#1
|
|||||||
|
|||||||
اخرسوا :
أودُّ من كل قلبي لو ظهر النابغة الذبياني ليرى إلى أي سخفٍ انحدرنا إليه في أدبنا (إن كان يسمى أدباً) فاستبدلنا بالأصالة الحداثة ، وبالنحو اللحن ، وبالفصاحة الهجنة ، مع ركاكة الأسلوب ، وضعف المعاني ، ووضع المعنى في غير محله ، ومع هذا نرى أنفسنا التحقنا بركب امرئ القيس ، والنابغة ، وعنترة ، وطرفة ، وقيس ليلى ، وجميل بثينة ، وابن برد ، وذي الإصبع العدواني ، وأكثم بن صيفي ، وقس بن ساعدة ، و ... بل وفقناهم ، وإليكم بعض هذه النفايات التي تزكم الأنوف : (حيض الذاكرة ، مثلما يتوجب شم إبطك وافر العرق ، فمي مملوء بالكبائر والقاذورات تحت المسام ، أنا قط مسعور لـــ سيغموند فرويد ، صلصة الدم العبقة تتقاطر ، تمدين لي منديل الطَّمث أُقبِّله) ...الخ أي سخف هذا ؟ وكيف تجرآ على التفوه بمثل هذه الترهات وكتابتها ؟ وأيم الله أني لم أستطعْ إكمال القراءة (لأني كدتُ أتقيَّأ) فخرجتُ لأستنشق قليلاً من النسيم ، وأطهِّر فمي من السخف الذي قرأه ، فتمضمضتُ بالماء والصابون ، واستخدمتُ الفرشاة والمعجون ، ورغم هذا ما زال به بقيةٌ من مرارة ! فليت البعض خرس قبل أن يَنطق بمثل هذه الترهات التي تنبئ أننا في أسوأ عصور الأدب وأتفهها ، وأنه ينبغي الحفاظ على الأشجار التي تُقطع ونُحرم من منافعها ليُطبع عليها ما تمجه الأذواق ، وتأباه الأسماع ! وأيم الله أني أجل شعر أحمد شوقي ، وحافظ إبراهيم ، وأبي القاسم الشابي ، وإبراهيم ناجي ، من إقحامهم بهذا السخف ، وكذلك أُجلُّ نثر المنفلوطي ، والرافعي ، والعقاد ، فشعرهم ونثرهم أجل من أن يؤتى به عند هذه النفايات ، فمن يضع زهراً عند مزبلة ، أو يوازي بين درة وبعرة ؟! ليخرسوا ويحتفظوا بسخفهم ويرددوه في مجمع النفايات ودورات المياه فهذا مكانها الملائم الذي لا أجد فرقاً بينها . جزيلُ الشكرِ ، ووافرُ الامتنانِ للمصممة المبدعة سُقْيَا . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|