يَتّفِق العقلاء على أن خِصال الخير والبِرّ والصِّلَة والرحمة بالْخَلْق : مِن أعظم أسباب النجاة في الدنيا قبل الآخرة ..
وقد اسْتَدَلّت خديجة رضي الله عنها بِجَمِيل خِصال النبي صلى الله عليه وسلم على أن الله لا يُخْزِيه ، فهدّأت رَوعه بِقولها : كلا . أبشِر ، فو الله لا يُخْزِيك الله أبدا ، والله إنك لَتَصِل الرَّحم ، وتَصْدق الحديث ، وتَحمل الكّلّ ، وتَكْسِب المعدوم ، وتُقْري الضيف ، وتُعين على نوائب الحق . رواه البخاري ومسلم .
قال النووي :
وفي هذا دلالة على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب السلامة مِن مصارع السوء ...
وفيه تأنيس مَن حَصلت له مَخافة مِن أمر ، وتبشيره ، وذِكر أسباب السلامة له .
وفيه أعظم دليل وأبلغ حجة على كمال خديجة رضي الله عنها ، وجَزَالة رأيها ، وقوة نفسها ، وثبات قلبها ، وعِظم فِقهها .
|