#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
كيف تفهم من حولك
كيف تفهم من حولك
كثيرا ما نعاني من مشاكل في التواصل مع من حولنا ونعجز عن فهم الطريقة التي يجب علينا معاملتهم بها وما لنا وما علينا.. هذه القواعد لا غنى عنها اذا كنا نرغب في تواصل أفضل مع الآخرين وبناء علاقات سوية مع من حولنا.. 1- حب لأخيك ما تحب لنفسك أنت تحب أن يقدرك الناس وأن يحسنوا معاملتك، وأن يتسموا بالعدل في التعامل معك وألا يهضموك حقك أو يغتابوك خلف ظهرك، أو يعاملوك بطريقة سيئة عموما أيا كان نوعها. تماما مثلما أنت تحب هذه الأمور لنفسك فغيرك يحبونها لأنفسهم أيضا. لذلك أفضل طريقة لحدوث ما تحب وتجنب ما تكره هو المساهمة في بناء مجتمع يفكر منطقيا ويقوم بتطبيق القيم الأخلاقية التي تضمن حصول الجميع على المعاملة التي يستحقوها. وأول خطوات بناء هذا المجتمع هو أن تكون أنت نفسك فرد منه. بمعنى أن تبدأ أنت أولا بتطبيق الطريقة التي تحب أن يتعامل الآخرون بها معك عند معاملتك للناس. فإذا أردت ألا يُساء إليك فلا تسئ إلى الآخرين. وإذا أردت ألا تُظلَم فلا تَظلِم. وهكذا.. صحيح أن التزامك بهذه القيم الأخلاقية لا يضمن لك أن يتعامل الجميع بها. لكن على الأقل ستكون قد حققت عدة نقاط إيجابية : مثل وقوف الله بجانبك وفرض إحترامك على الآخرين بنسبة كبيرة مما يضمن لك معاملة أفضل من تلك التي يحصل عليها الأفراد العاديون في المجتمعات التي لا تتمسك بالقيم الأخلاقية لوجه الله. وأيضا ستكون قد قدمت نموذج جيد يُحتذى به ولا يترك للآخرون حجة "الجميع يفعلون ذلك". وعلى الأقل سيكون من حقك إذا ظُلمت أو نلت معاملة سيئة أن تشكو الأمر وتطالب بقوة بالحصول على حقك أو بعدم تكرار الأمر دون أن تشعر بالتناقض واللامنطقية التي قد تشعر بها إذا كنت تشكو من الظلم وأنت نفسك ظالم. 2- تقبل الاختلاف الايجابي على الرغم من أن البشر يشتركون في الكثير من الأمور التي يحبونها ويكرهونها. إلا أنك حينما تأتي إلى التفاصيل ستجد أن كل فرد لديه العديد من الاختلافات عن الأفراد الآخرين. وهو ما يميز كل فرد عن الآخر ويكسبه شخصيته المستقلة. وأحيانا يكون سبب الاختلاف أن تكون مخطئ في طريقة تفكيرك وغيرك على صواب أو العكس. لذلك عليك قبل أن تقوم بفرض ما تريده أو تتصور أنه ضروري على الآخرين .. أن تحاول أولا تفهم شخصية كل فرد وطريقة تفكيره وأهدافه في الحياة. وأيضا مراجعة طريقة تفكيرك ونظرتك للحياة. سيساعدك ذلك على عدم التفوه بكلمات غير مناسبة قد تؤذي الآخرين من حيث تظن أنها ستسعدهم. أو فرض أمور عليهم من قبيل المحبة بينما هي أمور مكروهة بالنسبة لهم. مثلا أنت كلما ترى صديقك تقول له "أمازلت نحيلا ؟ ، لماذا لا تأكل جيدا؟ ، أدعو الله أن يرزقك بالنقود لتشتري الكثير من الطعام ، أتمنى لو يزداد وزنك ولو قليلا " ربما يبدو هذا الكلام بالنسبة لك كلام ودي ولا خطأ فيه. فأنت قلق على صحته وتدعو له بصلاح الحال. لكن غالبا صديقك لن يرحب بأسلوبك أبدا وسينفر منه حتى وإن لم يخبرك بذلك. فهو إن كان نحيلا بسبب قلة الأكل فعلا سواء كان مرضا أو فقرا فلن يرحب بإلحاحك الزائد وإصرارك على حصره في هذا الأمر. وربما هو لا يعاني من النحول من الأساس لكن ما تسميه أنت نحولا يسميه هو رشاقة. وربما لا يجد نوعية الطعام التي يفضلها. وربما يضيق بالأمر لكنه يسعى لتغييره ويدرك أن هناك حكمة إلهية وراءه فيحاول ألا يشغل باله وأنت تصر على تذكيره بما يضيق به. وربما هو لا يفهمك من الأساس ولا يفهم هدفك من إصرارك على حصره في هذا الأمر. غالبا ما سيدور في ذهنه هو "ألا يفكر سوى في الطعام!". هذا المثال يتكرر بأشكال مختلفة في حياتنا. عليك إذن قبل أن تلح على الآخرين بشكل زائد أو تحاول فرض أفكارك ونظرتك المثالية للحياة عليهم.. أن تراجع مدى صحتها وأيضا أن تتفهم اختلاف طبائع الناس عن بعضها البعض. إذا لم تكن لديك الفرصة الكافية للتعرف على شخصيات الآخرين بشكل كاف.. فلا تتطوع بفرض الطريقة التي ترغب بها لحياتك عليهم. 3- إحذر التعميم إذا تعرضت للعديد من التجارب السيئة أو للخداع ممن يتظاهرون بالطيية فستميل للحكم على جميع الناس وفقا لهذه التجارب. لكن طريقة التفكير تلك غير منطقية. فليس معنى أنك تعرضت للخداع من البشر السيئين أن جميع البشر كذلك. بالتأكيد سيكون عليك الحذر من الناس في المجتمعات التي لا تحكمها القواعد الأخلاقية. لكن لا تبدأ معاملتك مع أشخاص لا تعرفهم من مبدأ أنهم لابد أن يكونوا أشخاص سيئين ويتظاهرون بالطيبة. لا تحكم على أحد سلبيا قبل معرفته جيدا وأيضا لا تمنح ثقتك لأحد إلا بعد أن تتأكد من استحقاقه لهذه الثقة. وادع الله أن يرشدك ويُنير لك بصيرتك للتمييز بين من يريد لك الخير ومن يريد لك الشر. 4- ليس الجميع "ايجابيين" ربما أنت شديد الحماس للتغيير ولإصلاح الأوضاع الخاطئة التي تراها حولك. أو على الأقل أنت ترغب في إضفاء قيمة وأخذ خطوات ايجابية توصلك للنجاح. لكن تأكد أنه ليس الجميع مثلك. فتخيل أنك تحاول إقناع "قرد" بأن يكف عن القفز من شجرة إلى أخرى والبدأ في العمل بجدية لتغيير الأوضاع السيئة ولبناء مستقبل أفضل له ولباقي القرود. فماذا تتوقع سيكون رده؟ غالبا سيكون رده عليك هو "ولماذا أسعى وأتعب بينما الموز موجود على الشجر؟" . كذلك بعض البشر الذين يتمسكون بعقلية القرود. لا يمكنك الحديث معهم في أمر ذو أهمية أبدا. تأكد أنه لا فائدة من محاولة اقناعهم بالعقل والمنطق. فغالبا إذا حاولت التحدث معهم في أي موضوع ذو أهمية فسيكون ردهم عليك من قبيل"هل أصبحت عميق؟" ، "لماذا لا نتحدث في شيئ أكثر تسلية؟" ، "هل أصبحت مصلح إجتماعي؟" وهكذا.. ليس عليك أبدا أن تشغل بالك بمحاولة إقناع هذه النوعية من البشر. فقط استمر في عرض الأمر وتذكيرهم -ولو بشكل غير مباشر- بقيم النجاح. علهم يقررون يوما التخلي عن عقلية القرود التي يتمسكون بها. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|