عذرًا أخي أبا تركي ! جُلُّ ما كتبته مبثوثٌ بين ثنايا أقسام المنتديات ، وهذه لم تنشر من قبل :
ما أكثر ما عجتُ على موطنٍ ضمَّ الجمالَ الذي خَلَبَني ، والبَهْجَةَ التي ملأتْ قلبي ، والأمَلَ الذي أَنْشُدُهُ وأَغُذُّ الخطى إليه !
ما أكثر ما عجتُ على الموطن العزيز على قلبي الذي ضمَّكِ بين جوانحه ، لأناجي رسمه الدارس ، وأجيل ناظري فيه حيث تجولين وتجلسين وأبثه حنين الطفولة وشغف الريعان وأمنية الكهولة !
ما أكثر ما رفعتُ أكفي وسألتُ الله أن أكون رسَّامَ ريشةٍ لأرسمَ محيَّاكِ البديع ، لكنني وهبتُ بدلًا عنها رسم الكلمات لأفيضَ ما يعتلجُ بقلبي إليكِ من ومقٍ وحنين !
لا تعجبي مما فاضَ من الحنين وبثثته ، فهي أمانٍ تختلجُ في القلب ، وترتفعُ إلى السماء كلَّ يومٍ وليلةٍ ، أما أنا فلم يبقَ لي سوى العوجِ على الموطن العزيز ، والمسامرة حين أكون وحدي ، والمضي خلف أماني القلب وأنتِ مضيتِ تكلؤكِ عينُ الله وترعاكِ ، وأبقيتِ لي الحنين الممضَّ ، والقلمَ الذي يضمرُ لي الشجى وأضمرُ له البغضاء والحنق ، وكاهلًا أثقلته السنون ، وبقايا عمرٍ انصرم ريعانه ! فعليكِ سلامُ القلب وومقه وحنينه ، ولكِ عهده وصدقه ما بقي ، ومنكِ أنسه وسروره وبهجته وأمله !