#1
|
||||||||
|
||||||||
الاسلام فى روسيا
هناك في روسيا وعلى أرض سيبيريا، وحيث يلتقي الشفق بالغسق، حيث لا ليل ولا نهار، فقد أقر الله تعالى قلب رسوله صلى الله عليه وسلم بوصول رسالة الإسلام إلى الدائرة القطبية الأولى من أراضي سيبيريا الروسية، حيث تصل درجة الحرارة فيها إلى أكثر من خمسين درجة تحت الصفر في فصل الشتاء، ففي هذه المنطقة من العالم كان نور الإسلام قد وصلها من خلال انتشاره في سهوب وسهول وجبال روسيا منذ ألف وأربع مئة سنة على تاريخنا الذي نعيشه.
جاءت كتابتي عن الإسلام في روسيا في ماضي النشأة والتاريخ، من عطاء زيارتي العلمية لموسكو، والتي امتدت خمسة عشر يوماً من تاريخ سفري في 19/10/1430هـ -1/10/2010م، فقد نال إعجابي ما شاهدته في المسجد الجامع في موسكو في صلاة الجمعة، فالمصلون خارج المسجد أكثر من داخله، والمسجد هذا قيد التوسعة في بنائه إلى ستة أدوار طابقية، وأروقة تتسع لعشرين ألف فصل، فاستبشرت خيراً بحال المسلمين في روسيا اليوم، لا سيما بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والمملكة العربية السعودية والتي سيترتب عليها الخير إن شاء الله للمسلمين الروس، فكان هذا من دواعي هذه الكتابة متمنياً أن أكون قد وفقت في نقل هذه الصورة عن مسلمي روسيا اليوم. ألف وأربعمائة سنة على دخول الإسلام إلى روسيا في سنة 1996م كان مفتي روسيا الشيخ راوي عين الدين، قد طلب من الرئيس يلتسن الموافقة للمسلمين على الاحتفال بذكرى مرور ألف وأربعمائة سنة على دخول الإسلام إلى روسيا، ويبدو أن الذي لم يحصل عليه المفتي من يلتسن، حصل عليه من الرئيس بوتين، فقد احتفل المسلمون بهذه الذكرى العظيمة التي تؤرخ لوجود الإسلام على أرض روسيا، قبل اعتناق الروس للنصرانية بأربع مائة سنة، ففي نهاية القرن الماضي، احتفل الروس بذكرى مرور ألف سنة على دخول النصرانية لبلادهم، واعتناق الروس لها، وتلك هي قصة أسبقية دخول الإسلام على النصرانية لروسيا. عالمية الرسالة الإسلامية خص الله رسالة الإسلام بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وخص الله رسوله بأن يكون من العرب، وخص الله العرب بحمل رسالة الإسلام لبني الإنسان، ولعالمية الإسلام كرسالة ربانية سماوية، سار الخلفاء الراشدون على ما ذهب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحمل هذه الأمانة لتبليغها للناس كافة، ولم يمض على وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع سنين حتى وصلت رايات الفتح الإسلامي إلى بلاد ما وراء النهر وبلاد السند والشمال الأفريقي. دخول الإسلام إلى روسيا في عهد عمر بن الخطاب أما عن دخول الإسلام إلى سهوب روسيا، وجبال الأورال، فتعود قصتها إلى أيام الفتح الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ما بين سنتي (18- 24هـ = 638- 644م)، فقد قاد الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حملته على أذربيجان وأرمينيا، وقد تم توقيع الصلح على يد قائده عتبة بن فرقد السلمي، وقاد الحملة الثانية إلى الشرق من البلاد التي توجه إليها حذيفة، الأحنف بن قيس، ففتح أراضي الديلم وطبرستان، وأفغانستان. أما ما يعرف عند المسلمين العرب بمدينة (باب الأبواب) وديربند، فقد فتحها القائد المسلم سراقة بن عمرو من دون إراقة دماء، وذلك في العهد العمري سنة (20هـ)، ومقبرتها الإسلامية حاضنة لقبور أربعين شهيداً عرف منهم الصحابيان الجليلان الربيع بن مسلمة وأخيه عبد الرحمن رضي الله عنهما، في حروبهم مع الخزر، ويعتبر أهل المدينة المقبرة أرضاً مباركة لضمها لرفاة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معالم المدينة المسجد الذي بناه مسلمة بن عبد الملك سنة (115هـ). ولا زالت آثاره باقية بعدما ضربه زلزال أصاب المنطقة مطلع القرن الرابع عشر للميلاد |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نظرة الاسلام الى الديانات السماوية | الغالي | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 11 | 01-02-2020 05:23 AM |
ما المقصود بالحجر الاسود في الاسلام | الغالي | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 8 | 01-02-2020 03:39 AM |
منهج الرسول فى الحفاظ على سمعة الاسلام | صاحب السمو | نفحات نبوية / الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام | 17 | 02-23-2019 06:52 PM |