نقاء القلب
إن الأمور التي نكاد نفتقدها في واقعنا رغم أهميتها،
حتى صار ورود هذه الصفة من الغرائب.
فما أحوجنا في هذا الزمن الذي اتصف بكثرة الخلاف
والنزاع والفرقة، فامتلأت النفوس وأوغرت الصدور،
فلا تسمع إلا كلمات التنقص، والازدراء،
وسوء الظن والدخول في النيات والمقاصد!...
فما هي النتيجة ؟!
الاختلاف وكثرة القيل والقال
وكثرة السؤال وحب الانتقام
فالنتيجة أن أصبح الناس أحزاباً
( كُلُّ حِزْب بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ).
فالأنقياء
لا يعرفون الانتقام ولا التشفي،
ويتجاوزون عن الهفوات والأخطاء .
الأنقياء: يتثبتون ولا يتسرعون .
الأنقياء: سليمة قلوبهم نقية صدورهم.
الأنقياء: يحبون العفو والصفح
وإن كان الحق معهم.
الأنقياء: ألسنتهم نظيفة فلا يسبون
ولا يشتمون .
الأنقياء .. صفاء في السريرة
ونقاء في السيرة
دعاؤهم:
اللهم قنا شح أنفسنا، اللهم قنا شح أنفسنا
( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ )
كيف غفلت عن هذه المضغة؟؟
(إذا صلحت صلح الجسد كله،وإذا فسدت فسد الجسد كله)
كلمات لم تعد تسمع:
سلامة الصدر، طهارة القلب، صفاء النفس،
كلمات نادرة الاستعمال وعزيزة الذكر،
لا نكاد نسمعها في مجالسنا ،
وموضوعات كثيرة تلك التي نتحدث عنها
لكنها لا تخلو من غيبة ملبسة بلباس النصيحة،
أو من حديث يشفي الغليل ويرضي الخليل، أ
و من هم فيه همز ولمز وانتصار للنفس.
ألم يقل الله تعالى:
(( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ))
ال ابن القيم:
ستعلم أي سريرة تكون عليها
يوم تبلى السرائر.
فيا من في قلبك خوف من الله جل وعلا،
كلي أمل أن نعرف أنفسنا و قدرها،
فلنملأ قلوبنا بخشية الله عز وجل،
ولتمتلئ قلوبنا بذكر الله عز وجل،
فإننا نشعر بقسوة القلب، وامتلاء النفس،
وجفاف العين من الدمع..
فليكن دعاء كل واحد منا:
اللهم إني أسألك قلباً سليماً!
ولنردد كثيراً في كل لحظة
بل وفي كل ساعة
وفي كل سجدة
(وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا)
فإن سلامة الصدر ونقاء القلب من أعظم
أسباب دخول الجنة..