01-23-2018 (10:19 AM)
 المشاركات : 3,584 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Rosybrown
افتراضي



للذي حدثني عن روحه وبكىَ

وَطن

يحدث كَثيرًا أن تختنق أزقة الغربة بِنا فَتلفظنا قَرابينًا حينَ تموت ولهًا من ذكريات تحدِّث بعضها البعض ، عن وجع يختالُ بين أضلعنا صارخا
"واااااشوقاه "
تمضي خطواتكَ مهرولاً ، مهرولاً ، تتهاوى ، تسقط وبكلتا يديك تحمل كلك المتساقط لِتعانقَ ذَاتكَ مرات ومرات و لاَ تُشفى ، يعلق على شفاهك صقيع الشامِ اللامنتهي الذي أثملك .. حدَّ تقليدك وساما يشبهك في كل شيء عدا نبض قلبك الذي أفنى ثوانيه مقاومة
لتهبك الريح معطفا لاَ يقيِ و صوتا مبحوحا من حفيف الأشجار حين تنتظرُ فرحًا بِلُقيا تتوشحه ملامحك العارية من تغاريد العصافير..
صوت النوارس القادم من وراء المَسافات الفاصلة عبير الياسمين المتمرد عن قانون الضباب و مأدبة الحب على سرر النسيان دمعها متاقطر على شبابيك الاغتراب
تعلو هامتك وشاية الصمت ، ترتشف بعضك المتآكل وتعزف بأصبعين غمرهما حب كبير و شَغف عاصف لاَ يَنسى و لاَ يُنسى
تهزك الأرض بقصائد من حنين كَانكَ باقٍ بها ، تسألك جلوس العتب بين مرفقيها ... تمنح وجهك هول الصدمة ، حين يدس الوجع رأسه بين أوراقك المتناثرة
وأنتَ تحاول عَبثًا التحرر منكَ تتوكأ على عصا التمني ويقهركَ السؤال مَتى يبلغ الصوت صداه لِيزيح عن سماءِ الشرق غيوم البعد التي تضرب بها نواح عواصفكَ
و يغمركَ الورق براحتي غَريب أيَا وطنًا أهديت مكانك صمتا مرتجلا ، صعدت سلم الفقد درجة درجة تعالت الصرخات في صدرك وتوالت الأنات و ذات الشَّيمِ كَأنها في سبات
توالت عثرات عينكَ العطشى الى شوق حارق يثير رغبتك للإنصهار على تخومِ شامٍ لا تخبوا فيها رغبة ولا لوعة
تلاحقك سكاكين الغربة تفر لاجئا بخطوة أخيرة
لتجد قلبك معلقا في يدها مغرقة كل أحلامك الصغيرة في دقيقةِ صمتٍ كأنها الدهر
لم أخطط لِحبها وأحببتها
قتلونيِ بكِ يا شَام
فجوديِ يا مدنيِ بِعناق يسحبنيِ من موتيِ يمنحها قبلة حياة

هل سَاراكِ اماميِ ترقصينَ ..؟!
يَا غجرية تتصاعد من بين ذراعيها الحمائم البيضاء
وأيلول المختبئ في عينيها نحاسي الترجمة والتكوين
يَا جيدا مُعلقا عند سدرة الحبِ لغة متمردة
يا وجعيِ النازف تسابيحه والمكسوة شوارعه عنفوانا ...
تفتش جيبك بحثاً عنك ، عن تفاصيلك التي مزقتها يوما ما اشتهاء انعتاقٍ تحاول ترميم ما تبقى منك تتساقط من بين يديك أمنيات ، تدهشك من أشيائها عين الصدفة حينَ تنفث سمها ليخرج صوتك طريدا ؛ تتنفس انتظارك فتشهق العبرة في عينك المائلة إلى الغروب من منفاك

كلي المعلق على جدرانكِ يا شام
تُعريهِ ارتعاشات الحبر في دمي


شَيمُ ؛

لأني أعرف بأنكِ تُشبهين الوطن أعطيت البكاء حقا
لأني اعرف بأنك زلزال غفوتيِ حين ينبعث منها دخان البحث عنك في كل ذرةِ تراب حملت نبرة خرساء ...عرجاء...صماااااء .... دونكِ

جعلت لأصابعي حق الرقص على أزرار تفتقدني حين لا أكتب عنك وأنا المبحر في بحرٍ يفصل جسدينا استلهمني حتى نهاية الغرقِ لأخرج وقد تنهدت مصابيح ليلي

تاريخٌ لا يشبه إلانَا
أهدانيِ فرصة الحب على بساط لا تتوسطه رهبنة للوهم

يا أنتِ

هل ليِ بترياق لحمى الشِفاهِ الخرساء
هي ذاتها الارصفة التي اخذت من قلبي شظايا النور وابتهالات المشاء على تراب ذاكرةٍ عَفرتها الخرافات ، خزفية خواطريِ بكِ ترن رنينها لترقص فراشات الصدف على نوافذيِ الهشة و عيون الوشاة تَنفث سم الاحجيات العاجزة عن الانسلاخ ولو لبرهة عن استعاراتها الباكية

هي ذاتها الممرات والوجوه المغدور بها تتستر خلف اوجاعها
تقتص من تجدد الخطى نبوءة الطين والطيان و قد انعطفت البشارة التي طالما انتظرتها بين العتمتين تستضيء بِآخر الآمال فتذروها عبارات بحبر الهجر المكين و إلا أن تذكرني الشمس ذات يومٍ في طلعتها و تُخطئني مقصلة الغد المشتعل فَإنه
سيان الموت على كفيكِ إشتهاء إفاقة على أن أغادرني مرة أخرى إلى كذبة الإحتمالات وغصة في حلق الوقت ...
وتتبرج الأمنيات تبرجها العاري ......
الذي لا فكاك منه






آهٍ منك يا وجع الياسمين


 
 توقيع : نُوميديا



الأشياء فيِ حقيقتها لآ تتغيّر إنها النّظرة
../


رد مع اقتباس