04-12-2019, 11:13 AM
|
|
|
|
لوني المفضل
Darkgray
|
رقم العضوية : 842 |
تاريخ التسجيل : Dec 2018 |
فترة الأقامة : 2307 يوم |
أخر زيارة : 08-17-2021 (10:12 PM) |
الإقامة : فـٓي آلاحلام |
المشاركات :
0 [
+
]
|
التقييم :
77412 |
معدل التقييم :
           |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
صفة خلق العرش والكرسي
فصل فيما ورد في صفة خلق العرش والكرسي
قال الله تعالى : رفيع الدرجات ذو العرش [ غافر : 15 ] .
وقال تعالى : فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم [ المؤمنون : 116 ] .
وقال الله : لا إله إلا هو رب العرش العظيم [ النمل : 26 ] .
وقال : وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد [ البروج : 14 ] .
وقال تعالى : الرحمن على العرش استوى [ طه : 5 ] .
وقال : ثم استوى على العرش [ الأعراف : 54 ] .
في غير ما آية من القرآن وقال تعالى : الذين يحملون العرش ومن حوله
يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما [ غافر : 7 ] .
وقال تعالى : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية [ الحاقة : 17 ] .
وقال تعالى : وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم
وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين [ الزمر : 75 ] .
وفي الدعاء المروي في الصحيح في دعاء الكرب : لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا يحيى بن العلاء ، عن عمه
شعيب بن [ ص: 16 ] خالد ، حدثني سماك بن حرب ، عن عبد الله بن
عميرة ، عن عباس بن عبد المطلب ، قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : أتدرون ما هذا قال قلنا : السحاب قال : والمزن قال : قلنا : والمزن
قال : والعنان قال : فسكتنا فقال : هل تدرون كم بين السماء والأرض ؟
قال : قلنا : الله ورسوله أعلم قال : بينهما مسيرة خمسمائة سنة ، ومن
كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء مسيرة
خمسمائة سنة وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين
السماء والأرض ، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين
السماء والأرض ، ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء
والأرض والله فوق ذلك ، وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء .
هذا لفظ الإمام أحمد ورواه أبو داود ، وابن ماجه ، والترمذي من حديث
سماك بإسناده نحوه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وروى شريك بعض هذا الحديث عن سماك ووقفه .
ولفظ أبي داود : [ ص: 17 ] وهل تدرون بعد ما بين السماء والأرض ؟ قالوا : لا ندري .
قال : بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاثة وسبعون سنة .
والباقي نحوه .
وقال أبو داود : حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، ومحمد بن المثنى ، ومحمد
بن بشار ، وأحمد بن سعيد الرباطي ، قالوا : حدثنا وهب بن جرير قال
أحمد : كتبناه من نسخته وهذا لفظه قال : حدثنا أبي قال : سمعت
محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عقبة ، عن جبير بن محمد بن
جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن جده قال : أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم أعرابي فقال : يا رسول الله جهدت الأنفس ، وجاعت العيال ،
ونهكت الأموال ، وهلكت الأنعام ، فاستسق الله لنا ، فإنا نستشفع بك
على الله ، ونستشفع بالله عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ويحك أتدري ما تقول ؟ ! وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما زال
يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ، ثم قال ويحك إنه لا يستشفع
بالله على أحد من خلقه ، شأن الله أعظم من ذلك ، ويحك أتدري ما الله ؟
إن عرشه على سماواته لهكذا وقال بأصابعه مثل القبة عليه وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب .
قال ابن بشار في حديثه : " إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سماواته " .
وساق الحديث وقال عبد الأعلى ، وابن المثنى ، وابن بشار ، عن يعقوب
بن عقبة ، وجبير بن محمد بن جبير ، عن أبيه ، عن [ ص: 18 ] جده .
والحديث بإسناد أحمد بن سعيد ، هو الصحيح ، وافقه عليه جماعة
منهم ; يحيى بن معين ، وعلي بن المديني . ورواه جماعة منهم عن ابن
إسحاق كما قال أحمد أيضا ، وكان سماع عبد الأعلى ، وابن المثنى ،
وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني . تفرد بإخراجها أبو داود . وقد
صنف الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي جزءا في الرد على هذا
الحديث سماه ب ( بيان الوهم والتخليط الواقع في حديث الأطيط )
واستفرغ وسعه في الطعن على محمد بن إسحاق بن يسار راويه ، وذكر
كلام الناس فيه ، ولكن قد روي هذا اللفظ من طريق أخرى ، عن غير
محمد بن إسحاق ، فرواه عبد بن حميد ، وابن جرير في تفسيريهما ، وابن
أبي عاصم ، والطبراني في كتابي السنة لهما ، والبزار في مسنده ، والحافظ
الضياء المقدسي في مختاراته من طريق أبي إسحاق السبيعي ، عن عبد
الله بن خليفة ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : أتت امرأة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ادع الله أن يدخلني الجنة . قال :
فعظم الرب تبارك وتعالى وقال : إن كرسيه وسع السماوات والأرض ، وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد من ثقله .
عبد الله بن خليفة هذا ليس بذاك المشهور ، وفي سماعه من عمر نظر ،
ثم منهم من يرويه موقوفا ومرسلا ، ومنهم من يزيد فيه زيادة غريبة . والله أعلم .
[ ص: 19 ] وثبت في صحيح البخاري ، عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال : إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ; فإنه أعلى الجنة
وأوسط الجنة ، وفوقه عرش الرحمن . يروى : وفوقه بالفتح على
الظرفية ، وبالضم قال شيخنا الحافظ المزي : وهو أحسن . أي : وأعلاها
عرش الرحمن ، وقد جاء في بعض الآثار : أن أهل الفردوس يسمعون
أطيط العرش ، وهو تسبيحه وتعظيمه ، وما ذاك إلا لقربهم منه ، وفي
الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لقد اهتز عرش الرحمن
لموت سعد بن معاذ . وذكر الحافظ ابن الحافظ محمد بن عثمان بن أبي
شيبة في كتاب صفة العرش عن بعض السلف : أن العرش مخلوق من
ياقوتة حمراء ، بعد ما بين قطريه مسيرة خمسين ألف سنة . وذكرنا عند
قوله تعالى : تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف
سنة [ المعارج : 4 ] . أنه بعد ما بين العرش إلى الأرض السابعة مسيرة
خمسين ألف سنة ، وأن اتساعه خمسون ألف سنة . وقد ذهب طائفة
من أهل الكلام إلى أن العرش فلك مستدير من جميع جوانبه محيط
بالعالم من كل جهة ، وربما سموه الفلك التاسع والفلك الأطلس والأثير .
وهذا ليس بجيد لأنه قد ثبت في الشرع [ ص: 20 ] أن له قوائم تحمله
الملائكة ، والفلك لا يكون له قوائم ولا يحمل ، وأيضا فإنه فوق الجنة ،
والجنة فوق السماوات ، وفيها مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين
السماء والأرض فالبعد الذي بينه وبين الكرسي ليس هو نسبة فلك إلى
فلك ، وأيضا فإن العرش في اللغة عبارة عن السرير الذي للملك كما قال
تعالى : ولها عرش عظيم [ النمل : 23 ] . وليس هو فلكا ، ولا تفهم منه
العرب ذلك ، والقرآن إنما نزل بلغة العرب فهو سرير ذو قوائم تحمله
الملائكة ، وهو كالقبة على العالم وهو سقف المخلوقات . قال الله تعالى :
الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به
ويستغفرون للذين آمنوا [ غافر : 7 ] . وقد تقدم في حديث الأوعال أنهم
ثمانية ، وفوق ظهورهن العرش ، وقال تعالى : ويحمل عرش ربك فوقهم
يومئذ ثمانية [ الحاقة : 17 ] .
وقال شهر بن حوشب : حملة العرش ثمانية : أربعة منهم يقولون
سبحانك اللهم وبحمدك ، لك الحمد على حلمك بعد علمك ، وأربعة
يقولون سبحانك اللهم وبحمدك ، لك الحمد على عفوك بعد قدرتك .
فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا عبد الله بن محمد هو أبو
بكر بن أبي شيبة ، ثنا عبدة بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق ، عن
يعقوب بن عتبة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم صدق أمية بن أبي الصلت في شيء من [ ص: 21 ] شعره
فقال :
رجل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق فقال :
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد
ليست بطالعة لهم في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق . فإنه حديث صحيح
الإسناد رجاله ثقات ، وهو يقتضي أن حملة العرش اليوم أربعة ،
فيعارضه حديث الأوعال اللهم إلا أن يقال : إن إثبات هؤلاء الأربعة على
هذه الصفات لا ينفي ما عداهم ، والله أعلم .
ومن شعر أمية بن أبي الصلت في العرش قوله :
مجدوا الله فهو للمجد أهل ربنا في السماء أمسى كبيرا
بالبناء العالي الذي بهر الناس وسوى فوق السماء سريرا
شرجعا لا يناله بصر العين ترى حوله الملائك صورا
[ ص: 22 ] صور جمع أصور ، وهو المائل العنق لنظره إلى العلو ،
والشرجع هو العالي المنيف ، والسرير هو العرش في اللغة ، ومن شعر عبد
الله بن رواحة رضي الله عنه الذي عرض به عن القراءة لامرأته حين اتهمته بجاريته :
شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة كرام ملائكة الإله مسومينا
ذكره ابن عبد البر ، وغير واحد من الأئمة ، وقال أبو داود : ثنا أحمد بن
حفص بن عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن
عقبة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من
حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام .
ورواه ابن أبي حاتم ، ولفظه مخفق الطير سبعمائة عام .
[ ص: 23 ] وأما الكرسي : فروى ابن جرير من طريق جويبر وهو ضعيف
عن الحسن البصري أنه كان يقول : الكرسي هو العرش . وهذا لا يصح
عن الحسن بل الصحيح عنه وعن غيره من الصحابة والتابعين أن
الكرسي غير العرش ، وعن ابن عباس ، وسعيد بن جبير أنهما قالا في قوله
تعالى : وسع كرسيه السماوات والأرض [ البقرة : 255 ] . أي علمه ،
والمحفوظ عن ابن عباس كما رواه الحاكم في مستدركه ، وقال : إنه على
شرط الشيخين ، ولم يخرجاه من طريق سفيان الثوري ، عن عمار
الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أنه قال
: الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل ، وقد
رواه شجاع بن مخلد الفلاس في تفسيره عن أبي عاصم النبيل ، عن
الثوري فجعله مرفوعا ، والصواب أنه موقوف على ابن عباس ، وحكاه
ابن جرير ، عن أبي موسى الأشعري ، والضحاك بن مزاحم ، وإسماعيل
بن عبد الرحمن السدي الكبير ، ومسلم البطين ، وقال السدي عن أبي
مالك : الكرسي تحت العرش ، وقال السدي : السماوات والأرض في جوف
الكرسي ، والكرسي بين يدي [ ص: 24 ] العرش . وروى ابن جرير ، وابن
أبي حاتم من طريق الضحاك ، عن ابن عباس أنه قال : لو أن السماوات
السبع والأرضين السبع بسطن ، ثم وصلن بعضهن إلى بعض ما كن في
سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة في المفازة ، وقال ابن جرير : حدثني يونس
، حدثنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : حدثني أبي قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة
ألقيت في ترس . قال : وقال أبو ذر : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري
فلاة من الأرض . أول الحديث مرسل . وعن أبي ذر منقطع . وقد روي عنه
من طريق أخرى موصولا ، فقال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره :
أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، أنبأنا عبد الله بن وهيب الغزي أنا
محمد بن أبي السري ، أنا محمد بن عبد الله التميمي ، عن القاسم بن
محمد الثقفي ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ذر الغفاري ; أنه سأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكرسي فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والأرضون السبع عند
الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وإن فضل العرش على الكرسي [
ص: 25 ] كفضل الفلاة على تلك الحلقة . وقال ابن جرير في تاريخه
حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال
بن عمرو ، عن سعيد بن جبير قال : سئل ابن عباس عن قوله عز وجل :
وكان عرشه على الماء [ هود : 7 ] . على أي شيء كان الماء ؟ قال : على متن
الريح قال : والسماوات والأرضون وكل ما فيهن من شيء تحيط بها البحار
، ويحيط بذلك كله الهيكل ، ويحيط بالهيكل فيما قيل الكرسي . وروى
عن وهب بن منبه نحوه ، وفسر وهب الهيكل فقال : شيء من أطراف
السماوات محدق بالأرضين والبحار كأطناب الفسطاط .
وقد زعم بعض من ينتسب إلى علم الهيئة أن الكرسي عبارة عن الفلك
الثامن الذي يسمونه فلك الكواكب الثوابت ، وفيما زعموه نظر ; لأنه قد
ثبت أنه أعظم من السماوات السبع بشيء كثير ، كما ورد به الحديث
المتقدم أن نسبتها إليه كنسبة حلقة ملقاة بأرض فلاة ، وهذا ليس نسبة
فلك إلى فلك ، فإن قال قائلهم : نحن نعترف بذلك ونسميه مع ذلك فلكا
فنقول الكرسي ليس في اللغة عبارة عن الفلك ، وإنما هو كما قال غير
واحد من السلف : إن الكرسي بين يدي العرش كالمرقاة إليه . ومثل هذا
لا يكون فلكا . ومن زعم منهم أن الكواكب الثوابت مرصعة فيه فقد قال
ما لا يعلم ، ولا دليل لهم عليه هذا مع اختلافهم في ذلك أيضا كما هو
مقرر في كتبهم ، والله أعلم .
|