كلمة الإدارة |
الإهداءات | |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
حاسة الشم بين الإعجاز في الخلق وعظمة الخالق
حاسة الشم
بين الإعجاز في الخلق وعظمة الخالق إن لحاسة الشم أهمية كبيرة في حياة كلاً من الإنسان والحيوان على حد سواء. فعن طريقها مثلاً يستطيع الإنسان أن يتعرف على الطعام الجيد فيقبل عليه أو الطعام الفاسد فيتحاشاه..... وعن طريقها أيضاً يستطيع التمييز بين الروائح الذكية التي تنبعث من الأزهار أو العطور وبين الروئح الكريهة التي تتصاعد من البرك والمستنقعات الراكدة أو غيرها. ولا تقتصر هذه الحاسة على الإنسان وحده بل إن هناك من الحيوانات ما يتفوق عليه بصورة ملحوظة في هذا المجال ففي الغابات مثلاّ حيث يكون الصراع رهيباً بين الحيوانات المفترسة والفرائس التي تتغذى عليها تلعب حاسة الشم دوراً رئيسياً في حياة هذه الحيوانات على اختلاف أنواعها. وتعتبر أعضاء الشم من أهم الأعضاء الحسية وهي تلعب دوراً هاما في حياتنا وفي حياة الحيوانات حيث تقوم بإمدادنا بإشارات معينة عن طريق الهواء الذي نستنشقه مثل نوعية الطعام الذي نأكله أو الصد عنه مثلاً في حالة البيض الفاسد. وبرغم أن القدرات الشمية للإنسان لاتصل إلى قدرات بعض الحيوانات مثل الكلاب والقطط إلا أنها عظيمة وهامة جداً في حياتنا: مثال ذلك الرابطة بين الأم وطفلها الرضيع فالطفل يستطيع أن يميز رائحة ثدي أمه من أي ثدي غريب آخر, ويمكن للأمهات أن يميزن أطفالهن من رائحتهم. إن أنف الإنسان مليئة بالعجائب والقدرات, ولعل أكثر الأنوف التي تلفت الانتباه هي أنوف خبراء الروائح والعطور حيث اكتسب بعض هؤلاء الخبراء القدرة على تمييز حوالي عشرة آلاف رائحة. فهؤلاء الخبراء يمكنهم تمييز أنواع زيت اللافندر من بعضها بل والبلد الذي زرع فيه والمعمل الذي وقد أوضحت الدراسات التشريحية المقارنة أن المساحة الشمية في التجويف الأنفي في الإنسان تبلغ حوالي 3سم2على كل من الجانبين. كل جانب من تجويفي الأنف يحتوي على 5 مليون خلية حسية شمية لكن مساحة هذه المنطقة في الكلاب تبلغ 18 سم2 وفي القطط 21سم2. وهذا يبن أن جهاز الشم في الإنسان أقل حجماً من المشاهد في العديد من الحيوات الفقارية. ولعل أوضح مثال على ذلك هو ما يشاهد في كلاب الصيد أو الكلاب البوليسية التي تستخدم في التعرف على الجناة أو المجرمين حيث تعتبر قدرة الكلاب على تمييز الروائح المختلفة من المعجزات الحقيقية التي لا يستطيع الإنسان تفسيرها بصورة مقبولة.... فهي تستطيع أن تميز بين رائحة إنسان معين ورائحة مئات أخرين من البشر لكل واحد منهم رائحته المميزة، إذ يكتفي الواحد من هذه الكلاب المدربة بأن يشم أي شيء يتعلق بهذا الإنسان المجهول كالمنديل أو القفاز أو القبعة أو الوشاح أو حتى موطئ قدم واحدة ويكتفي بذلك لإخراجه من بين هذه المئات. لكن هل معنى ذلك هو قلة اعتماد الإنسان على حاسة الشم؟؟ ربما يعتقد البعض أنه يمكننا الاستغناء عن حاسة الشم، إلا أن الأشخاص المصابين بمرض فقدان حاسة الشم يعانون من مشاكل حادة أولها أنهم يفقدون الشهية للطعام مما يؤدي إلى فقدان الوزن والهزال وأخطرها عدم اكتشاف الغازات السامة. إن هذا التأثير يبدو مألوفاً لنا عندما نصاب بالزكام حيث أن المخاط الذي يغطي الطبقة الشمية في الأنف يفقدنا الإحساس بمذاق الطعام لأنه يوجد اتحاد وامتزاج بين حاستي التذوق والشم. وعلى النقيض من ذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من السمنة لا يتوقفون عن تناول الطعام رغم امتلاء معداتهم إن الذي يسيطر عليهم هذا هو إغراء حاسة الشم القوية للأطعمة الشهية فيزداد إقبالهم على تناول الطعام. ويفكر العلماء الآن في الوصول إلى مركب كيميائي يمكن نثر رذاذه داخل الأنف لكي يوقف حاسة الشم مؤقتاً حتى يوقف إغراء رائحة الطعام بالمزيد من الأكل. إن حاسة الشم في الواقع هي حاسة التذوق عن بعد. كما أن أعضاء التذوق في اللسان تنتبه بواسطة مواد نتناولها في الفم، كذلك فإن الأعضاء الشمية تنتبه بواسطة مواد طيارة نستنشقها خلال الأنف. كيفية شم الروائح المختلفة وكيفية التمييز بينها:- تعتبر حاسة الشم أكثر غموضاً من الحواس البشرية الأخرى، كما أن المعلومات المتعلقة بها أقل بكثير عما هو معروف عن تلك الحواس، وتختص هذه الحاسة بالتعرف على مختلف الروائح التي تنبعث من عديد من الأشياء التي تحيط بنا في كل مكان وعلى التميز بينها. وتعتمد هذه الحاسة على نوع خاص من الخلايا توجد داخل الأنف وتعرف "بالخلايا الشمية"وتتجمع النهايات العصبية المتصلة بهذه الخلايا ليتكون منها زوج من الأعصاب تسمى "الأعصاب الشمية" وتخترق هذه الأعصاب الحاجز الأنفي في الجمجمة العظمية لتصل إلى "المنطقة الشمية" في المخ. كيف تميز الأنف بين الروائح المختلفة؟ إن قدرات تمييز أضعف الروائح تختلف من شخص لآخر مثال ذلك فإن القدرة على تميز رائحة البيض الفاسد (سلفيد الهيدروجين) تختلف بمقدار 45 درجة من شخص لآخر كما يمكن للإنسان أن يميز بعض الروائح في تركيزات صغيرة جداً مثل رائحة "ايثيل الميركابتان" وكذلك "رابع كلوريد الكربون" الذي يتلف الكبد. وتعتمد الكفاءة في تمييز الروائح على ثلاثة عوامل: ♦ التعود. ♦ الارتباط الشديد بين الرائحة واسمها. ♦ رد فعل الشخص الذي يشم. ولقد وجد العلماء أن الأشخاص يمكنهم التمييز بين 16 رائحة، ولكن مع التدريب يمكن تمييز عشرات الروائح. ولا تتوقف قدرات الشم على مجرد اكتشاف الفروق بين الأنواع المختلفة ودرجة تركيزها بل تتعدى ذلك إلى معرفة الاتجاه الذي تأتي منه الرائحة وإلى تحديد الفرق بين مرورها على إحدى فتحتى الأنف بالنسبة للأخرى وعلى هذا فإن فارق زمني بمقدار مللي ثانية يمكن اكتشافه. وهناك رأيان لتفسير هذه الظاهرة. أحد الآراء هو أن الجزيئات المختلفة تمر عبر الغشاء المخاطي المغطى للخلايا العصبية الشمية بسرعات مختلفة ويرجع ذلك إلى سرعة ذوبان الروائح. والرأي الآخر هو أن كل نوع من الروائح ينبه نوع معين من المستقبلات. وقد وهب الله تعالى فاقدي البصر بعض العوض بالاعتماد على الروائح في تمييز البيئة المحيطة لكي يدرؤوا عن أنفسهم الخطر وذلك باكتشاف الروائح التي تهدده بالخطر مثل رائحة احتراق محول كهربائي. كذلك تلعب حاسة الشم دوراً هاماً في العلوم الطبية فالطبيب الجيد يمكنه أن يشخص أنواعاً عديدة من الأمراض بداية من الحمى الصفراء ومرض السكر حتى الفشل الكبدي بواسطة رائحة المريض. الجدير بالذكر أن حاسة الشم تضعف بسرعة وهذا مفيد من وجهة ويدعو إلى الحرص من جهة أخرى فعندما يتعرض الإنسان لرائحة ما فإن قدراته على تمييزها تختفي بعد برهة وذلك ضروري لكي تفسح المجال للإحساس بنوع آخر من الروائح. وعندما تقابل شخص ما فإنه يمتدح رائحتك الجميلة لكن كثيراً ما يتعرض الناس للاختناق بالغازات السامة في الحمام أو في الأماكن المغلقة التي يدخنون فيها أو يوقدون فيها النار ذلك لأن إحساسهم بالخطر ينعدم لتوقف حاسة الشم. وبعد.... فقد أراد الله تعالى شأنه جلت حكمته أن يلفت أنظارنا لفتة بسيطة إلى هذه الحاسة الدقيقة التي تحتوي على كثير من العجائب والمعجزات والتي تضم الآلاف من التركيبات الدقيقة والجسيمات العجيبة يؤدي كلاً منها عمله في تناسق وانسجام مما لا يترك مجالاً للشك في أنها صممت على أحسن صورة وأدق تركيب. ولاشك أن هذه الدقة الفائقة في التصميم والإنتاج أدلة واضحة على عظمة الخالق وجمال الخلق. وصدق الله القائل في محكم التنزيل ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21]. الموضوع الأصلي: حاسة الشم بين الإعجاز في الخلق وعظمة الخالق || الكاتب: رويم || المصدر: منتديات أمل عمري
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ظاهرة الشفق: آية من آيات الخالق ! | L!on | القرآن والتفسير والإعجاز القراني | 24 | 07-04-2020 08:10 AM |
رد الكاتبة مهاا في / انت الغلا ياسيد الخلق والناس . | قيثارة | الردود المميزة | 0 | 05-27-2020 01:25 PM |
حُسن الخلق / الشيخ نبيل العوضي | قيثارة | مزامير خاشعة / الصوتيات والمرئيات الأسلامية | 24 | 02-13-2020 12:13 PM |
خلق السماوات وعظمة اتساعها وارتفاعها وما فيها من الآيات | رويم | القرآن والتفسير والإعجاز القراني | 4 | 04-21-2019 02:55 AM |
سيد الخلق | ابو الملكات | نفحات نبوية / الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام | 12 | 08-15-2018 12:04 AM |