07-02-2017, 09:55 AM
|
#11
|
عمدة الحاره
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 398
|
تاريخ التسجيل : Jun 2017
|
أخر زيارة : 12-24-2017 (09:18 PM)
|
المشاركات :
744 [
+
] |
التقييم : 10
|
MMS ~
|
|
لوني المفضل : Steelblue
|
|
تابع - سورة العنكبوت
محاور السورة
ما معنى وأقيموا الصلاة؟
يقول الله تبارك وتعالى في هذه السورة الكريمة آية 45:
وأقم الصلاة ، انّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون
انّ هذه الآية الكريمة، تكاد تكون الآية الوحيدة الغير مقرونة بالزكاة، وذلك لعظم شأن الصلاة عند الله تبارك وتعالى.
هل معناها أن صلوا يا عبادي؟ لو كان معناها كذلك لقال الله تعالى : فرضت عليكم الصلاة، ولكن قوله تعالى وأقم الصلاة أي دم عليها ، واظب عليها ، حافظ على اقامتها بأركانها وشروطها وآدابها ، ولما كانت الصلاة عمود الاسلام فقد بلولغ في التوكيد فيها، وهذا ما تجلى في قوله تبارك وتعالى في سورة المعارج وسورة المؤمنون، فذكرت في أول خصا ل المؤمنين الحميدة ، وكما قال القرطبي رحمه الله: ذكر الله تعالى من أوصافهم في البدء الا الذين هم هلى صلاتهم دائمون، ثم قال تعالى في ختام هذه الخصال الحميدة: والذين هم على صلاتهم يحافظون ، والدوام غير المحافظة، فالدوام على الصلاة يعني المحافظة على آداءها في أوقاتها فلا يخلون بمواقيتها ولا يتشاغلون عنها لأي سبب من أسباب التشاغل ، وأما المحافظة عليها فأن يراعوا اسباغ الوضوء لها، ويقيمون أركانها من قيام وركوع وسجود وخشوع، ويكملوها بسننها وآدابها ويحفظوها اقتراف الآثام، وان أداها المصلي كما ينبغي لها أن تؤدّى خاشعا ومتذكرا المصلي عظمة الخالق تبارك وتعالى فيها ، متدبرا ما يتلوه من كتاب الله عزوجل، يحلّ حلاله ويحرّم حرامه، معتبرا أنّ الصلاة همّه الأوحد في الحياة، وأنها مقدّمة على كل شيء في الدنيا ومن أولويات حياته، وأنها تذكره بعظمة الله وجلال قدره في البيع والشراء والتكسّب المشروع، مستحضرا عظمة الخالق تبارك وتعالى العالم بما تخفيه الصدور، عندها فقط يكون من السعداء ويكتب عند الله من الذين يقيمون الصلاة، وغير ذلك تكون صلاته ناقصة أو مردودة عليه على حسب الأركان التي يستوفيها في الصلاة، لأنه سيكون بذلك واضعا نصب عينيه أنّ الله تعالى يعلم جميع أعمالنا وأفعالنا فيجازينا عليها أحسن المجازاة ولأجل ذلك ختم الله الآية والله يعلم ما تصنعون، ويقول أبو العالية رحمه الله: انّ الصلاة فيها ثلاث خصال: الاخلاص والخشية وذكر الله تعالى ، فالأخلاص يأمر بالمعروف، والخشية تنهى عن المنكر، وذكر الله تعالى هو قراءته للقرآن في الصلاة، وأن يأخذ كلّ ما فيه من أمر ونهي، وكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخلال فليست بصلاة.
- كذلك تناولت السورة الكريمة أمر الرزق والهجرة من دار الكفر الى دار الاسلام، وألا نجاور الظلمة، فأرض الله واسعة، يقول الله تعالى: يا عبادي الذين آمنوا انّ أرضي واسعة فاياي فاعبدون 56، ومعنى فاياي فاعبدون أي فخصّوني بالعبادة ولا تعبدوا أحدا سواي، ولا تعبدوا أحدا معي، أي لا تشركوا أحدا بعبادتي، وايّ شيء نفضله عن عبادته سبحانه وتعالى نكون قد ادخلنا أنفسنا بمتاهات الشرك ونحن لا ندري.
- ثم تتناول أمر الرزق، وأنّ يوسّع الرزق على من يشاء، ويضيّق الرزق على من يشاء لحكمة هو وحده سبحانه وتعالى يعلمها، لقوله تعالى: الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، ويقدر له، انّ الله بكلّ شيء عليم، أي هو وحده من يعلم مصلحة العبد في توسيع الرزق على العبد من تضييقه عليه.
( يتبع )
|
|
|