ذاك الليل الطويل الذي لف روحي بعباءة سوداء داكنة متي سينجلي؟ أم أن الوضع كما قال امرؤ القيس: (وما الإصباح منك بأمثل)؟ حين أنظر لذاتي وماضيي ينتابني اليأس والقنوط, كيف لماضٍ مجدب قاحل أن ينجب مستقبلاً ماطراً بالخيرات؟! هل يمكن أن تنقلب الصحراء إلى روضة خضراء؟!
ولكن من جهة أخرى حين أنظر لخط سير المعجزات منذ بدء الخليقة حتى هذه اللحظة ينتابني إحساس مباغت بأن غداً ستولد حياة جديدة, حين أشعر أن الله معي يختفي المستحيل ويتبخر من كتاب حياتي كأنه لا وجود له.
تائه ما بين هذا وذاك مرت أيامي مسرعة غير آبهة بضعفي وعدم قدرتي على اللحاق بها, فيا ليت شعري هل سيأتي يوم نمشي أنا وأحلامي يداً بيد على ضفاف الحياة؟
لربما بل حتماً نعم, ليس لأني أستحق بل لأن خالقي أعظم من أن يترك في قلب عبد من عباده حسرة, ولكن النقطة المهمة هنا هي ثباتي حتى ذلك الحين, هذا ما يقلق فكري ويهز كياني, فهل يا ترى سيسعفني صبري؟