ننتظر تسجيلك هـنـا

مجلة امل عمرى الاصدار الثانى لعام 2020
عدد مرات النقر : 2,313
عدد  مرات الظهور : 65,735,875
مركز رفع منتدى امل عمري
عدد مرات النقر : 2,865
عدد  مرات الظهور : 65,735,952
تقسيط بطاقات سوا بكل الفئات
عدد مرات النقر : 722
عدد  مرات الظهور : 47,778,429
منتديات أمل عمري الأدبية ترحب بكم  .. كلمة الإدارة


الإهداءات



 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-05-2017, 01:18 AM
مجافي غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Beige
 رقم العضوية : 103
 تاريخ التسجيل : Jan 2017
 فترة الأقامة : 2865 يوم
 أخر زيارة : 03-23-2017 (03:57 PM)
 الإقامة : تبوك
 المشاركات : 36 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : مجافي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الرشفة الأولى !!



ماذا لو أن أحدنا عمد إلى إعداد فنجان قهوته بنفسه، وقرر أن يبدأ من شجرة البن، على طريقة الشعر الجاهلي في وصف القوس. حتما سيحتاج السفر إلى إحدى دولتين، اليمن أو البرازيل، من أجل الظفر بالبن من معدنه، وفي هذه الحالة سيتعذر ذهابه إلى اليمن بسبب الحوثيين، ولن يفكر، بالطبع في أي دولة أخرى، ليبقى له البن البرازيلي خياراً وحيداً. قد يلتقي هناك بعض لاعبي البرازيل القدامى، كريفلينو وسرجينيو وسقراط، وفي ريدو جانيرو سيستمتع، في الطريق، بمواهب الشعب البرازيلي في الفن الرياضي والرقص الشعبي، وبعد أن يعود بغصن البن الأخضر إلى البلاد قد يجد صعوبة في تجاوز موظفي الجمارك الذين سيتحسسون رائحة البن الطازجة بشيء من الريبة والحذر، الأمر الذي سيجعل غصن البن ذا قيمة عالية، وأكثر حرصاً على الظفر به، وسيكون اجتياز الدخول إلى البلاد أكثر متعة من البن نفسه، بل ستصبح طريقة التحضير نفسها عملًا إبداعياً خلاقاً، أثناء التقشير والحمس والطحن، حتى إذا فرغ من ذلك وبدأ لون البن المطحون يطفو فوق الماء الساخن فاحت رائحة القهوة، وما هي إلا لحظات وإذا فنجان القهوة ينتظر لحظة التجلي حين يختصر في رشفة مكثّفة تختزن تاريخ الفنجان من شجرة البن إلى الرشفة الأولى .
ليس ما سبق حديث عن قهوة البن، أو عن رشفة من رشفاته، إنه، في الحقيقة، حكاية رمزية معادلة لكل الأشياء التي نصنعها بأنفسنا، نتابع فيها تفاصيل التفاصيل، ونتعب في كل جزء منها كي نستمتع بلحظة الاكتمال، ولهذا تجد هذه الحكاية في صور الشعر الجاهلي حين يقص الشاعر تاريخ قوسه التي يصيد بها، وتجد هذه الحكاية بالملامح نفسها في الشعر العامي الضارب في أعماق الصحراء في قصيدة تتابع تفاصيل إعداد القهوة، كابن عون مثالاً، وتمتد هذه الحكاية في رمزيتها لتشمل كل الإنجازات التي يستمتع بها أصحابها لأنهم لم يكتفوا من الإنجاز بلحظة التدشين فحسب، وإنما كانوا خلية من خلاياه الأولى ثم امتدوا في عروقه حتى تشجر وأثمر وحانت لحظة القطف والرشف، وفرق بين فنجان قهوة تعده بنفسك وفنجان آخر يمده إليك الساقي من خلف أذنك اليمنى.
وبناء على ذلك فقد أخذت على نفسي أن أتحسس الأشياء جميعها بهذه الطريقة التي تبدأ من العروق، ليس فنجان القهوة فحسب، وهذا كفيل بأن يجعل لكل شيء من حولي مذاقاً خاصاً، دون أن أكتفي بالعبور السريع على الأكشاك النابتة على ضفاف الطريق بدءاً ببارنيز وانتهاء بالمذاق المغربي، ففي ظني أننا لم نفقد مذاق الحياة الحقيقي إلا بعد أن فقدنا مذاقاتنا الخاصة بنا، وفقدنا ذلك الفنجان الذي يصل إلينا عبر رحلة شاقة يتخطى فيها الحواجز من عروق الشجر إلى عروق البشر!!

الموضوع الأصلي: الرشفة الأولى !! || الكاتب: مجافي || المصدر: منتديات أمل عمري

أمل عمري

منارة الناسك , نبض الطاولة , نبض الطاولة , نبض الطاولة , فعاليات , فعاليات , حصريات , إيقاع الشعر والنثر , شرفة الذائقة , أسراب الهذيان , مدونات , حكواتي , هودج الأنثى , الرياضه , عيادة الأمل , ومضات الألبوم , همسة العدسة , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب ,






رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:17 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education