ليست الصدقة محصورة في تقديم المال أو إطعام الطعام
فقد تكون نوعًا آخر من البذل والعطاء يحقق السعادة في قلوب الآخرين
ويمنح صاحبه شعورًا بالراحة والرضا.
ومن هذا النوع : "صدقة المشاعر"
إنها سمة راقية لأصحاب القلوب النقية والهمم العالية
الذين تغلبوا على طبائع النفس وقهروا لذاتها.
وسعوا لنفع الناس وإدخال السرور عليهم متمثلين قول
النبي ﷺ: "أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم".
كيف يمكننا ترجمة الصدقة بالمشاعر على أرض الواقع؟
اليتيم الذي يفتقد أباه يحتاج صدقة المشاعر
وتتم ترجمتها بيد حانية تمسح رأسه وكلمة طيبة تبدد حزنه.
ومن هنا أوصى نبينا ﷺ فقال:
"إنْ أردْتَ تَلْيِينَ قلبِكَ ، فَأَطْعِمْ المِسْكِينَ ، و امْسَحْ رَأْسَ اليَتِيمِ".
ومن مزايا صدقة المشاعر أنها تعزز الشعور بالسعادة والثقة بالنفس
وتمنح صاحبها قلبًا لينًا يستشعر حاجات الآخرين
وتدفعه لمواساتهم ومشاركتهم مشاعرهم.
تتجلى - أيضًا- الصدقة بالمشاعر من خلال مساندة إنسان بائس يواجه يومًا صعبًا
وذلك بابتسامة بوجهه وكلمة تفاؤل تلقيها على سمعه.
ولتعلم أن الإيجابية ليست فقط باستشعار الإيجابية ولكنها أيضًا بمنحها لمن حولك.
فلا يكن همك نفسي... نفسي بل تمن الخير لغيرك
وامنحهم الحب والرحمة وقدم لهم يد العون والمساعدة
ولا تقتصر فائدة صدقة المشاعر على الانعكاس الداخلي الإيجابي
بل تشمل تحصيل الأجر العظيم عند الله.
وفي الحديث: " خير الناس أنفعهم للناس".
ومن أنواع الصدقة بالمشاعر المسامحة والعفو فهذا يريح القلب من ثقل الأحقاد
وينقل رسالة سلام داخلي للنفس، وهو كذلك يشعر الآخرين بالراحة
فضلًا عن تحصيل الأجور العظيمة.
ويضرب الشافعي مثلًا رائعًا في التصدق بمشاعر العفو والتسامح فيقول:
من نّال مني أو عَلِقتُ بذمته .. أبرأته لله شاكر منَّته
كي لا أعوق مؤمنًا يوم الجزاء.. أو لا أَسُوء محمدًا في أُمتِهِ.
وأنت راجع نفسك ما مقدار عطائك لإخوانك؟
وما نصيبك من صدقة المشاعر؟