|
#1
|
||||||||
|
||||||||
حديث الأبواب
أحمـد مطـر : (1) ( كنّا أسياداً في الغابة قطعونا من جذورنا قيدونا بالحديد . ثم أوقفونا خَدماً على عتباتهم هذا هو حظنا من التمدن . ) ليس في الدنيا من يفهم حرقة العبيد مثل الأبواب ! (2) ليس ثرثاراً أبجديته المؤلفة من حرفين فقط تكفيه تماماً للتعبير عن وجعه . ( طَقْ ) (3) وحده يعرف كل الأبواب هذا الشحاذ ربما لأنه مثلها مقطوع من شجرة (5) (العبوا أمام الباب ) يشعر بالزهو السيدة تأتمنه على صغارها (8) يزعجهم صريره لا يحترمون مطلقاً أنين الشيخوخة ! (10) مشكلة باب الحديد إنّهُ لا يملك شجرة عائلة ! (15) باب الكوخ يتفرّج بكل راحة . مسكين باب القصر تحجب المناظر عن عينيه دائماً , زحمة الحرّاس ! (16 ) ( يعمل مثلنا ويحمل إسمنا لكنّه يبدو مُخنّثاً مثل نافذة ) هكذا تتحدث الأبواب الخشبية عن الباب الزجاجي ! ( 19) ( - من الطارق ؟ - أنا محمود ) . دائماً يعترفون .. أولئك المتهمون بضربه ! (22) - أحياناً يخرجون ضاحكين وأحياناً مبللين بالدموع وأحياناً متذمرين . ماذا يفعلون بهم هناك ؟! تتسائل أبوب السينما ! (26 ) - حسناً .. هو غاضب من زوجته . لماذا يصفعني أنا ؟! (29 ) - لا أمنع الهواء ولا النور ولا أحجب الأنظار . أنا مؤمن بالديمقراطية . - لكنك تقمع الهوام - تلك هي الديمقراطية ! يقول باب الشّبك . ( 38) أكثر ما يضايقه أنّه محروم من وضع قبضته العالية في يد طفل ! ( 42 ) معاق يتحرّك بكرسي كهربائي باب المصعد ! ( 43) هذا الرّجل لا يأتي قط , عندما يكون صاحب البيت موجوداً ! وهذه المرأة لا تأتي أبداً , عندما تكون ربة البيت موجودة ! يتعجب باب الشارع . باب غرفة النوم وحده يعرف السبب ! ( 50 ) الجرس الذي ذاد عنه اللطمات .. غزاه بالأرق . لا شيء بلا ثمن ! (54) (الولد المؤدب لا يضرب الآخرين ) هكذا يعلمونه دائماً . أنا لا أفهم لماذا يصفونه بقلة الأدب اذا هو دخل عليهم دون أن يضربني ؟! ( 58) في الأفراح أو في المآتم دائما يصاب بالغثيان . ما يبلعه أول المساء يستفرغه آخر السهرة ! (62) لولاه .. لفقدت لذتها مداهمات الشرطة ! (66) ما أن تلتقي بحرارة الأجساد حتى تنفتح تلقائياً . كم هي خليعة بوابات المطار ! (69) تتذمر الأبوب الخشبية : سواء عملنا في حانةٍ أم في مسجد , فإن مصيرنا جميعاً إلى النار . (71) يشبه الضمير العالمي . دائما يتفرج ساكتاً على ما يجري باب المسلخ ! (72) في دكان النجار تفكر بمصائرها : - روضة أطفال ؟ ربما . - مطبخ ؟ ممكن . - مكتبة ؟ حبذا . المهم أنها لن تذهب إلى السجن الخشب أكثر رق من أن يقوم بمثل هذه المهمة ! (73) الأبواب تعرف الحكاية كلها من ( طق طق ) إلى ( السلام عليكم ) . |
12-24-2016, 06:30 PM | #2 |
|
نص فخم _ لغةٌ ومعنى وعمق.
بورك اليراع على روعة الاختيار تقديري وباقة ورد |
كالمعجزة لا أشبه إلا نفسي.. |
12-24-2016, 06:44 PM | #3 |
|
مرحبا صاحبة السيادة
شرّفتِ نعم بالفعل نص فخم وعميق لو اسقطناه على انفسنا ومن حولنا لوجدنا مركزنا ومراكزهم وعرفنا كيف نتفاهم مع أنفسنا بالطريقة المُجردة وليس بطرق المكابرة و تجمّد الفكر في خانة واحدة. |
|
01-04-2017, 04:27 PM | #6 |
آلزين آلله يحفظهآ
|
سلمت الانامل
ويعطيك العافيه على المجهود المبذول ماننحرم من فيض عطائك وإبداعك لك تحياتي وفائق شكري |
-
سبحآن آلله وبحمده , سبحآن آلله آلعظيم . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
للصورة حديث خاص | صاحب السمو | روائع الألبوم و حديث العدسة | 234 | 03-16-2022 08:48 AM |
حديث الساعة | الوجيه أبوزيد | وتــــر مشدود / المواضيع النقاشية | 7 | 02-16-2019 01:31 PM |
حديث الشفافية | عمرو الجوري | شدو مقدّس / حصريات الأعضاء بأقلامهم | 16 | 12-06-2018 07:27 PM |