وعن عائشة رضي اللَّه عنها أَنَّهُمْ ذَبحُوا شَاةً،
فقالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "مَا بَقِيَ مِنها؟
"قالت: مَا بَقِيَ مِنها إِلاَّ كَتِفُهَا، قَالَ:"بَقِي كُلُّهَا غَيرَ كَتِفِهَا" رواه الترمذي
وقال حديث صحيح.
ومعناه: تَصَدَّقُوا بِهَا إلاَّ كَتِفَهَا فَقَالَ: بَقِيَتْ لَنا في الآخِرةِ إِلاَّ كَتفَهَا.
.
.
شرح :
( وعن عائشة رضي الله عنهم أنها) أي ذوي عائشة أو أهل بيت النبيّ ( ذبحوا شاة) أي فتصدقوا بها ما عدا كتفها ( فقال النبي) بعد أن عاد لمنزلها لداع دعا للسؤال عما بقي من لحمها وقد علم أنهم تصدقوا ببعضها ( ما بقي منها) أي عندك ( قالت: ما بقي منها) أي عندنا ( إلا كتفها) بفتح الكاف وكسر الفوقية على الأفصح أي أنفقنا الجميع وتصدقنا به ما عدا ذلك ( قال: بقي كلها) أي ثواب كلها لأنه تصدّق به تقرّباً إلى الله تعالى فهو يخلفه ويجزي عليه ( غير كتفها) أي فإنه يفنى بأكله.
ومثله لا ثواب فيه إن لم يقارنه قصد صحيح، وهذا تحريض على الصدقة والاهتمام بها، وأن لا يستكثر المرء ما أنفقه فيها، فإنهوإن فني صورة فهو باق حقيقة لصاحبه عند الله يرى ثوابه مضاعفاً عند حاجته ومزيد فاقته، ففيه أعظم تحريض عليها من كل م يأكله الإنسان، لأن من استحضر أن ما يأكله لا ثواب له فيه حيث لا غرض صحيح معه، وأن ما يتصدق به بقي له عند مولاه حمله ذلك على التصدق منه ولو بلقمة ( رواه الترمذي وقال: حديث صحيح ومعناه) أي الحديث من حيث الجملة ( تصدقوا بها إلا كتفها، فقال: بقيت لنا في الآخرة إلا كتفها) وذلك لأن ما بقي منها يفنى بأكله وما تصدق به باقياً عند الله سبحانه.