كلمة الإدارة |
الإهداءات | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
وحشية العرش العثماني.. سلاطين قتلوا أولادهم وأشقاءهم لاحتكار المُلك
خنقًا بخيوط الحرير دون دماء.. والجرائم لم تستثنِ الرضع والأطفال
وحشية العرش العثماني.. سلاطين قتلوا أولادهم وأشقاءهم لاحتكار المُلك دأب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الفترة الأخيرة على التفاخر بالإرث التاريخي لسلاطين الدولة العثمانية، متباهيًا بورعهم وتقواهم، وتمسكهم بأهداب الدين، بطريقة يظن معها أنهم كانوا أخيارًا، لم يؤذوا أو يظلموا أحدًا، متجاهلاً الحقائق التاريخية التي تكشف واقعًا مناقضًا للصورة الناصعة التي يرسمها لهؤلاء السلاطين، الذين ساد بين أكثرهم خلال عهود الدولة العثمانية الممتدة على مدار أكثر من 600 عام (1299م – 1923م) تقليد استئصالي عنيف، يبيح فيه السلطان لنفسه قتل أبنائه وأحفاده وأشقائه، إذا صدر من أحدهم ما ينبئ عن نيته الخلاص منه، أو خامره الشك في تهديد أي منهم لمُلكه، حتى لو كان على سبيل الوشاية. فعملية التخلص من المنافسين المحتملين لاعتلاء العرش كانت تتم في بعض الحالات لأسباب واهية، مبعثها الأوهام، كأن يقنع أحد المتزلفين السلطان بالتخلص من طفله أو حفيده الصغير لتلافي منافسته على العرش مستقبلاً. اختلاق تبريرات ورغم عدم إنكار المؤرخين كافة اتباع سلاطين الدولة العثمانية ذلك التقليد الاستئصالي في تأمين ملكهم إلا أن بعض المتحمسين منهم لتاريخ الدولة العثمانية سعى إلى التخفيف من وحشيته؛ وذلك باختلاق مسوغات قانونية وفقهية له؛ فذهب إلى القول بأن لجوء السلاطين العثمانيين إلى قتل أبنائهم وإخوتهم كان يستند إلى "قانون قتل الإخوة" الذي سنه السلطان محمد الفاتح، ويقوم – بحسب رأيهم - على أصل في الشريعة الإسلامية، هو إقامة "حد البغي"، أي حد العصيان ضد الدولة والخروج على الحاكم، ولم يكن يمارَس إلا بثبوت عصيان الابن أو الأخ، وتآمره وخروجه على السلطان.. رغم أن نص القانون نفسه أباح القتل تحت مسوغ الحفاظ على النظام، وهو مسوغ مطاط يصعب تقنينه، ولم يورد أي مسوغات إجرامية، فنص على أن "أي شخص يتولى السلطة من أولادي فمن المناسب أن يقتل الإخوة من أجل نظام العالم، وأجازه أكثر العلماء؛ فليعملوا به". ومما يفند هذا الرأي من الناحية التاريخية، ويبرهن على أن إقدام سلاطين بني عثمان على قتل أبنائهم وإخوتهم كان أسبق تاريخيًّا من عهد محمد الفاتح، الذي تولى الحكم عام 1451م، ويعد سابع السلاطين العثمانيين، أن التقليد الاستئصالي بدأ في عهد السلطان مراد الأول، ثالث سلاطين الدولة العثمانية، الذي تولى الحكم عام 1359م، وأقدم على إعدام أصغر أولاده الأمير ساوجي ذي الأربعة عشر عامًا؛ وذلك بعد أن أغراه البعض بالتمرد والتحالف مع البيزنطيين. وتروي كتب التاريخ أن السلطان مراد الأول دخل على ابنه في السجن حاملاً زجاجة خل مركز، وأمر بسكبها في عينَي ساوجي؛ فحولته حرقة الخل إلى شبه أعمى، وبعد أن تركه فترة يتعذب بألم عينيه أعدمه خنقًا. قتل القُصَّر ومن الأدلة التي تدحض السند القانوني والفقهي لذلك الرأي قتل السلاطين أمراء في مراحل الطفولة، وهي فترة تُستبعد فيها تمامًا إمكانية إقدام الأمير على الخروج على الحاكم وعصيانه. ومن أشهر وقائع الاغتيال التي جرت في تاريخ الدولة العثمانية ضمن ذلك الإطار قتل السلطان محمد الثالث، الذي تولى الحكم عام 1595م، ثلاثة رضع وخمسة أطفال، أعمارهم بين ثلاث وست سنوات، ضمن 19 أخًا له، أمر بإعدامهم في اللحظات الأولى التي تلت تنصيبه، وخرجت نعوشهم مع نعش أبيهم السلطان مراد. ولم يكتفِ محمد الثالث بتلك المذبحة لتأمين مُلكه؛ فأمر بعد فترة وجيزة بإعدام ابنه الأمير محمود، الذي عُرف بشجاعته العسكرية؛ وذلك خشية أن يهدد ملكه. ويشير إعدام محمد الثالث، الذي عُرف بأنه كان أبعد ما يكون عن الأحكام الشرعية، عشرين أميرًا للحفاظ على ملكه إلى أن اللجوء إلى تطبيق التقليد الاستئصالي لم يكن مقيدًا من الناحية العددية، بل كان مفتوحًا على أي عدد. وشايات الحاشية وتبرهن كثرة عدد الأمراء الذين راحوا ضحية التقليد الاستئصالي، الذين أشارت بعض المصادر إلى أن عددهم وصل إلى 121 أميرًا، على أن السلاطين العثمانيين اعتمدوا على تقليد الخلاص من أبنائهم وأشقائهم كوسيلة أساسية في المحافظة على عروشهم. وقد ارتُكبت الجريمة الأولى للخلاص من الأخ في تاريخ الدولة العثمانية تحت هذا المبرر السياسي دون أي تصرفات تدين الضحية بقتل السلطان بايزيد الأول الذي تولى الحكم عام 1389م، وهو رابع السلاطين العثمانيين، شقيقه الوحيد يعقوب الأصغر منه سنًّا؛ وذلك بعد أن أقنعه نفر من حاشيته بأن يعقوب قد يدعي أحقيته بالملك في المستقبل. وتتحدث المصادر التاريخية - ومنها كتاب "الدولة العثمانية المجهولة 303 أسئلة وأجوبة توضح حقائق غائبة عن الدولة العثمانية" لأحمد آق كوندوز وسعيد أوزتورك - عن تورط غالبية سلاطين الدولة العثمانية البالغ عددهم 36 سلطانًا في جرائم قتل أولادهم أو أشقائهم، ومن أشهرهم السلطان سليمان القانوني الذي أمر بقتل ابنه وولي عهده مصطفى خنقًا بخيط الحرير بعد أن استدعاه إلى خيمته إثر اتهام باطل، أشاعته عنه زوجة أبيه روكسلانة بتحالفه مع شاه إيران للانقلاب على أبيه. كما أمر السلطان سليمان القانوني أيضًا بإعدام ابنه بايزيد بتهمة العصيان بعد فراره واحتمائه بشاه إيران الذي اضطر إلى تسليم بايزيد وأولاده الخمسة بعد تهديد السلطان سليمان بشن حرب ضده، ونُفذ حكم الإعدام في بايزيد، وشمل الحكم أولاده الخمسة في استئصال نهائي لذريته، رغم أنهم أحفاد السلطان سليمان القانوني. انفراد بالغدر ويمتلئ تاريخ الدولة العثمانية بجرائم قتل الأبناء والأشقاء؛ فالسلطان محمد الأول الذي تولى الحكم عام 1413م قتل إخوته الثلاثة (عيسى وموسى ومصطفى) في صراع على الحكم، امتد 11 عامًا، وعُرف في التاريخ العثماني بـ"عهد الفترة"، واتهم السلطان بايزيد الثاني بتحريض البابا إسكندر السادس على قتل شقيقه جم؛ ليتخلص من منافسته له على الحكم، كما أعدم عمه الأمير مصطفى للسبب نفسه. وأعدم السلطان سليم الأول شقيقَيْه كوركورد وأحمد بتهمة العصيان. وقتل السلطان مراد الثالث الذي تولى الحكم عام 1546م، وكان مولعا بالنساء، أشقاءه الخمسة نتيجة وشاية من متزلف من حاشيته. وأمام وحشية هذه الجرائم، التي تبرهن على عدم اعتداد سلاطين الدولة العثمانية بعاطفتَي البنوة والأخوة، رغم تغلغلهما في الفطرة الإنسانية للبشر، لا يجدر بالرئيس أردوغان الفخر بهؤلاء السلاطين على النحو الذي يرفعهم إلى طبقة "المعصومين"، وعليه أن ينظر إليهم كحكام كانت لهم إنجازات ومساوئ، ومن مساوئهم تقليد استئصال الأبناء والإخوة الذي انفردت به الدولة العثمانية عن غيرها من الإمبراطوريات التاريخية، وكان السلاطين ينفذونه بطريقة تعكس عنصريتهم إلى دمائهم، فيعدمون ضحاياهم الأمراء خنقًا بخيوط الحرير؛ لأن تقاليدهم تحظر إراقة دماء أفراد الأسرة الحاكمة. الموضوع الأصلي: وحشية العرش العثماني.. سلاطين قتلوا أولادهم وأشقاءهم لاحتكار المُلك || الكاتب: الأرنب || المصدر: منتديات أمل عمري
|
05-14-2019, 11:41 AM | #2 |
|
شكرا على نقل الخبر
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صفة خلق العرش والكرسي | رويم | القرآن والتفسير والإعجاز القراني | 4 | 04-21-2019 02:55 AM |
عندما يكون العرش ثمنا للحب | الغالي | ضفاف المنبر العام | 5 | 12-22-2017 03:19 AM |