أَيُّهَا الوَارِدُ
سَأَمْضِي كَالْغَرِيبِ الْوَحِيد
عَلَى أَشْراء وجُودُكَ الأَجْوَحُ
وأَجْري حَافِيَ القَدَمَيْنِ
عَلَى مَدَاها البَعِيد سِنِين
حَتَّى أَبْلُغَ شَأْواً
رَفيعُ الْعِماد فِي عَالَمِك
كَيْ أَنْحِت إشَارَاتٍ
عَلَى أَضْعاف جَسَدك
تَكُونُ كالدَّلِيل الْمُرْشِد
إِذَا أَصْوَى العَابِرِينَ سَبِيلك
وأُصَوِّي لَهُمْ الْأَحْجَار
وصَوِيَ الْأَزْهَار
وأُعَلِّقُ عَلَيهَا أَقاليد
الَّتِي تَفْتَحُ لَهُمْ تآسيرُ السَّرْج
الْمَوْجُودَة مِنْ فِخَاخك
وألْغَاز أَقْفَال أَبْوَابكَ
ودَلائِل أَفَرَاحهمْ فِي صَبَاحِك
وَضِيَاءُ الْأَمَلِ فِي هَوادي ظَلَام لَيْلِك
وَتَسْقِي أَزْهَارهُمْ مَنْ شَآبِيبُ مَطَرِك
وَتُهْدِيهُمْ رَسَائِل مَحَبَّةٍ عِنْدَ عَرْشك
مِنْ رَجُلٍ وَارِدٍ عِنْدَ الْغُرُوبِ غَادَرَك
© محمد العتيبي