تخيّل نفسَكَ وأنتَ تُجيب هَكذا في عِزّ حُزنِك أو ضيقِك! تخيّل أن تَذكُرَ النِّعَم وأنتَ في قَلب الابتِلاء! ستقِفُ بضعَ ثوانٍ مُتردد في قول ذَلك (زِحامٌ مِنَ النِّعَم).
لكنكَ ستُجيب هكذا بحُكمِ عادَتك في الإجابة بهذا الشَّكل، والعَجيب أنك ستُصبحُ شخصًا غير الذي كُنته منذُ ثوانٍ بعدَ الإقرارِ بهَا، ستشعُر كم أنّ ابتِلاءَك أصغر ممّا كُنتَ تعتَقِد!
نحنُ دائمًا في زِحام مِنَ النِّعَم، لن ننتَظِر أن نفقِدَ البَصَر والبَيت والصحة والأهل وحُب النّاسِ والصُحبة وَفرص التعلم وفُرص العَمَل والمَشاعِر وقُدرات التّفكِير و القُوة والوَقت...حَتّى نفهَم كَم كُنا فِي نِعمَة! لن ننتَظِر أن نُصبح على حافة القَبر حتّى نفهَم كَم كُنا غارِقين في النِّعم.
نحنُ بَشر بُسطاء نُبتَلى فنَحزَن، لكن ويلٌ لَنَا إنْ جَحَدنا إذا ما مَسنَا الحزنُ النِّعَم