وكذلك العناية بسائر الكتب، كشروح مشكاة المصابيح، والمسند، والجوامع، ورياض الصالحين، والنووية، وعمدة الأحكام، وغيرها من الكتب المعتمدة والمشهورة عند أهل العلم والحديث والأثر.
وإن الاستفادة والتحصيل الدائم من هذه الشروح الباهرة، ليكسب طالب الحديث فهمًا ورسوخًا في العلم، وهمةً عاليةً في المذاكرة والمطالعة، وينتج فيه ملكة ودربة تعينه على التعمق في أسرار الكتاب والسنة، مما يرسخ فيه معاني الهدى والإيمان، ومعالم اليقظة والفهم، وأصول الفقه والعلم.
وخلاصة القول:
أن على طالب الحديث أن يجتهد ويجد قدر استطاعته، في تحصيل ما أمكن منها، ويتعمق في فهمها ودراستها، فإذا ضاقت عليه الأوقات، وضعفت منه الهمة، فلا أقل في أن يضرب في كل علم منها بسهم، وأن يلم من معرفتها بكم، حتى يكون ذا بصيرة ناقدة، ولا يكون بأصول علمه جاهلًا، فيغدو في علم الحديث خاليًا، وبين الأقران عاطلًا، فلا أفاد علمًا، ولا استفاد فهمًا.