كلمة الإدارة |
الإهداءات | |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-02-2017, 09:58 AM | #191 |
عمدة الحاره
|
سورة السَّجْدَة
التعريف بالسورة مكية . ماعدا من الآية 16 : 20 فمدنية . من المثاني . آياتها 73 . ترتيبها الثانية والثلاثون . نزلت بعد سورة " المؤمنون ". بدأت بأحد حروف الهجاء " الم " بها سجدة في الآية 15 . سبب التسمية سُميت" سورة السجدة" لما ذكر تعالى فيها من أوصاف المؤمنين الأبرار الذين إذا سمعوا آيات القران العظيم " خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون" . سبب نزول السورة 1) عن انس بن مالك قال : فينا نزلت معاشر الأنصار (تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَن المَضَاجِعِ )الآية كُنّا نصلي المغرب فلا نرجع إلى رحالنا حتى نصلى العشاء مع النبيوقال الحسن ومجاهد: نزلت في المتهجدين الذين يقومون الليل إلى الصلاة . 2) عن معاذ بن جبل :قال بينما نحن مع رسول الله الله عليه في غزوة تبوك وقد أصابنا الحر فتفرق القوم فنظرت فإذا رسول اللهأقربهم مني فقلت : يا رسول الله انبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير )فقال: قلت أجل يا رسول الله ،قال : (الصوم جُنَّة والصدقة تُكَفِّر الخطيئة وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله تعالى قال :ثم قرأ هذه الآية( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) . 3) عن ابن عباس قال قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن ابي طالب:أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا وأملأ للكتيبة منك ، فقال له علي : اسكت فإنما أنت فاسق فنزل (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنَا كَمَنْ كَانَ فَاسِقَا لا يَسْتَونَ ) قال : يعني بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد بن عقبة . ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:58 AM | #192 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة السجدة
محور مواضيع السورة سورة السجدة مكية وهي كسائر السور المكية تعالج أصول العقيدة الإسلامية الإيمان بالله واليوم الاخر والكتب والرسل والبعث والجزاء والمحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو موضوع البعث بعد الفناء الذي طالما جادل المشركون حوله واتخذوه ذريعة لتكذيب الرسول. يظهر من خلال السورة استبطاء المشركين الفتح أنها نزلت في مرحلة متأخرة من البعثة المكية. وفي تلك المرحلة كان المشركون يشككون في نسبة الكتاب إلى الله رب العالمين, ويقولون أنه لو كان من عند الله لهدى الناس حتما, وبما أن بعضا/ كثيرا الناس لا تهتدي به فهو ليس من عند الله, كما كانوا يحاولون تقديم مبررات لاستبعاد البعث والحساب والفرار من العذاب, قائمة على تصور منتقص لقدرة الله. فأنزل الله العليم سورة السجدة ليقول لهم أنه هو المدبر –وهذا هو المحور الرئيس الذي تدور فيه السورة-, فهو الذي يدبر الكون كيف يشاء بعلمه (ومن ثم ينصر عبده متى يشاء) وأنه القادر على هداية الناس لو شاء. والسورة بمثابة امتداد للقمان, فكان محور السورة هناك أن الله قادر على إنفاذ وعده وهنا محور السورة أن الله هو المدبر, يدبر ما يحدث في كونه, فالأمور لا تحدث هكذا عبثا. وختمت سورة لقمان بذكر بعضا من تدابير وعلوم الله: إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [لقمان : 34], وبدأت سورة السجدة بذكر فعل لله سبحانه وهو تنزيل الكتاب: " تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ [السجدة : 2]" بدأت السورة بالقول أن تنزيل الكتاب لا ريب فيه هو من رب الجماعات البشرية المختلفة* فهل سيقولون أنه افترى هذا الكتاب الذي لا ريب فيه (هل هو افترى الآيات الكونية التي يرونها أمامهم من شمس وقمر .. الخ أم افترى قصص هلاك الأمم السابقة التي يعلمون بها قبل ميلاد محمد؟!!!) إنه الحق لتنذر قوما لعلهم يهتدون. إن الله خلق الكون في ستة أيام –وليس في لحظة واحدة- واستوى على العرش يدبر ما يحدث فيه, وليس ثمة شفيع ولا ولي يدفع ما يقضيه الله. وأفعاله كلها على الحكمة والحسنى, فهو بدأ خلق الإنسان من طين ثم مر بمراحل مختلفة حتى أصبح إنسانا مدركا سميعا بصيرا** (أفلا يستطيع الرب الذي أعطى الإنسان العقل أن يهديه؟!! وألا يستطيع أن يبعثه مرة أخرى؟!): بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:58 AM | #193 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة السجدة
محور مواضيع السورة وردا على تساءل هؤلاء هل إذا بعدنا وشرقنا وغربنا في الأرض في أي مكان*** هل سنُبعث مرة أخرى؟ يؤمر الرسول بأن يقول أن ملك الموت الموكل بكم سيتوفاكم في أي مكان (وما تدري نفس بأي أرض تموت) –ولا يضايقك كبرهم وإعراضهم يا محمد- ولو ترى إذ هم ناكسون رؤوسهم عند ربهم مقرين بأنهم الآن أبصروا وسمعوا طالبين الرجوع لعمل الصالح. إن هدى الناس للإيمان لا يعجزنا ولو شئنا لفعلنا ولكن حق القول بملأ جهنم من المعرضين المستكبرين, جزاء لأعمالهم ولنسيانهم اليوم الآخر, فهؤلاء لا يؤمنون إنما يؤمن بآياتنا الخاشعون السائلون الله فهؤلاء لا تعلم نفس (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري ...) ماذا أعد الله لهم من قرة الأعين, ولا يمكن أن يستوون بالفاسقين, الذين لن يستطيعوا الهرب من عذاب الله, وسيذوقون في الدنيا نصيباً منه جزاء لأعمالهم فمن أظلم ممن أعرض عن آيات الله فهؤلاء سينتقم الله منهم: وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14) إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22) ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:58 AM | #194 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة السجدة
محور مواضيع السورة (وكما أنزلنا إليك الكتاب للهدى) آتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل (وصدقناهم الوعد) فجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا موقنين بآياتنا (فلا تعجل بالفتح ولا بالهداية فكل شيء يحتاج إلى وقت ولا تكن في مرية من لقاء الله) وسيفصل الله بينهم في الاختلافات التي حدثت بينهم: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25) أولم يهد لهم القرون التي أهلكناها في مختلف أنحاء الأرض والذين مشوا في مساكنهم, فهل يظنون أنهم سينجون من الهلاك؟ وكما أهلكنا الأمم العامرة ألم يروا أننا سقنا الماء إلى الأرض التي لا تُنبت فأحييناها وأخرجنا منها النبات (أفلن نقدر على إحياءكم؟!!): أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27) ثم تُختم السورة بالرد على تساءل المشركين حول الفتح –ليس بتحديد الميعاد- وإنما بالإعلان أنه عندما ينزل لن ينفعهم الإيمان ولن يؤجل, لذلك لا تهتم يا محمد وانتظر فهم كذلك منتظرون: وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30) فضل السورة 1) روى البخاري وغيره عن أبي هريرةقال: كان رسول اللهيقرأ في الفجر يوم الجمعة " الم تنزيل " السجدة " وهل أتى على الإنسان " . 2) عن جابرقال :كان النبيلا ينام حتى يقرأ " الم تنزيل " السجدة " وتبارك الذي بيده الملك " . 3) عن المسيب بن رافعأن النبيقال : " الم تنزيل " تجىء لها جناحان يوم القيامة تُظِلُّ صاحبها وتقول لا سبيل عليه لا سبيل عليه " . ( يتبع - سورة الأحزاب ) |
|
07-02-2017, 09:58 AM | #195 |
عمدة الحاره
|
سورة الأحزاب
التعريف بالسورة : مدنية . من المثاني . آياتها 73 . ترتيبها الثالثة والثلاثون . نزلت بعد سورة " آل عمران " . تبدأ باسلوب نداء " يا أيها النبي " . الأحزاب أحد أسماء غزوة الخندق . سبب التسمية سُميت " سورة الأحزاب " لأن المشركين تحزبوا على المسلمين من كل جهة فاجتمع كفار مكة مع غطفان وبني قريظة وأوباش العرب على حرب المسلمين ولكن الله ردهم مدحورين وكفى المؤمنين القتال بتلك المعجزة الباهرة . سبب نزول السورة 1) نزلت في أبي سفيان وعكرمة بن ابي جهل وأبي الاعور السلمي قدموا المدينة بعد قتال أحد فنزلوا على عبد الله بن أُبَيّ وقد أعطاهم النبيالأمان على أن يكلموه فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن ابيرق فقالوا للنبيوعده عمر بن الخطاب: ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومنات وقل إن لها شفاعة ومنفعة لمن عبدها وندعك وربك ، فَشَقَّ على النبي قولهم فقال عمر بن الخطاب:ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم ؛ فقال : إني قد أعطيتهم الأمان فقال عمر :اخرجوا في لعنة الله وغضبه ،فأمر رسول اللهأن يخرجهم من المدينة فأنزل الله عز وجل هذه الآية . نزلت في جميل بن معمر الفهري وكان رجلا لبيبا حافظا لما سمع فقالت قريش : ما حفظ هذه الاشياء إلا وله قلبان ،وكان يقول إن لي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد،فلما كان يوم بدر وهُزِمَ المشركون وفيهم يومئذ جميل بن معمر تلقاه أبو سفيان وهو معلق إحدى نعليه بيده والاخرى في رجله فقال له : يا أبا معمر ما حال الناس ؟ قال : انهزموا ، قال :فما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك ؟ ،قال: ما شعرت إلا إنهما في رجلي ،وعرفوا يومئذ أنّه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده . 2) نزلت في زيد بن حارثة كان عند الرسولفأعتقه وتبناه قبل الوحي فلما تزوج النبي زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة قال اليهود والمنافقون : تزوج محمدا امرأة ابنه وهو ينهى الناس عنها ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية . 3) عن أبي سعيد (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطْهِيرًا ) قال :نزلت في خمسة في النبيوعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام . 4) عن ابن عباس قال :أُنْزِلَتْ هذه الآية في نساء النبي(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البيتِ ). 5) قال مقاتل بن حيان بلغني أن أسماء بنت عميس لما رجعت من الحبشة معها زوجها جعفر بن ابي طالب دخلت على نساء النبي فقالت :هل نزل فينا شئ من القرآن ؟ قلن : لا ، فأت النبيفقالت: يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار، قال ومِمَ ذلك ؟قالت: لأنهنّ لا يُذْكَرْنَ في الخير كما يُذْكَرُ الرجال ، فأنزل الله تعالى (إنَّ المُسلمِينَ وَالمُسلِمَاتِ ) إلى آخرها وقال قتادة : لما ذكر الله تعالى أزواج النبيدخل نساء من المسلمات عليهن فقلن :ذُكِرْتُنَّ وَلَمْ نُذْكَر وَلَو كَانَ فِينَا خَيرٌ لَذُكِر، فأنزل الله تعالى (إنَّ المُسلمِينَ وَالمُسلِمَاتِ ). ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:59 AM | #196 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الأحزاب
محاور وأهداف مواضيع السورة : سورة الأحزاب من السور المدنية التي تتناول الجانب التشريعي لحياة الأمة الإسلامية شأن سائر السور المدنية وقد تناولت حياة المسلمين الخاصة والعامة وبالأخص أمر الأسرة فشرعت الأحكام بما يكفل للمجتع السعادة والهناء وأبطلت بعض التقاليد والعادات الموروثة مثل التبني والظهار واعتقاد وجود قلبين لإنسان وطهرت من رواسب المجتمع الجاهلي ومن تلك الخرافات والأساطير الموهومة التي كانت متفشية في ذلك الزمان . وهذه السورة تتولى جانباً من إعادة تنظيم المجتمع المسلم بالمدينة ، وإبراز تلك الملامح وتثبيتها في حياة الأسرة والجماعة؛ وبيان أصولها من العقيدة والتشريع؛ كما تتولى تعديل الأوضاع والتقاليد أو إبطالها؛ وإخضاعها في هذا كله للتصور الإسلامي الجديد . كما تتناول غزوتي الأحزاب وبني قريظة والدروس والتعقيبات عليهما . وربط هذا وذاك بأصل العقيدة في الله والاستسلام لقدره . و تختم السورة ببيان الأمانة الضخمة الملقاة علي عاتق هذه الأمة , أمانة العقيدة والاستقامة عليها , والدعوة والصبر عليها , والشريعة والقيام على تنفيذها في أنفسهم وفي الأرض من حولهم . وهذا تفصيل لهذه الأهداف في نقاط ٍ محددة : النقطة الأولى : التقدير العظيم للنبي ومكانته عند الله وذلك يتمثل في : - النداء الندي الطيب الحبيب للنبي _ صلى الله عليه وسلم _ : ( يا أيها النبي ... ) . بخلاف ما نودي به الأنبياء من قبل : يا آدم , يا إبراهيم , يا نوح ... . ويلحق به قوله تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون عليى النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا ) , فإذا كان الله والملائكة يصلون عليه فمن باب أولى يصلي عليه المؤمنون !!! . ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة ٌ حسنة ٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ) . - الأمر بعدم إيذاء النبي _ صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الذين آمنوا لاتكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهًا ) وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) . إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:59 AM | #197 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة الأحزاب
محاور وأهداف مواضيع السورة النقطة الثانية : الأمر بالتقوى للأمة في شخص النبي صلى الله عليه وسلم ( يا أيها النبي اتق الله ) وفي شخص أمهات المؤمنين _ رضي الله عنهن _ ( واتقين الله ) . وللمؤمنين ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ) (70) . النقطة الثالثة : - الاستسلام لله تعالى كما في : َ(ولَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22 ) . يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) . وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) . َما كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38) . - الأمر بالحجاب , وإرخاء الثياب ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) وأن تقر النساء في بيوتهن , ولا يخرجن إلإ بضوابط معينة منبثقة من روح الشريعة السمحاء . - إبطال عادات : إن المجتمعات التي عاشت مئات السنين على عادات وتقاليد معينة , ويراد لها أن تتحول إلى نظام اجتماعي جديد يقوم على احترام كرامة الإنسان , والاعتدال والتوازن , منهج مستمد من كتاب الله وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – هذا التحويل ينزل به الوحي فيتفاعل معه المؤمنون بالسمع والطاعة, كما حدث في الأمر بالحجاب , وتحريم الخمر وتحريم التبني وإلغاء ميراث التآخي والموالاة وغيرها , لاشك أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت كي يقر ويقام في النفوس أو تقام النفوس عليه . - إبطال التبني , وقد جاء إلغاء هذا الأمر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه ليكون أدعى بالتذكر وعدم النسيان , وأن يكون تنفيذه غير قابل ٍ للتلكؤ أو للتأخير . - عدم دخول بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بإذن . - عدم الانتظار - بعد أن طعموا - في بيت النبي صلى الله عليه وسلم - لأن ذلك يؤذي النبي وأهل بيته ويحدث بعض الحرج لدرجة أن أم المؤمنين زينب بنت جحش – رضي الله عنها – كانت تجلس ووجهها للجدار وظهرها للرهط الجلوس والله لايستحيي من الحق : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) . وإذا كاننت هذه الآداب مأمور بها في بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فهي مطلوبة كذلك في بيوت المؤمنين وغير المؤمنين . ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:59 AM | #198 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة الأحزاب
محاور وأهداف مواضيع السورة - النهي عن تبرج الجاهلية الأولى . قال مقاتل بن حيان : والتبرج أنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده فيداري قلائدها وقرطها وعنقها ، ويبدو ذلك كله منها . وذلك التبرج! وقال ابن كثير في التفسير : كانت المرأة منهن تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء؛ وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة آذانها . فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن وأحوالهن . فكيف بنا إذا قارنا الجاهلية الأولى بجاهلية اليوم !! . - إلغاء ميراث التآخي ورده للقرابةوالنسب ( وألو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين .... ) . ومن نفحات السورة أيضًا : - إن الناظر إلى واقع العالم الإسلامي اليوم يرى تحزب قوى الشر والاستعمار أهل الحقد والدمار – ضدنا بحرب ٍ ضروس عسكرية احتلوا بها بلادنا وانتهكوا حرمة أوطاننا ودنسوا أعراضنا ونهبوا ثرواتنا , وأخرى لا تقل عنها ضراوة ً ضد مناهجنا التعليمية وقيمنا الإسلامية . هذا من الخارج أما من الداخل فترى بعض قومنا من يتقوى بهذه الأحزاب ويهتف لها بالمجيء , أو يخرج هو إليهم ويأتلف مع قوتهم المحاربة ويركب معهم آلياتهم ليجهزعلى قومه ووطنه لينال كعكة معجونة بدم قومه وإخوانه . وآخرون من قومنا من يحارب قيمنا ويدعو إلي السفور والدعارة إما في الكتب وإما عبر شاشات التلفاز والفضائيات أو علي صفحات الجرائد والمجلات . ومنهم من يمالئ كل ظالم ٍ متجبر ٍ ويساند كل أمير ٍمتصدر ٍ . ومنهم من يحارب كل وطني ٍ شريف ويتهم كل صادق ٍ عفيف . ولله الأمر من قبل ومن بعد . ومنهم من هو مستعد لأي فننة من هذا النوع أو ذاك ( وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14) . وما أشبه الليلة بالبارحة : عندما كان المسلمون بين نارين : المشركون من خارج المدينة واليهود والمنافقون والمرجفون من الداخل . أما الذين لم يتربوا التربية الإسلامية الصحيحة فالخوف ملأ نفوسهم وأحاط بمجامع قلوبهم . وأما أهل الدعوة والإصلاح , السالكين درب الهدى والفلاح فقالوا: ( هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ) (22) . وما زادهم التضييق والتشويه والضغوط والسجن ( إلا إيمانًا ) أي تصديقًا بوعده سبحانه فى البقرة حين قال : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الجنة وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ البأسآء والضرآء وَزُلْزِلُواْ حتى يَقُولَ الرسول والذين آمَنُواْ مَعَهُ متى نَصْرُ الله ألا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ } [ الآية : 214 ] . ( وتسليمًا ) لأمر الله وقضائه . · ( وداعيًا إلى الله ) وليس يدعو إلى فتنة أو فساد أو تجبر في الأرض ؛ بل يدعو إلى منهج الله العظيم وصراطه المستقيم . ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 09:59 AM | #199 |
عمدة الحاره
|
تابع – سورة الأحزاب
محاور وأهداف مواضيع السورة - حظيت النساء بنصيب ٍ كبير من الاهتمام في هذه السورة من مثل : ( ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا .. .. إلى قوله سبحانه : إن المسلمين والمسلمات ... ) ( لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن .... ) . ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا ) . · تجد الرجل والمرأة على قدم المساواة معًا في مجال التكليف و العمل الصالح والتسابق إلى الله : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) . ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )(58) . - شهادة الله عز وجل للمؤمنين ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من يبتظر وما بدلوا تبديلا ) . وما أشرفها من شادة وما أعظها من مكانة !!! . لابدأنهم بالفعل وعدوا فوفوا و عاهدوا فصدقوا ؛ فشرفهم الله بهذه الشهادة - وفي مقابل ذلك صورة مرعبة مخيفة للكافرين (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) . · {ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } . . فطاعة الله ورسوله تحمل جزاءها في ذاتها؛ وهي الفوز العظيم ، قبل يوم الحساب وقبل الفوز بالنعيم . أما نعيم الآخرة فهو فضل زائد على جزاء الطاعة . فضل من كرم الله وفيضه بلا مقابل . والله يرزق من يشاء بغير حساب . ولعله فضل نظر الله فيه إلى ضعف هذا الإنسان ، وإلى ضخامة التبعة التي يحملها على عاتقه . وإلى حمله للأمانة التي أشفقت منها السماوات والأرض والجبال . · { لِّيُعَذِّبَ الله المنافقين والمنافقات } يقول : عرضنا الأمانة على الإنسان لكى يعذب الله المنافقين { والمشركين والمشركات } بما خانوا الأمانة وكذبوا الرسل ، ونقضوا الميثاق الذى أقروا به على أنفسهم ، يوم أخرجهم من ظهر آدم ، عليه السلام ، حين قال عز وجل : { أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بلى } [ الأعراف : 172 ] ، فنقضوا هذه المعرفة وتركوا الطاعة يعنى التوحيد { وَيَتُوبَ الله } يقول : ولكى يتوب الله { عَلَى المؤمنين والمؤمنات } بما وفوا بالأمانة ولم ينقضوا الميثاق { وَكَانَ الله غَفُوراً } لذنوبهم { رَّحِيماً } [ آية : 73 ] بهم . · فضل السورة أخرج أحمد " عن عروةقال : أكثر ما كان رسول الله على المنبر يقول " اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ". ( يتبع - سورة سبأ ) |
|
07-02-2017, 09:59 AM | #200 |
عمدة الحاره
|
سورة سبأ
التعريف بالسورة مكية . ماعدا الآية "6" فمدنية. من المثاني . عدد آياتها .54 . ترتيبها الرابعة والثلاثون . نزلت بعد سورة " لقمان " . بدأت باسلوب ثناء " الحمد لله " السورة اسم لأحد الأقوام التي كانت تسكن جنوب الجزيرة العربية وهي سبأ والتي ورد اسمها في عدد من المواقع مثل سورة النمل . سبب التسمية سُميت " سورة سبأ" لأن الله تعالى ذكر فيها قصة سبأ و هم ملوك اليمن وقد كان أهلها في نعمة ورخاء وسرور وهناء وكانت مساكنهم حدائق وجنات فلما كفروا النعمة دمرهم الله بالسيل العرم وجعلهم عبرة لمن يعتبر . سبب نزول السورة 1) أخرج ابن أبي شيبة وغيره عن ابن زيد قال : كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الساحل وبقي الآخر فلما بعث النبيكتب إلى صاحبه يسأله فكتب اليه :إنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم، فترك تجارته وأتى صاحبه فقال له :دُلَّنِي عليه ، وكان يقرأ الكتب فأتى النبي فقال : إلام تدعو ؟ قال : إلى كذا وكذا قال : أشهد أنك رسول الله قال : مَا عِلمُكَ بذلك ؟ ،قال :إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم ؛ فنزلت هذه الآيات فأرسل إليه النبي : إن الله قد أنزل تصديق ما قلت " . 2) أخرج ابن جرير وغيره عن ابن زيد في هذه الآية قال :هم قتلى المشركين من أهل بدر نزلت فيهم هذه الآية . ( يتبع ) |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التعريف, الصور, النزول, القرآن, الكريم, بسور, ومحاور, وأسباب, ومقاصد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 0 والزوار 23) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
«الدوخة».. عارض مزعج وأسباب مجهولة | رويم | زادك و صحتك | 5 | 02-20-2020 03:55 PM |
عملية حسابية لمعرفة رقم الصفحة في القرآن الكريم | إعجـــاز | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 6 | 01-02-2020 03:39 AM |
سجل حضورك بسوره من سور القرآن الكريم | فرح | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 54 | 01-01-2020 04:28 AM |
نساء لم يذكر القرآن الكريم أسمائهن | أميرة الاحساس | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 13 | 01-01-2020 02:21 AM |
الارهاب فى القرآن الكريم .. بقلمى | حسن سعد | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 9 | 04-12-2018 01:56 PM |