كلمة الإدارة |
الإهداءات | |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-02-2017, 09:39 AM | #91 |
عمدة الحاره
|
سورة الأنفال
تعريف بالسورة مدنية ما عدا الآيات من 30 إلى 36 فهي مكية هي من السور المثاني عدد آياتها 75آية هي السورة الثامنة في ترتيب المصحف الشريف نزلت بعد سورة البقرة تبدأ السورة بفعل ماضي اهتمت السورة بأحكام الأسرى والغنائم نزلت بعد غزوة بدر . تسمية السورة عُرفت هذه السورة باسم سورة (الأنفال) منذ عهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبه كتبت تسميتها في المصحف حين كتبت أسماء السور. ولم يثبت في تسميتها حديث. وتسميتها بهذا الاسم؛ كونها افتتحت بآية فيها اسم (الأنفال)، وكونها أيضاً ذُكِر فيها حكم الأنفال. وتسمى هذه السورة أيضاً سورة (بدر). فقد روى السيوطي في (الإتقان) عن سعيد بن جبير، قال: قلت ل ابن عباس رضي الله عنهما: سورة الأنفال، قال: تلك سورة بدر. وسميت بذلك؛ لأنها نزلت في وقعة بدر الكبرى، وتعرض كثير من آياتها لوقائع هذه الغزوة المباركة. وذكر البقاعي من أسمائها (الجهاد)، قال: لأن الكفار دائماً أضعاف المسلمين، وما جاهد قوم منا قط إلا أكثر منهم. سبب نزول السورة 1) عن ابن عباس قال: لما شاور النبي في لقاء العدو وقال له سعد بن عبادة ما قال وذلك يوم بدر أمر الناس فتعبوا للقتال وأمرهم بالشوكة فكره ذلك أهل الإيمان فأنزل الله " كما أخرجكَ رَبُّكَ من بيتِكَ بِالحَقِّ " إلى قوله تعالى " وَهُمْ يَنْظُرُونَ " أي كراهية لقاء العدو . 2) عن ابن شهاب قال : دخل جبريل على رسول الله فقال : قد وضعت السلاح وما زلنا في طلب القوم فاخرج فإن الله قد أذن لك في قريظة وأنزل فيهم " وإمَّا تَخَافَنَّ من قَومٍ خِيانَةً " الآية . 3) عن ابن عباس قال أسلم مع رسول الله بقوله تعالى " يَاأَيُّهَا النَّبيُّ حَسبُكَ اللَّهُ وَمَنْ إتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنينَ ". 4) عن سعد بن جبير في قوله " إِن يَكُنْ مِنْكُم عِشْرُونَ ...." قال : كان يوم بدر جعل الله على المسلمين أن يقاتل الرجل الواحد منهم عشرة من المشركين لقطع دابرهم فلما هزم الله المشركين وقطع دابرهم خف على المسلمين بعد ذلك فنزلت " الآن خَفَّفَ اللهُ عنكم " يعني بعد قتال بدر . ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:39 AM | #92 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الأنفال
محاور السورة سورة الأنفال إحدى السور المدنية التي عنيت بجانب التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالغزوات والجهاد في سبيل الله فقد عالجت بعض النواحي الحربية التي ظهرت عقب بعض الغزوات وتضمنت كثيرا من التشريعات الحربية والإرشادات الإلهية التي يجب على المؤمنين إتباعها في قتالهم لأعداء الله وتناولت جانب السلم والحرب وأحكام الأسر والغنائم . وقد قررت هذه السورة العديد من المقاصد والأحكام المتعلقة بالقتال والغنائم، وقواعد التشريع، وسنن التكوين والاجتماع، والولاية العامة والخاصة، والعهود، وصلة الأرحام، وأصول الحكم المتعلقة بالأنفس ومكارم الأخلاق والآداب. هذا ما قصدت إليه السورة من حيث الجملة، وتفصيل هذا الإجمال نسوقه على النحو التالي: * كون الأنفال لله والرسول؛ حيث قررت السورة خُمْس الغنائم لله وللرسول. وفي اقتران الرسول في هذا القسمة بالله تشريف له، وإعلاء لمكانته ومنزلته عليه الصلاة والسلام. * أن الإيمان الصادق يقتضي العمل الصالح من تقوى الله، وإصلاح ذات البين، وطاعة الله ورسوله. وأن المؤمنين الصادقين الذين يكون لإيمانهم مثل هذه الثمرات الثلاث هم {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} (الأنفال:32) التي قصروا أنفسهم عليها. * أن الله تعالى يبلو المؤمنين بلاء حسناً بمثل النصر والغنيمة، كما يبلوهم أحياناً بلاء شديداً بالبؤس والهزيمة؛ تربية لهم، قال تعالى: {وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا} (الأنفال:17)، وبكلا البلاءين يتم تمحيص المؤمنين. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:39 AM | #93 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الأنفال
محاور السورة * إرشاد المؤمنين إلى أن الحياة المعنوية، التي يرتقون بها عن أنواع الحياة الحيوانية، إنما هي فيما يدعوهم إليه الرسول من الإيمان والعمل بكتاب الله تعالى: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} (الأنفال:24). * إرشاد المؤمنين إلى سنة اجتماعية، وهي جعل الأموال والأولاد فتنة، أي: امتحاناً شديد الوقع في النفس، وتحذيراً لهم من الخروج في أموالهم ومصالح أولادهم عن الحق والعدل. فالافتتان بالأموال والأولاد مدعاة لضروب من الفساد، فإن حب المال والولد من الغرائز التي يعرض للناس فيها الإسراف والإفراط، إذا لم تهذب بهداية الدين، ولم تشذب بحسن التربية والتعليم. وهذا أصل عظيم في تربية المؤمن نفسه على التزام الحق، وكسب الحلال، واجتناب الحرام، واتقاء الطمع والدناءة في سبيل جمع المال والادخار للأولاد. * تذكير المؤمنين بماضيهم، وما كان من ضعف أمتهم، واستضعاف الشعوب لهم، وخوفهم من تخطف الناس إياهم؛ ليعلموا ما أفادهم الإسلام من عزة وقوة ومَنَعة، وتمكن سلطانه في الأرض. ومعرفة تاريخ الأمة في ماضيها أكبر عون لها على إصلاح حالها، واستعدادها لمستقبلها. * إرشاد المؤمنين إلى ما يكتسبون به ملكة الفرقان العلمي الوجداني، وهو تقوى الله، {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} (الأنفال:29)، فتقوى الله تُكسب صاحبها مَلَكة، يفرق بها بين الحق والباطل، والخير والشر، والمصلحة والمفسدة، فيجري في أعماله على مراعاة ذلك في ترجيح الحق والخير والمصلحة على ما يقابلها من الباطل والشر والفساد. * امتنان الله على رسوله الأعظم، بتأييده وبنصره وبالمؤمنين، وبتأليفه بين قلوبهم، ويا لها من منة عظيمة من مننه تعالى عليهم، ومنقبة هي أعظم مناقبهم، {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين * وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم} (الأنفال:62-62). * بيان حال الكفار من المشركين وأهل الكتاب {سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب} (الأنفال:12)، أي: عند لقاء المؤمنين في القتال، وما علله به بعده من مشاقتهم لله ولرسوله، وتوعدهم بعذاب النار، {ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب * ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار} (الأنفال:13-14)، وفي هذا بيان لخذلانه تعالى لهم، وتمكين المؤمنين من قتلهم، وبيان عناية الله تعالى بهم. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:39 AM | #94 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الأنفال
محاور السورة *وصف حال الكفار بالدواب التي لا تسمع ولا تعقل، {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} (الأنفال:22)، فوصفهم بتعطيل مشاعرهم ومداركهم الحسية والعقلية، ووصفهم في آية أخرى بعدم الإيمان: {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون} (الأنفال:55). * تقرير العديد من قضايا عالم الغيب، كالبعث والجزاء والملائكة والشياطين؛ فقد ذُكِرَ جزاء المؤمنين، وجزاء الكافرين، وجزاء الفاسقين المرتكبين لكبائر الإثم والفواحش. وذُكِرَ إمداد المؤمنين بالملائكة يثبتونهم في المعركة. وذُكِرَ إذهاب رجز الشيطان ووسوسته عن المؤمنين. * فضح موقف الذين كفروا، الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، وبيان عاقبة بذلهم للمال في مقاومة الإسلام، أنهم يغلبون في الدنيا، ثم يصيرون في الآخرة إلى عذاب النار. * تحذير المؤمنين من سلوك مسلك الكافرين، وهو مسلك البطر وإظهار الكبرياء والعظمة ومراءاة الناس، وهي مقاصد سافلة إفسادية، لا تليق بصفات المؤمنين، الذين إنما يقاتلون لإعلاء كلمة الله، وتقرير الفضيلة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. * تقرير سُنَّة من سنن النفس، وهي تفاوت البشر في الاستعداد للإيمان والكفر، وفي الاستعداد للخير والشر، وبيان أن جزاء الله تعالى لهم على أعمالهم في الدنيا والآخرة، إنما يجري بمقتضى هذا التفاوت. * تقرير سنة من سنن الاجتماع، وهي كون الظلم في الأمم يقتضي عقابها في الدنيا بالضعف والاختلال، الذي قد يفضي إلى الزوال، أو فَقْدِ الاستقلال، وكون هذا العقاب على الأمة بأسرها، لا على مقترفي الظلم وحدهم منها؛ وذلك أن الفتن في الأمم، والظلم الذي ينتشر فيها، ولا يقوم من أفرادها وجماعاتها من يقاومه، يعم فساده، فكما أن الجسد يتداعى ويتألم كله لما يصيب بعضه، كذلك الأمم. * تقرير سنة من سنن الاجتماع، وهي كون تغير أحوال الأمم، وتنقلها في الأطوار من نِعَمٍ ونِقَمٍ، وشدة ورخاء أثراًَ طبيعيًّا فطريًّا لتغييرها ما بأنفسها من العقائد والأخلاق والمَلكات التي تطبعها في الأنفس العادات، وتترتب عليها الأعمال، قال تعالى: {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (الأنفال:35). * تقرير سنة من سنن الاجتماع، وهي كون ولاية الأعداء من دون المؤمنين من أعظم مثارات الفتنة والفساد في الأمة، والاختلال والانحلال في الدولة، كولاية المؤمنين في النصرة والقتال للكافرين الذين يوالي بعضهم بعضاً على المؤمنين في الحروب، فبعد أن بينت الآيات صفات المؤمنين بأنهم يوالي بعضهم بعضاً، وينصر بعضهم بعضاً، حذرت من ترك هذه الموالاة {إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} (الأنفال:73). ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:39 AM | #95 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الأنفال
محاور السورة * بيان وجوب إعداد الأمة كل ما تستطيعه من قوة لقتال أعدائها؛ وفي مقدمة ذلك المرابطة في ثغور البلاد حماية لها. وهذه المرابطة تشمل المرابطة المادية بالاستعداد العسكري، والمرابطة المعنوية وذلك بالتحصين الثقافي والفكري. {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} (الأنفال:60). * بيان أن القصد الأول من إعداد هذه القوة والمرابطة، إرهاب الأعداء وإخافتهم من عاقبة التعدي على الأمة ومصالحها؛ لأجل أن تكون آمنة في عقر دارها، مطمئنة على مصالحها، وهذا ما يُسمى بـ (السلم المسلح)، {ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم} (الأنفال:60). * بيان أن شريعة الإسلام تفضل السلم على الحرب، إذا جنح العدو لها؛ إيثاراً لها على الحرب، التي لا تُقصد لذاتها، بل هي ضرورة من ضرورات الاجتماع تقدر بقدرها؛ {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها} (الأنفال:61). * دعت السورة المؤمنين إلى المحافظة على الوفاء بالعهود، والالتزام بالمواثيق في الحرب والسلم، وتحريم الخيانة فيها سراً أو جهراً، وتحريم الخيانة في كل أمانة مادية أو معنوية، {لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} (الأنفال:27). * جعل الغاية من القتال في الإسلام حرية الدين، ومنع فتنة أحد واضطهاده؛ لأجل إرجاعه عن دينه، {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} (الأنفال:39). * كون الثبات في القتال، وذكر الله عند لقاء العدو، وطاعة الله ورسوله، والصبر في ساحات القتال، كل ذلك من الأسباب المعنوية، التي يحصل بها النصر، {إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} (الأنفال:45). * بيان أن الفشل والخسران، وذهاب القوة، مرده إلى التنازع والشقاق، ومن ثم التفرق والتشرذم والضعف، {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} (الأنفال:46). |
|
07-02-2017, 09:39 AM | #96 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الأنفال
فضلها - روى الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أنه سئل عن الأنفال، فقال: فينا معشر أصحاب بدر نزلت، حين اختلفنا في النفل، وساءت فيه أخلاقنا، فانتزعه الله من أيدينا، وجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين. قال الهيثمي: رجاله ثقات. - وفي أخبار وقعة القادسية، أنه لما صلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الظهر، أمر غلاماً -كان عمر رضي الله عنه ألزمه إياه، وكان من القراء- بقراءة سورة الأنفال، وكان المسلمون كلهم إذ ذاك يتعلمونها، فقرأها على الكتيبة التي تليه، وقرئت في كل كتيبة، فهشت قلوب الناس، وعرفوا السكنية مع قراءتها. - قال مصعب بن سعد: وكانت قراءتها سنة، يقرؤها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الزحف، ويستقرئها، فعمل الناس بذلك. - قالوا: ومن السنة التي سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بدر، أن تُقرأ سورة الجهاد عند لقاء العدو، ولم يزل الناس بَعْدُ على ذلك. وهذا يدل على فضل هذه السورة، وخاصة عند خوض المعارك. ( يتبع - سورة التوبة ) |
|
07-02-2017, 09:40 AM | #97 |
عمدة الحاره
|
سـورة التوبــة
تعريف بالسورة مدنية ماعدا الآيتان 182،129 فمكيتان هي من سور المئين وهي الوحيدة في السور المدنية عدد آياتها 129 آية هي السورة التاسعة في ترتيب المصحف الشريف نزلت بعد سورة المائدة هذه السورة لم تبدأ بسم الله يطلق عليها سورة براءة نزلت عام 9 هـ نزلت بعد غزوة تبوك . سبب التسمية سميت هذه السورة بسورة التوبة لما فيها من توبة الله على النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم وعلى الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك . أسماؤها تعددت أسماء هذه السورة، وقد ذكر ابن عاشور في "تفسيره"، أن لها أربعة عشر اسماً، هي: التوبة، براءة، المقشقشة، الفاضحة، العذاب، المنقرة، البحوث، الحافرة، المثيرة، المبعثرة، المخزية، المشددة، المدمدمة. والاسم الأشهر لهذه السورة {براءة}؛ فقد سميت بهذا الاسم في أكثر المصاحف، وجاءت هذه التسمية عن كثير من السلف. ففي "صحيح البخاري"، عن زيد بن ثابت، قال: (آخر سورة نزلت سورة براءة). وبذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من "صحيحه". وسبب هذه التسمية أن أول كلمة وردت في هذه السورة هي كلمة {براءة}. ويمكن أن يقال: إنها سميت بذلك؛ لأنه سبحانه ذكر فيها براءته من المشركين. وسميت (التوبة)، جاءت هذه التسمية في أقوال بعض الصحابة رضي الله عنهم، من ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما: (سورة التوبة هي الفاضحة). وترجم لها الترمذي في "جامعه" باسم (التوبة)؛ لأن الله سبحانه ذكر فيها توبة الذين تخلفوا عن الخروج إلى غزوة تبوك. وكتبت بهذا الاسم في المصاحف أيضاً. وجاء هذان الاسمان في حديث زيد بن ثابت في "صحيح البخاري"، قال رضي الله عنه: (فتتبعت القرآن، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة سورة براءة). وهذان الاسمان هما الموجودان في المصاحف. وسميت (الفاضحة)؛ لأنها فضحت أمر المنافقين، وكشفت مؤامراتهم ودسائسهم. روي عن سعيد بن جبير، قال: قلت لـ ابن عباس رضي الله عنهما: سورة التوبة؟ قال: التوبة! بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل: {ومنهم} حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذُكر فيها. وسميت (العذاب)؛ لأنها وعدت الكافرين بالعذاب الأليم. أخرج الطبراني في "الأوسط" عن حذيفة رضي الله عنه، قال: (التي تسمون سورة التوبة، هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه، ولا تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها). قال الهيثمي: ورجاله ثقات. |
|
07-02-2017, 09:40 AM | #98 |
عمدة الحاره
|
تابع - سوة التوبة
من أسماء السوة وسميت (المنقِّرة)؛ روي عن عبيد بن عمير أنه سماها (المنقِّرة) بكسر القاف المشددة؛ لأنها نقَّرت عما في قلوب المشركين من نوايا الغدر بالمسلمين، والتمالؤ على نقض العهد، وهو من نقر الطائر، إذا أنفى بمنقاره موضعاً من الحصى ونحوه ليبيض فيه. وسميت (المقشقشة)؛ روي أن رجلاً قال لـ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: سورة التوبة؟ فقال ابن عمر رضي الله عنهما: وأيتهن سورة التوبة؟ فقال: براءة. فقال ابن عمر: وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي، ما كنا ندعوها إلا المقشقشة. و(المقشقشة): بصيغة اسم الفاعل، وتاء التأنيث من قشقشه: إذا أبراه من المرض. كان هذا لقباً لهذه السورة ولسورة (الكافرون)؛ لأنهما تخلِّصان من آمن بما فيهما من النفاق والشرك؛ لما فيهما من الدعاء إلى الإخلاص؛ ولما فيهما من وصف أحوال المنافقين. وسميت (البَحوث)، أخرج الحاكم عن المقداد رضي الله عنه أنه قيل له: لو قعدت العام عن الغزو، قال: (أتت علينا البَحوث - بفتح الباء -: يعني براءة) الحديث. قال الهيثمي: فيه بقية بن الوليد وفيه ضعف، وقد وُثِّق، وبقية رجاله ثقات. و(البَحوث) بوزن فعول بمعنى الباحثة. وسميت (الحافرة)، روي عن الحسن البصري أنه دعاها (الحافرة)، كأنها حفرت عما في قلوب المنافقين من النفاق، فأظهرته للمسلمين. وسميت (المثيرة)، روي ذلك عن قتادة؛ لأنها أثارت عورات المنافقين وأظهرتها. وسميت (المبعثرة)، روي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ لأنها بعثرت عن أسرار المنافقين، أي: أخرجتها من مكانها. وسميت (المخزية)، ذكر ذلك السيوطي في "الإتقان"؛ وسبب هذه التسمية قوله تعالى: {وأن الله مخزي الكافرين} (التوبة:2). وسميت (المشدِّدة)، ذكر ذلك السيوطي في "الإتقان". ولعل مأخذ هذه التسمية، قوله عز وجل: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} (التوبة:73). وسميت (المدمدمة)، روي عن سفيان الثوري أنها تسمى (المدمدمة)، بصيغة اسم الفاعل من دمدم، إذا أهلك؛ لأنها كانت سبب هلاك المشركين. سبب نزول السورة 1) عن الزهري : " فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَرْبَعَة أَشْهُر " قال: نزلت في شوال فهي الأربعة أشهر شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم . 2) قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي : نزلت في قوم كانوا قد تخلَّفوا عن رسول الله في غزوة تبوك ثم ندموا على ذلك وقالوا : نكون في الكن والظلال مع النساء ورسول الله وأصحابه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا بالسواري فلا نطلقها حتى يكون الرسول هو يطلقها ويعذرنا وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد فلما رجع رسول الله مرَّ بهم فرآهم فقال : من هؤلاء قالوا هؤلاء تخلفوا عنك فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم فقال النبي : وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى أؤمر بإطالقهم رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين، فأنزل الله تعالى هذه الآية فلما نزلت أرسل إليهم النبي وأطلقهم وعذرهم فلما أطلقهم قالوا : يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق عنا وطهرنا واستغفر لنا ؛ فقال : ما أُمرت أن آخذ من أموالكم شيئا فأنزل الله عز وجل " خُذْ مِن أمْوَالِهِم صَدقةً تُطَهِّرَهُم " الآية وقال ابن عباس : كانوا عشرة رهط . 3) قال المفسرون : لما أُسِرَ العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه بكفره بالله وقطيعة الرحم وأغلظ عليّ له القول فقال العباس ما لكم تذكرون مساوئنا ولا تذكرون محاسننا فقال له علي: ألكم محاسن قال: نعم إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله عز وجل ردا على العباس "مَا كَانَ لِلمُشْرِكِينَ أنْ يَعْمُرُوا " الآية . 4) نزلت في كعب بن مالك ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف وهلال بن أمية من بني واقف تخلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين ذكروا في قوله تعالى " وَعَلَى الثَلاثةِ الذينَ خُلِّفُوا " الآية . ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:40 AM | #99 |
عمدة الحاره
|
تابع - سوة التوبة
محاور السورة هذه السورة الكريمة من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع وهي من أواخر ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري عن البراء بن عازب : أن آخر سورة نزلت هي سورة براءة وروى الحافظ بن كثير أن أول هده السورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مرجعه من غزوة تبوك وبعث أبا بكر الصديق أميرا على الحج تلك السنة ليقيم للناس مناسكهم فلما قفل أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مبلغا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فيها من الأحكام نزلت في السنة التاسعة للهجرة وهي السنة التي خرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لغزو الروم واشتهرت بين الغزوات النبوية بـ " غزوة تبوك " وكانت في حر شديد وسفر بعيد حين طابت الثمار وأخلد الناس إلى نعيم الحياة فكانت ابتلاء لإيمان المؤمنين وامتحانا لصدقهم وإخلاصهم لدين الله وتمييزا بينهم وبين المنافقين ولهذه السورة الكريمة هدفان أساسيان إلى جانب الأحكام الأخرى هما أولا : بيان القانون الإسلامي في معاملة المشركين وأهل الكتاب ، ثانيا : إظهار ما كانت عليه النفوس حينما استنفرهم الرسول صلى الله عليه وسلم لغزو الروم . قال ابن عاشور: "افتتحت السورة كما تفتتح العهود وصكوك العقود بأدل كلمة على الغرض الذي يراد منها، كما في قولهم: هذا ما عهد به فلان، وهذا ما اصطلح عليه فلان وفلان، وقول الموثقين: باع، أو وكَّل، أو تزوَّج، وذلك هو مقتضى الحال في إنشاء الرسائل والمواثيق ونحوها". وبالفعل فإن هذه السورة ابتدأت حديثها بإعلان البراءة من أفعال الكافرين، وأعلنت المفاصلة بين أهل الحق وأهل الباطل، وأهل الإيمان وأهل الشرك، وأهل الإسلام وأهل النفاق. هذا من حيث فاتحة السورة، وتحديد هدفها العام، ثم وراء ذلك تضمنت السورة مقاصد أُخر، نذكر منها: - معاداة من أعرض عن اتباع الداعي إلى الله في توحيده، واتباع ما يرضيه، وموالاة من أقبل عليه. يدل على هذا المقصد: قصة الثلاثة المخلَّفين، فإنهم هُجروا، وأُعرض عنهم بكل اعتبار، حتى بالكلام وبالسلام، إلى أن تاب الله عليهم. - تضمنت السورة من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى الكثير؛ وذلك لتذكير تالي القرآن وسامعه المرة بعد المرة بربه وخالقه، وما هو متصف به من صفات الكمال، الذي يثمر له زيادة تعظيمه وحبه والرجاء في رحمته وإحسانه، والخوف من عقابه، لمن أعرض عن هداية كتابه، أو خالف حكمته وسننه في خلقه، وهذا أعلى مقاصد القرآن، في إكمال الإيمان، وإعلاء شأن الإنسان. - تقرير عدة عقائد من أصول الإيمان، وكمال التوحيد، وحصول اليقين، جُمعت كلها في آية واحدة من هذه السورة، وهي قوله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون} (التوبة:51). فالمؤمن يعتقد أن الله تعالى هو مولاه الذي يتولى نصره وتوفيقه; فهو بمقتضى إيمانه يتوكل عليه ويفوض أمره إليه. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:40 AM | #100 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة التوبة
من مقاصد السورة - بيان أن من مقتضى الإيمان الصحيح، تحري المؤمن إرضاء الله ورسوله معاً; ذلك بأن كل ما يرضي رسوله صلى الله عليه وسلم يرضي الله سبحانه، فرضا الله ورضا رسوله متلازمان، لا ينفكان، ولا يقبل إيمان عبد من غير اجتماعهما. - بيان علو مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعناية الله تعالى به وحفظه ورعايته وتكريمه وتأديبه وتكميله إياه. - حظر التخلف عن هديه صلى الله عليه وسلم وسنته، والرغبة بالنفس عن نفسه، وبيان أن كل من يصون نفسه عن جهاد وعمل، بذل الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه فيه، فهو مفضل لنفسه على نفسه الكريمة في عهده، ومن ثم فإنه ينبغي لكل مؤمن أن يتأسى به صلى الله عليه وسلم في بذله ماله ونفسه لله والجهاد في سبيل الله بقدر إمكانه. - تقرير أن دين الإسلام هو نور الله تعالى العام، وهداه الكامل التام، الذي نسخ به ما تقدمه من الأديان، ووعد الله عز وجل بإتمامه، وخذلان مريدي إطفائه. - بيان أن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة هما مدخل الإسلام ومفتاحه وما يتحقق به، وهو قوله تعالى في المشركين: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} (التوبة:11). - بيان أن بناء الإسلام على العلم الصحيح، دون التقليد الذي ذمه القرآن، {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا} (التوبة:31). - التأكيد على المساواة بين الرجال والنساء في ولاية الإيمان المطلقة ، في قوله: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} (التوبة:71). والمساواة بينهما في جميع نعيم الآخرة تبعاً للمساواة في التكليف، يفهم ذلك من قوله سبحانه: {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} (التوبة:72). ( يتبع ) |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التعريف, الصور, النزول, القرآن, الكريم, بسور, ومحاور, وأسباب, ومقاصد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 36 ( الأعضاء 0 والزوار 36) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
«الدوخة».. عارض مزعج وأسباب مجهولة | رويم | زادك و صحتك | 5 | 02-20-2020 03:55 PM |
عملية حسابية لمعرفة رقم الصفحة في القرآن الكريم | إعجـــاز | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 6 | 01-02-2020 03:39 AM |
سجل حضورك بسوره من سور القرآن الكريم | فرح | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 54 | 01-01-2020 04:28 AM |
نساء لم يذكر القرآن الكريم أسمائهن | أميرة الاحساس | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 13 | 01-01-2020 02:21 AM |
الارهاب فى القرآن الكريم .. بقلمى | حسن سعد | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 9 | 04-12-2018 01:56 PM |