الصحابة هم أفضل الأمة بعد رسول الله؛ فهم الذين جاهدوا مع رسول الله بأموالهم وأنفسهم في نشر هذا الدين والحفاظ عليه، وتحمَّلوا في سبيل ذلك أصناف الإيذاء وألوان العذاب، فنقلوه إلينا كاملاً موفورًا بلا تحريف ولا نقصان، مرفوع الراية فوق كل بقاع الأرض، فزكَّاهم الله ورسوله ورضي عنهم؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18].
عن عبدالرحمن بن عوف قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، والزبير في الجنة، وطلحة في الجنة، وابن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجرَّاح في الجنة))؛ صحيح ابن حبان، والجامع.
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: في الأنصار: ((لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله))؛ متفق عليه.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا، ما بلغ مدَّ أحمدهم ولا نصيفه))؛ البخاري.
وكما لم يسلم أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من إيذاء المنافقين، كذلك لم يسلم أصحابه رضي الله عنهم من سبهم وإيذائهم، وهذا غاية في الكفر؛ لأنهم الذين حملوا الدين إلينا، فمن قدح فيهم قدح في الدين، فلذلك شككوا في القرآن وحرَّفوا فيه، وشكَّكوا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحرَّفوا فيها.