الرقابة الذاتية

:

قال عزّ من قائل : (( بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ = وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ))
هذا جوهر الموضوع .. ويشمل كل إنسان مهما كان دينه و علمه وسنه

البداية من التربية وخير وسيلة لها هي القدوة
واذكر مما كان يردده الأباء .. يقولون اولادنا هم من ربونا لأننا كنا نعدل سلوكنا و اعمالنا واقوالنا ليقتدي بنا ابناءنا .. وهذا منطق صحيح وسليم فالقدوة رأس الأمر ولحمته وسداه فالصغار يقلدون الكبار
ثم تأتي الرقابة بشكل رقيق و سلس بعيدا عن التسلط والعنت وهذه جدا مهمة للوقاية من الشرور والزلل و لإكتشاف الأخطاء بوقت مبكر وهي صمام امان و حماية

ويأتي القرب من الابناء والتبسط معهم في الحديث والمعاملة ومخالطة اصدقائهم كذلك شيء مهم ويعطي الابناء ثقة بأنفسهم ويكون الاباء قريبين من نفوس وقلوب ابائهم و يستطيع الابناء بث معاناتهم وشكاواهم لابائهم بلا حرج أو خوف وهذا يمنحهم النضج ويعلمهم الحكمة .

واخيرا شيء بالغ الأهمية ويحتاج للتعامل مقرون بالحب و الحذر
ان الابناء سيعيشون حياة غير حياة ابائهم وهذه سنة الحياة و طبيعتها فكل عصر يضهر فيه جديد و تتغير اشياء كثيرة و لابد من مراعاة هذا وتقبله وتفهّم ان الابناء يعيشون في عصر مختلف وبأسلوب حياة غير ما تعود عليه الاباء .
فلا تجبروا اولادكم ان يعيشو عصركم فهذا إما يحطمهم و إما يبعدهم عنكم وكلا الخيارين سيء و قد يكون مدمر

سن الطفولة المبكرة له تعامل خاص في كيفية تلقين الدروس للطفل
معروف ان الطفل يحب اكتشاف الاشياء ويبدأ بلمسها ثم يمسكها بيده ثم يدخلها لفمه وكلنا نعرف كيف يحرص الاباء مع اطفالهم بإبعاد الاشياء الخطرة
لكن مثلا يمكن ان نعلم الطفل في اشياء بسيطة
مثلا لو ارد ان يلمس براد الشاهي .. دعه يلمسه وستلسعة حرارة البراد لكنها ستكون المر الأخيرة التي يلمس فيها البراد فالطفل يميز و يحفظ في سن مبكرة جدا

تنويه : كلمة الـ اباء تشمل الوالدان كلاهما الاب و الام
و دور الام أعظم و أكبر لانه يبدأ منذ اللحظة الاولى و يستمر لباقي العمر