ما بال مرآتي لا تعكسني أيني وتفاصيلي ومحيّاي من الغائب أنا أم مرآتي؟؟؟
موصدةٌ دوني انعكاسات الحياة .. فلا أبعاد ولا رؤى ولا أفاق و لا خيالٌ ولا أحلام واقعٌ يشكو التوحد فلا يقبل أي اجتماع كلام كان أو مجالسة أو حتى مرور عبر طبقات من زجاج...
كم كان الماضي جميل وأنا أقضي فيه وقتاً طويلاً مع مرآتي مابين حديث لومٍ وعجبٍ و تفكر بتفاصيل القدر مع تقاسيم وجهي المنعكس على سطحها الشفاف المضيء الصادق الوفي.. قد أصدق بأن الكل يرغب أن يغرب عن وجهي وأن يفضل العزوف على الحضور إلاّ مرآتي و مرآتي اليوم موصدة وأنا أشكو من فعلها الشعور بالتوحد... فخالية من الذكرى ومن الآمال فاقدةٌ لتعابيري ولألبوم الصور المختزن بعيني ومشاهد ماضي الزمان ... لذا سأغني للحزن طويلاً و سأراقص الآلام تبجيلاً فبمن أفرح عقلاً أبالغائبين أم بالحاضرين؟! ترانيمي لكما حزني وآلامي فما باتت الحياة لي حياة إلاّ بوجودكما وكأنّكما الماء ولا تلتفتا للعائبين أو الساخرين ولا المستهزئين.. فــ ( كل إناءٍ بما فيه ينضح ) وما أجملنا حينما نكون من الصادقين .. فمالنا يا نفس ومجاملة النفس أو نكذب على الشاهد والمعين؟! فبيوم فرحي أهدي ابتسامي لكل عابر سبيل وبيوم حزني أدفن دمعي بعالمي العميق المستور عن القريب قبل البعيد هذه خصوصية لذيذة أعيشها برفقة حزني وآلامي .. ولهذه الخلاصة والقناعة .... أحتفل بيوم ميلاد وفاة فرحي والحاضرين حزني وآلامي ويكفيني من الحضور وجودهما ومن الشعور ما يقدمان بكل جود فلا شاعراً أأمن بوجوده شاعراً بمشاعري.. ولا عازفاً أصدق تلحينه لآلامي ( فما حك جلدك مثل ظفرك ) سأطفئ معهما شمعة وفاة حبي مترنمة بــ وداعاً حبيبي فما عدت حبيبي فحزني حبيبي وألمي رفيقي فغنية أنا مكتفية أنا بحزني و ألآمي ولعامٍ قادم أرجو لحزني الصدق الدائم