تبوأت اللغة أهمية بالغة وعناية فائقة عند البشر؛ كونها متعلقة بالموروث الثقافي وصناعة الفكر، يتمحور دورها حول نهوض وتقدم المجتمعات.. وسط استنكار وغَيْرة على لغة الضاد، قال الكاتب إبراهيم الماجد: عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «لماذا لا تُلزم الفنادق داخل بلادنا بالتحدث بالعربية؟ الأمة ذات السيادة للغتها سيادة وحضور، فنادقنا مع كل أسف حتى الموظف العربي لا يبدأ حديثه إلا بالإنجليزية!». وتفاعلت هيئة السياحة والتراث مع تغريدة الماجد، وأوضحت أن مقدم الخدمة ملزم باستخدام اللغة العربية والتاريخ الهجري في كل التعاملات المطبوعة، وإعطاء المستهلك الإيصال باللغة العربية، وما عدا ذلك فهو تجاوز للأنظمة.
من جانب آخر، استهجن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي استعمال لغة أجنبية في مواضع لا تستدعي ذلك، وأتت بعض الردود على أن التحدث باللغة الإنجليزية أصبح «برستيج»، وذكر آخرون أن ذلك يعود إلى نتائج الهزيمة النفسية لدى العرب، والتعلق بحضارة الغرب، وأشار البعض إلى حلول *تساعد على تعزيز الهوية العربية والتمسك بها. ويلعب الوعي دوراً مهماً في ترسيخ قيم اللغة الأم، والتشديد في تعليمها وتقويتها بالمناهج الدراسية وتعزيزها لدى المجتمع من خلال استعمالها في المعاملات والإعلانات والمنشورات التي لا يضطر فيها إلى استخدام لغة دخيلة.
وعلى صعيد متواصل، تتعلق اللغة الأم مباشرة بهوية الأفراد والشعوب كونها ذاكرة تتضمن المعارف والخبرات والذات الفكرية والاجتماعية، وتتطلب عناية واحتواء، إضافة لتعلمها وترسيخ مبادئها للأجيال الناشئة، تجاهل اللغة الأم يلقي بها إلى التهميش، ويفقد المجتمع خصائصه ومميزاته، كما يؤدي إلى نتائج اختلالية ثقافية واقتلاع إرث ثمين. حاول الاستعمار البريطاني أن يستأصل اللغة الكيكويوية من خلال احتلاله لدولة كينيا مطلع الخمسينيات الميلادية، وأصبحت اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية مع تدريسها إجباراً للطلاب في المناهج العلمية، آنذاك يعتبر التحدث باللغة الأم جريمة يعاقب من ينطق بها، بعد ذلك بزمن، كان لكاتب الروايات والمسرحيات «نكوكي واثيونقو» موقف آخر، حيث أثار حنقه إقحام لغة أجنبية على مجتمعه كادت تؤدي إلى هلاك اللغة الأصلية ، ورفض الكاتب «نكوكي» أن يكمل كتابته باللغة التي أدخلها المستعمر بعد شهرة نالها منها، واكتفى بكتابة مؤلفاته بلغته الأم، مُفسراً ذلك أهمية اللغة الأم ودورها في الحراك الفكري والثقافي.