رسالة لها!

شعرتُ بروحكِ تحتضن روحي, لا أعلم هل كان وهماً أم أن روحكِ فعلاً كانت هناك, هل تعمدتِ ذاك الوميض الصادر من عينيك ليخترق قلبي؟ أم أنه ليس إلا محض إنعكاس لخيالات أحلامي؟ ما شعرتُ بأنني معجون مع شخص آخر كما شعرتُ معك, لم تكوني شخصاً آخر بل كنتي نسختي الثانية, تعلمين ما في قلبي قبل تكلمي وتُرسَلُ لكِ نسخٌ من كل أفكاري قبل إفصاحي عنها فهل يا ترى أتتك برقية حبي وتعلقي واحتياجي؟

نعم أحببت قبلكِ ولربما سأعشق بعدكِ ولكني لن أعثر أبداً على نسخة ثالثة من نفسي, لا أعلم كيف ساقني عمري إليكِ, هل لكي يتبين لي ضعفي وخوائي من كل المقومات التي يجب أن تتوفر في فارس أحلام امرأة مثلكِ؟ هل لكي تغلقي باب الحب في وجه قلبي إلى الأبد فلا يجرؤ بعدك أن يتبنى عشقاً؟

لن تكوني لي أبداً, وما يؤلمني أكثر أنكِ متاحة لأحدٍ غيري كحق مشروع يصدح به بين العالمين وأنا لا أجرؤ حتى على أن أنبس باسمكِ همساً, هو لا يستحقكِ أنا متأكد من ذلك, هل يروي لكِ قصائد عشقٍ في كل ليلة؟ هل يلقى نفسه بين أحضانكِ وكأنكِ اختصار للعالم كله؟ هل يثني على جمال تسريحة شعركِ؟ هل تدمع عيناه حين يقول أحبكِ؟ لا أظنه يفعل.

لا البقاء معكِ يشفي غليلي ولا الرحيل يجديني نفعاً فقولي لي ما العمل؟ , لربما ستنسين ملامحي كلها بعد أشهر من فراقنا ولربما ينادي أحد باسمي أمامكِ فتهمسين لنفسك: "يا ترى أين سمعت هذا الاسم من قبل؟" لربما قد كنت في عمركِ مشهداًعابراً أو ضيفاً ثقيل الظل, ولربما تركتُ فيكِ أثراً أنا نفسي لا أعلم كيف سمح لي الزمان أن أخطه على جدران ذاكرة تحملينها, هل يُعقل أني اخترقت الحرس المدججين بالسلاح الواقفين على باب القلب الملكي القابع بين ضلوعكِ مترصدين لكل أشعث أغبر مثلي كي لا تطأ قدماه أرضكِ المقدسة؟ كيف اخترقتُهم وكيف خططتُ بدمي وشماً على نبضة نبضها فؤادكِ ذات يوم؟
أيتها المرأة التي جاءت في آخر العمر كصفعة تجعلني قسراً أعترف بعجزي وانعدام حيلتي, ما كنت قبلكِ أؤمن بالمستحيل فشكرا لكِ لتمثيلكِ صورة حية عنه أمامي.

أستاذتي الموقرة قد فهمت درس المستحيل فهلا ننتقل إلى درس آخر عسى أن يكون أرحم علي من سابقه؟ أم ليس هناك في العمر بقية؟

الموضوع الأصلي: رسالة لها! || الكاتب: π هايم بعيونها ν || المصدر: منتديات أمل عمري

www.a-3amry.com

أمل عمري

منارة الناسك , نبض الطاولة , نبض الطاولة , نبض الطاولة , فعاليات , فعاليات , حصريات , إيقاع الشعر والنثر , شرفة الذائقة , أسراب الهذيان , مدونات , حكواتي , هودج الأنثى , الرياضه , عيادة الأمل , ومضات الألبوم , همسة العدسة , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب , دروب اليوتيوب ,