أيها الشيب ها أنا ذا في منتصف الطريق قادمٌ إليك وإني أراك في نهايته متحفزاً للوثب علي بعدما مهدتَ لضعفي بالفراق من صغري حتى إذا تقابلنا يكون الضعف والخور أخذا مني مأخذاً فأخسر حين يلتقي الجمعان .
أيها الشيب وأيم الله أني أمقتكَ وأخشاكَ وإذا نظرتُ إلى هرم متكئ على عصاه قد انحنى ظهره وثقلتْ حركته تذكرتُ النهاية المرتقبة فارتعدتْ فرائصي وكرهتُ لقاءك ولكن خطاي تقودني إليك رغماً عني وسنلتقي في آخر المطاف ولكن لعل صفحتي تطوى قبل لقائي بك ومجابهتي جيوشك الجرارة التي لا رأفة فيها ولا عطف .
عندما تلقي بكلكلك علي وتستحل جسدي ستسلوني من كانت الأحلى والأجمل والأرق في عيني وسيتثاقلني من كان يحب قربي وسينحني القوام الشامخ وتلين القناة الصلبة ويستسلم القلب الصامد العنيد وترضخ الإرادة الأبية ثم يتحشرج النفس وتزوغ العينان ويميل الرأس وترحل الروح إلى بارئها .