#1
|
|||||||
|
|||||||
القوة والجاه
< القوة .. والجاه > من اطمأن إلى القوة فهو مغلوب ، ومن اطمأن إلى الجاه فهو مخلوع .
أعجبتني كثيرا هذه العبارة للدكتور السباعي في كتابه ( هكذا علمتني الحياة ) مما لا شك فيه إن هذه العبارة جاءت نتيجة خبرة كبيرة من الحياة وعصارة فكر استفاد كثيرا من الدروس والعبر فخرج بالعضة والفائدة والحكمة . من وجهة نظري أرى إن القوة الحقيقية هي تلك الروح المعنوية والاعتزاز بالذات والثقة بالنفس والفكر النير والقدرة على مداراة الامور ومجاراة تقلبات الحياة والقدرة على التكيف مع كل المتغيرات . فكل قوة بدنية زائلة وكل جبروت فاني فالقوة الجسدية لا تدوم لأحد ولذلك يخطئ كثيرا من اعتقد إن قوته وجبروته ستبقيه وتدوم له فلقد كانت هذه القوة هلالكا لأبي لهب والوليد ابن المغيرة وفرعون وغيرهم من جببارة الأرض وهي مصير كل متكبر أفاك . اما ( الجاه والسلطان ) فهي نعمة ونقمة صاحبها مشغول الفكر مشتت الذهن دائم الخوف والحيرة يرى كل الناس خصومه وكل الخلق تتنازع جاهه وتنوي الاستيلاء على سلطانه . لذا الجاه والعزة الحقيقية في تواضع من غير مذلة يكسبك قلوب الآخرين فتنزل انت إليهم من عرشك وتتدلى نحوهم من عاجك فتشاركهم أفراحهم واحزانهم وتهتم لأمرهم فيشعرون بعظمة قلبك فتنال احترامهم قبل حبهم وحينها ستجد كل الطرق ممهدة نحو قلوبهم . الجاه والسلطان عظمة قاتلة وغرور مهلك لصاحبه حتى يحتقر كل الخلق ليجد نفسه ذات يوم يسير في طريق موحش فلا يسمع إلا همس تناهيده وتعالي زفراته ليشعر بخسارة كل شيء وندم في وقت لا ينفع فيه الندم ولناخذ العبرة من قارون وهامان . تحياتي وتقديري بقلمي ( عبدالله عكور ) |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
القوة, والجاه |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|