|
#1
|
|||||||
|
|||||||
الإنتظار وحيدا
لا تقطعي رأس قلبي يا امرأة؛ وجسدي ما زال يحبك ويتعلق بأحضانك. الحضن الأخير الذي أبقيته لك لم تمسه بعدك أنثى.. فهل ستتركيه مُتحفًا للعطور، والأوراق، ولمسات الخيال الوهمية؟ أيرضيك تحوله لصوفي لا ينال من نعيم النساء إلا أسمائهن؟ وعدته بالرجوع إليه، بالحفاظ عليه، بالبقاء إلى جواره، ولكنك غبتِ. غبتِ وتركتِ الرصيف. تركته وأنت تعلمين مقدار دموعه الخاضعة لتأويلات حزنه، وكدمات صدره المردوم بالصمت. أي إنسانٍ سيملك مقدرة التخلي عن قلبه لا شك وأنه سيتدرب على الجوع والفاقة لمشاعرٍ لن تغدو سوى طريحة فراش العناء والتعب الأمرين والشاقين!. * * * تركها تمضي ليس لأنه لم يعد يحبها بل لأنه عشقها حدّ الخوف والبكاء عليها. قال لها في حديثه الأخير قبل عدة أعوام: " لا تكوني أنانيةً في استحضاري ولو عفو الخاطر؛ حتى لا أموت مرتين" هي من فوضاها قالت له دون تردد: " إنني أحبه كثيرًا .. ولا أملك قدرةً على إبقائك معي حتى في خيالي .. لقد أحببتك كثيرًا وما تبقى له الآن فلن يشاركه فيه أحد" حمل أكفانه من عباراتها ومضى. داس في طريقه جميع لعناتها له. حاول التغلب على ثقل كلماتها التي صوبتها تجاهه بحِدّة وقرار إلا أنه لاذ بصمته حين فقد أبجديته وثروته الهائلة من رصيد الكلام. عدة أشهرٍ دلفت بعد أن لفظته، ورفضته. التقيا بعدها صدفةً في طريقٍ واحد. مسّها بنظراته. تغافلته. أشار إليها بنبضات يديه، ولهفة أنامله. تجاهلته. دق براحة كفّه على الأخرى. أعادت سمّاعة أذنيها. اعترض طريقها في محاولة بائسة للظفر منها ولو برحمة. رمقته بنظرة زاجرة، ثم همست له وهي تسرّح شعرها بأناملها: "تزوجتُ في غيابنا. ما عدتُ لك ..." تنحى قليلاً عن طريقها. أسرعت خطاها. ظل يرسمها بأهدابه ويستعيد حركة ظهرها حين كانت تودّعه في آخر مرة. جمع بين الظهرين فسقاه جمعه لهما دمعة دمٍ دهن بها خديّه وجلس مغشيًا عليه. مضت من جواره كالسراب. خطت سريعًا إلى سُنّة الحياة .. ليكتشف أخيرًا أنه الوحيد الذي لم تكن لديه سُنّة بل كانت لديه سنين طويلة قضاها في التعلق بها، في عشقها، في انتظار أوبتها التي لا تجيء... |
01-29-2018, 07:20 AM | #2 |
|
ذَاتَ ليلة :
كُنت أمشِي فِي الطرِيق فـ شدّني لبابكَ يا صديقي غوغائيةَ نحيب " الرصِيف " و كَيفَ يَنسَى و كُل السُبل تؤدِي إليها / عِوضاً عن رُومَا ..! و ليتَنِي أملأُ ذاكَ الرصِيف ياسَمِين لـ ينبتَ مِن سُقيى الدموع .. / نصٌ مُؤتلِق بُورَكَ المكنون و طابَ الفؤاد .. |
|
01-29-2018, 08:55 AM | #4 |
|
-
: طريقُ الحنين وعر .. والاغلبيه يقعُ فيه ..! اي أنهُ خدعه للقلب والبصر ..!! سهال معرفك مريح .. وحرفك من كوكبةُ الرقميه ... فـاهلاً وسهلاً بالحرف وصاحبه .. يختم .. + نشر مسبقاً + ولك الشكر والتقدير .. : :' احسنت |
..
يارب .. |
01-29-2018, 09:56 AM | #5 |
|
أي إنسانٍ سيملك مقدرة التخلي عن قلبه
لا شك وأنه سيتدرب على الجوع والفاقة لمشاعرٍ لن تغدو سوى طريحة فراش العناء والتعب الأمرين والشاقين!. صباح بحرف باذخ كاتبنا سهال حياك الفا وحيا الحرف منك تقييم و300مشاركه |
|
01-29-2018, 12:04 PM | #6 | |||
|
|
|||
|
01-29-2018, 01:48 PM | #7 |
|
هلا ومرحبى بك سهال. وعودآ حميدآ لك
الله يامتألق كم تأملت فى هذه اللوحه الحسيه حرف راقى حر يريد الانطلاق فى ثبات كما هو القلم الجميل يكون حبره دليل و يفوح منه إبداع نسميه عليل يطرب الذات والروح ويدخلها في ذهول أدبي جميل الحس.. كنت هنا بين حروفك النيرة بسردها الراقي الممتع.. دمت صاحب قلم يطرب النفوس سلامي وتحياتي لك ... |
|
01-30-2018, 04:21 AM | #9 |
|
.
. حيث المكان المناسب انت ها هنا مرحبا .. الانتظار طقوس اعتدنا عليه كل منا له انتظار ولا زال الانتظار مؤلم لا شيء جديد لا أحب الانتظار ولا احب ما يحدثه العذاب الوحيد.. دمت سالما |
. . سأظل أحمل في مستطيل حديثي شيء من النور البسيط قد يكون للبعض ما بين مُر و عذب ولكن يبقى "قانوني مبدأ" علاقتي بهم مابين تخطي و مسح ..’ |
02-05-2018, 03:13 AM | #10 |
|
فيوليت تعمدت المسافات أن تحجب رصيفًا لم يشاهده المارّة، وتعمدت أغفال معاناة المنتظرين. هناك شتات في النهايات دومًا .. فيما نحن نتمناها أن لا تحدث .. تجبرنا على أنها حادثة لا محالة. نتصرف بطهر قلب، نفسر أحاديثنا على أنها جملة من الخيالات ولكن يصدمنا الواقع بشيء من الأذى. قراءتك تهيم بنا في عالم الجمال ... تحاياي |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الإنتظار, وحيدا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ستبقى وحيدا" بلا زمن ولا تاريخ | رعد الحلمي | صدى الحرف و صخب الأعماق | 13 | 05-09-2018 09:37 PM |
تحت رهن الإنتظار ... | باذخه | مدونات ( يسمح لك بالرد ) | 20 | 05-02-2018 07:01 AM |