لا أجد حرجاً في الكتابة عن الحكام السعوديين مقالاً واثنين وعشرة مقالات، لأن هذا الملف برأيي حساس جداً، وسبق أن لعب دوراً كبيراً في تغيير اتجاه بطولات بمنحه الذهب لمن لا يستحق أو حرمانه الأجدر، بسبب أخطاء تحكيمية فادحة، ويستحق أن نُسلط عليه الأضواء، خصوصاً وأنه يتردد في الآونة الأخيرة بأن الجولة المقبلة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين ستشهد عودة الحكم السعودي لإدارة المباريات حكماً للساحة، بعد أن تواجد في المباريات الأخيرة حكماً رابعاً.
وهنا أسأل صاحب قرار عودة الحكم السعودي، ما الذي تغير في حال حكامنا منذ إبعادهم قبل أكثر من موسم إلى اليوم؟، هل الأسباب التي أبعدوا من أجلها تم التغلب عليها؟، هل خضعوا إلى برامج تطويرية داخلية وخارجية انعكست إيجابياً على مستوياتهم وشخصياتهم؟، ماذا عن الأمور المادية وتهيئة بيئة النجاح للحكم السعودي هل اختلف شيء عن السابق؟، وهل سيحمي اتحاد القدم ولجانه الحكام من مسؤولي الأندية وإعلامييها من دون مجاملة أو محاباة لطرف على حساب آخر؟، حتى نعطي حكماً على مدى مناسبة الوقت لعودة الحكم السعودي من عدمها لابد أن نعرف إجابات على هذه الاستفسارات التي تدور في ذهن أي متابع للرياضة السعودية.
من السهل أن أتبنى رأياً بضرورة إعادة حكامنا لقيادة المباريات، وأدافع عنهم، وأكتب عشرات الأسطر التي تعزز هذا القرار، لكن ماذا بعد ذلك؟، فالحكم السعودي ابتعد كثيراً عن ملاعبنا وعن أجواء مباريات الدوري، بل إن الثقة فيه أصبحت مهزوزة وشبه معدومة، ولن يجد قبولاً عند الجماهير وغيرهم، لأسباب كثيرة، أبرزها أن المتابعين والمهتمين برياضتنا لم يشاهدوا أي خطوات تطويرية من شأنها أن تنعكس إيجابياً على أداء حكامنا السعوديين، كما أن الأداء الذي ظهر عليه كثير من الحكام في مباريات كأس خادم الحرمين الشريفين تُنذر بتواضع في مستويات الحكام، وتعزز بأن المميزين لدينا لا يتجاوزوا أصابع اليد الواحدة!
صحيح أن الحكام الأجانب الذين تواجدوا هذا الموسم من دون المستوى، وارتكبوا أخطاء فادحة، لكن هذا ليس عذراً لعودة الحكم السعودي من باب «كل حكم يخطىء وشوفوا كيف الأجانب»، بإمكان مسؤولي التحكيم إحضار طواقم مميزة، مع محاسبتها ومعاقبة من يخطىء بالإبعاد عن ملاعبنا نهائياً، لأن هنالك من يقود المباريات بلا مبالاة، ويرتكب أخطاء لا تصدر منه في الملاعب الأوروبية، والسبب من دون شك هو عدم وجود الرقيب والحسيب.
نُقدّر الحكم السعودي، ونأمل في أن يعود إلى قيادة مباريات دورينا، لكن نريد أن يحدث ذلك وهو جاهز بنسبة 100 %، أما أن يعود لمجرد العودة وتسجيل الحضور، فالعواقب برأيي أنها ستكون وخيمة على فرقنا وعلى الحكام أنفسهم ومستقبلهم.