لستِ أنتِ ملكة جمال الكون ولستِ أميرة على عرش النساء فما بال قلبي متيم بهواكِ دون سواكِ لا ينفك يغفر لكِ كل زلة وينسى لكِ كل تجاهل تجاهلتِه له عمداً؟! تشيحين بوجهكِ عني فإذا بي أذهب حيث ذهبت عيناكِ, أقف في هذا الجو القارس البرودة متناسياً أن عظامي ترتجف برداً وأن معدتي تقرقر جوعاً غير ملتفتٍ إلا لشوقي لكِ, أقف متسمراً منتظراً مروركِ ثم أنتِ تمرين متجاهلة كل تلك المعارك في داخلي ولا تلقين علي حتى سلاماً يطفئ نار قلبي الظمآن لمرآكِ, هل هذا عدل؟! هل هذا الإنصاف عندكِ؟!
كم تمنيتكِ أن تكوني مختلفة عن الآخرين, كم تمنيت أن تكوني لي ملاذاً ألجأ له كلما أضنتني الدنيا, ولكنكِ لا تختلفين عن أي من الناس سواكِ, لا أجدكِ وقت حاجتي, ولستِ حائطاً أستند عليه كلما تخور قواي, حضنكِ ليس دافئاً كما تصورته ولا يضمني وقت عطشي للمسة حانية.
أنتِ لستِ كما أنتِ في خيالي وأنا لست كما أتمنى ذاتي فكيف لنا أن نحيا سوياً في هذه الحياة؟!