#1
|
||||||||
|
||||||||
شجرة ذات حُرمـة
شجرة ذات حُرمـة
بسم الله الرحمن الرحيم يُشرّف رب العزة سبحانه بعض الأماكن دون بعض . ويُفضّل بعض الأشخاص على بعض ، كما فضل بعض الأنبياء على بعض . ويُجعل لبعض المخلوقات حُرمة دون بعض وقد جعل الله لبعض الشجر حُرمة وذلك بأن حرّم قطعه أو كسر شيء من أغصانه فمنه ما حُـرّم لأجل حُرمة المكان كشجر مكة – حرسها الله – ومنه ما حُـرّم لأجل ذات الشجر ، كالسّدر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قاطع السدر يُصوّب الله رأسه في النار . رواه البيهقي في السنن الكبرى ، وصححه الألباني في صحيح الجامع . والسّدر ورد في القرآن في أكثر من موضع ، فمن ذلك : * ما جاء في قصة المعراج بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ورؤيته لجبريل على صورته التي خلقه الله عليها وله ستمائة جناح . قال سبحانه وتعالى : ( أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ). وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى ، وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها . رواه مسلم . ومِن المواضع التي ذُكر فيها السدر : * أن أصحاب اليمين من أصحاب الجنة في سدر منـزوع الشوك . قال تبارك وتعالى : ( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ * وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ * وَمَاء مَّسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ) الآيات . جاء في تفسير السدر المخضود أنه الذي نُـزِع شوكه . أو أنه الموقّر بالثمر . قال بهما ابن عباس رضي الله عنهما . قال قتادة : كنا نحدث أنه الموقر الذي لا شوك فيه . قال ابن كثير بعد أن نقل الأقوال فيه : والظاهر أن المراد هذا وهذا ، فإن سدر الدنيا كثير الشوك قليل الثمر ، وفي الآخرة على العكس من هذا لا شوك فيه وفيه الثمر الكثير الذي قد أثقل أصله . ولولا فضل السدر لما جُعل في الجنة . ومِن المواضع التي ذُكر فيها السدر : * في خبر سبأ : ( فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ) وللسدر خصائص ومزايا ، فمن ذلك : أنه يطرد الهوام ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام لمن كُنّ يُغسلن ابنته : اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك بماء وسدر ، واجعلن في الآخرة كافورا . رواه البخاري ومسلم . وقال في شأن المحرِم الذي وقصته ناقته : اغسلوه بماء وسدر . رواه البخاري ومسلم . وهو نافع – بإذن الله – للتداوي به من السّحر والعين والرّبط ولذا ينصح العلماء به ، فيُوصون بأخذ سبع ورقات سدر برّي ثم يُقرأ فيها وتُطحن ثم توضع في ماء ويُغتسل ويُشرب منه . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
حُرمـة, شجرة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شجرة الإيمان .. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها | الغالي | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 9 | 04-20-2017 02:59 PM |