#1
|
||||||||
|
||||||||
أترك مسافة
الحب هو ذكاء المسافة، ألا تقترب كثيرا فتلغي اللهفة،
ولا تبتعد طويلا فتنسى. ألا تضع حطبك دفعة واحدة في موقد من تحب، أن تبقيه مشتعلا بتحريك الحطب ليس أكثر، دون أن يلمح الآخر يدك المحركة لمشاعره ومسار قدره»، خذ مثلا الفراشة عندما تقترب من الضوء ماذا يحدث لها؟! يشبه د. خالد المنيف في أحد مقالاته الذكاء في فن المسافات، فيقول «تأمل في طبيعة عمل زووم الكاميرا؛ فالاقترابُ الشَّديد لا يُظهِر جمالَ الصُّورة، بل ربما لا يبيِّن ملامحها وفوق هذا يوضِّح نقاطَ الضَّعف ومواطنَ القُبح، كما أنَّ الابتعادَ الشَّديد أيضًا يضيِّع الملامح تمامًا، ويلغي مواطنَ الجمال فيها! دخولُكَ مع البشر دون ترْك مسافاتٍ يشتِّتك ويُربِكُ حياتَكَ ويولِّد التوترَ بينكُم! وفي المقابل، احترِمْ حدودَ الآخرينَ ومسافاتِهم؛ لا تقترِب ما لم يسمَحوا، ولا تجعل من نفسِكَ استثناءً دون غيرِك من البشر عن طريق الترجّي أو الاستعطافِ!». حتى أننا دائما نرغب في الابتعاد عن أنفسنا عبر ساعات متواصلة من النوم،فما بالك بالآخرين؟ كل من نحبه وكل ما نحبه علينا أن نضع بيننا وبينه مسافة ، من أجلنا ومن أجلهم . ف العلاقات التي تسير بسرعة جنونية والتي تتطور بسرعة تتعرض لحادثة اصطدام خطيرة وتصاب بإعاقة دائمة. فالحذر واجب! والبعد الذي نراه سلبيا هو في الحقيقة ظاهرة صحية في العلاقات الإنسانية، حتى الشجار والخصومة ليسا سلبيين دائما، هذا كله أراه استراحة محارب مهمة للعودة مرة أخرى لإعادة ترتيب الأشياء. علاقاتنا يجب أن تعيش كل الفصول لكي تدوم. يجب على العلاقة أن تسقط أوراقها القديمة وتستعد لتلبس الأوراق الجديدة، «الدنيا ربيع والجو بديع» كما غنت سعاد حسني ذات فرح! حالة مبهجة كلنا نتمناها ولكن الخريف جميل أيضا عندما تتساقط الأوراق القديمة لتنبت مكانها أوراق جديدة هي أكثر خضرة ونضارة! من الروائع التي قرأتها ..
آخر تعديل أطياف يوم
12-20-2023 في 06:56 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
والله لوْ وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ..) | قيثارة | نفحات نبوية / الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام | 23 | 04-08-2020 03:05 PM |