""" عزف الروح """

تَفَتَّح الزَّهْر
***
شعر الشاعر المجيد
صبري الصبري
***
بتصرف
تَفَتَّح الزهرُ في أرجاء وادينا
وَطَيَّبَ الطيبُ في الوادي البساتينا

وأغدق العطر نشر الحسن منتشيا
فقابل الجوُّ في بُشراه نسرينا

ربيعنا انهل جل الله هيأه
فأثمر الروض من إغداق بارينا

وأيقظ الشعر فصلُ البوح منطلقا
لساحة الشدو بالأشعار تُشجينا

أكرم به الأنس حل اليوم متخذا
مراكب الحرف في إبحار شادينا

تُلازم الروح بالإسعاد بهجتها
وتغرف الشهد من أبيات حادينا

قد أطرب الناسَ شدو الحس أسعدهم
وهبت الطير بالفصحى تنادينا

وشقشق الصبح في أرجاء ساحتنا
وأشرق الورد صحواكي يُسلينا

بـ(مارس) الحب في إنبات فرحتنا
براعم الشوق تسري في نواحينا

ونضرة الدوح بالإقبال تصحبنا
بروعة الود اهدتنا معانينا

شتاؤنا العذب بالأحضان ودعنا
مزمل البرد بالتذكار يقرينا

سيرحل الفصل تلو الفصل مستبقا
مسافة العمر في أفياء ماضينا

ويحضر الآن في طيات حاضرنا
لينثر البشْرَ نثرا في مآقينا

فإنما العيش ومض البرق نلمحه
بصفحة الأفق يرقى في مراقينا

توسط النضر بالأزهار وقفتنا
يباغت اللب والإبداع يُهدينا

حصاده الحلو للساعين رفعتها
بذروة الخير حلت في أعالينا

قصيدة الشعر في (آذار) نسمعها
تشنف السمع .. نسمو في مرامينا

يا ساقي القوم من شوقيّ مشربهم
كؤوسك الشهد تسري في دنانينا

بناتها الطهر في زيناتها .. شفةٌ
تواصل البوح بالإحسان يسدينا

عرائس الحرف قد راقت لخاطبها
وسابق الليلَ والخُطَّابَ قارينا

بخيمة الفوز فض الشدوَ شاعرُنا
بخدرها الغض قد طابت ليالينا !

وأخرج الخبء من مكنون مخبئه
ورافق الشدو للسمار تالينا

وأطلق القلب مكنونات نبضته
برقة الهمس بالأندى توافينا

تفتَّح الزهر في أوراق أروقة
نرى بها الكون بالنجوى يصافينا

وسطر القوم أهل الوجد وجدهم
ودوَّنوا الشعر معشوقا دوواينا !

يا حادي الشوق بالإدناف قربتنا
فقرب النفس من أحبابها حينا

جوارح الصب صبت صفو لهفتها
وأمطر البين ودقا من تناغينا

تذكر القلب أحبابا له هجرت
وأحسن الحس في الدنيا تلاقينا !

لا يذبل الزهر ما لاقى رعايتنا
إن الزهور رقيقات بوادينا

تبارك الله رب العرش صورها
فأبدع الخلق والتصوير هادبنا

وقدر الأمر تقديرا بحكمته
وشرعة الله رب الناس تكفينا

صلاة ربي للمختار سيدنا
(محمد) النور والقرءان هادينا