#1
|
|||||||
|
|||||||
الحمل الوديع
كان كالحمل الوديع يعلم يقينا إن نهايته قد أوشكت
فهو قد وقع ضحية قلب لا يعرف معاني الرحمة والشفقة حتى اصبح يعد من الأموات وإن بقى حيا يتنفس وجسم يتحرك أظلمت كل الدنيا في وجهه وضاقت عليه الدنيا بما رحبت كان ينتظر فقط رصاصة الرحمة ليستريح ويريح . وفجاة وجد يدا تمتد له من باب الظلام وصوت يهمس له ويقول له سأكون طوق نجاتك وقارب سعادتك ومجاديف حياتك سأحول حياتك لجنة وورود وحب بلا حدود وسأجعلك اسعد من في الوجود سأنسيك كل آهاتك وأمحو كل آلامك واحقق كل أمنياتك وآمالك وسأكون أسعد أحلامك . أبتهج المسكين وكاد يطير من الفرح والسرور ونثر الورد والزهور وعطر الأجواء بالبخور تمسك بتلك اليد وضم ذلك القلب فقد كان يبحث عن هروب من الجحيم والعودة للحياة من جديد تسرب ذلك الحب الجديد لقلبه حتى جرى في شريان دمه وسكن اعماقه حتى اصبح هو حلمه وآماله . ولم يكن يعلم ذلك المسكين إنه قد هرب من النار إلى الجحيم واستجار ببركان حميم فجأة وجد تلك الجنة تتحول لجحيم لا يطاق وسجن بسعة الآفاق وطعنات تقطع الأعماق حاول من غير فائدة الاستجداء وكرر الاستغاثة والنداء ولكن للأسف فذلك قلب وآذان صماء لم يكن يعلم إنه مجرد حمل وديع يربى ويغذى ليذبح في النهاية فنهايته محددة ومعروفة ليتها ذبحته وقطعت كلا اوداجه لتريحه من ذلك العذاب ، ليتها على الأقل طعنته في صدره ليموت وعيناه في عيناها لتكون آخر ما يراه قبل موته . ( خاطرة قديمة ) |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحلم, الوديع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|