كلمة الإدارة |
الإهداءات | |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-02-2017, 10:28 AM | #321 |
عمدة الحاره
|
تابع سورة الذاريات
فضل السورة عَن عَلّي بن أبي طَالب أَنه قال عَلَى الْمِنْبَر سلوني قبل أَلا تَسْأَلُونِي وَلنْ تسألوا بعدِي مثلي فَقَامَ ابْن الْكواء فَقال مَا {الذاريات} قال الرِّيَاح قال: {فَالْحَامِلَات وقرا} قال السَّحَاب قال: {فَالْجَارِيَات يسرا} قال الْفلك قال: {فَالْمُقَسِّمَات أمرا} قال الْمَلَائِكَة. وَكَذَا عَن ابْن عَبَّاس. قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حديث أبي الطُّفَيْل قال رَأَيْت أَمِير الْمُؤمنِينَ عَلّي بن أبي طَالب قَامَ عَلَى الْمِنْبَر فَقال سلوني قبل أَلا تَسْأَلُونِي وَلنْ تسألوا بعدِي مثلي إِلَى آخِره سَوَاء وَزَاد قال فَمن {الَّذين بدلُوا نعْمَة الله كفرا وَأَحلُّوا قَومهمْ دَار الْبَوَار} قال مُنَافِقُو قُرَيْش. انْتَهَى قال حديث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انتهى. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَعبد الرَّزَّاق فِي تفسريهما. وَرَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده نَحوه مَرْفُوعا فَقال حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن هَانِئ ثَنَا سعيد بن سَلام الْعَطَّار ثَنَا أَبُو بكر بن أبي سُبْرَة عَن يَحْيَى بن سعيد عَن سعيد ابْن الْمسيب قال جَاءَ صبيغ بن عَسَلِي التَّمِيمِي إِلَى عمر بن الْخطاب فَقال يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَخْبرنِي عَن {الذاريات ذَروا} قال هِيَ الرِّيَاح وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقوله مَا قلته قال فَأَخْبرنِي عَن {الْحَامِلَات وقرا} قال هِيَ السَّحَاب وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقوله مَا قلته قال فَأَخْبرنِي عَن {الْجَارِيَات يسرا} قال هِيَ السفن وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقوله مَا قلته قال ثمَّ أَمر بِهِ عمر فَضرب مائَة وَجعله فِي بَيت فَلَمَّا برأَ دَعَا بِهِ فَضَربهُ مائَة أُخْرَى وَحمله عَلَى قتب وَكتب إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن امْنَعْ النَّاس عَن مُجَالَسَته فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى أَتَى صبيغ أَبَا مُوسَى فَحلف لَهُ بِالْإِيمَان الْمُغَلَّظَة أَنه مَا يجد فِي نَفسه مِمَّا كَانَ يجد شَيْئا فَكتب فِي ذَلِك إِلَى عمر فَكتب عمر مَا إخَاله إِلَّا قد صدق فَخَل بَينه وَبَين النَّاس انْتَهَى. ثمَّ قال هَذَا حديث لَا نعلمهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَإِنَّمَا ذكرته لأبين علته فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَتَى من جِهَة أبن أبي سُبْرَة فِيمَا أَحسب وَابْن أبي سبره لين الحديث وَسَعِيد بن سَلام لم يكن من أَصْحَاب الحديث انتهى. وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حديث عبد الله بن مُوسَى عَن ابْن أبي سُبْرَة بِهِ سندا ومتنا. وَأما حديث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ ثني مُحَمَّد بن سعد ثني أبي ثني عمي ثني أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس فِي قوله تعالى: {والذاريات} قال هِيَ الرِّيَاح {فَالْحَامِلَات وقرا} قال السَّحَاب {فَالْجَارِيَات} قال هِيَ السفن فَالْمُقَسِّمَات أمرا قال هِيَ الْمَلَائِكَة انتهى. الحديث الأول: عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال «لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي ترده الْأكلَة وَالْأكْلَتَان وَالتَّمْرَة وَالتَّمْرَتَانِ» قالوا فَمَا هُوَ قال «الَّذِي لَا يجد وَلَا يتَصَدَّق عَلَيْهِ». قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الزَّكَاة من حديث الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قال قال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم «لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي يطوف عَلَى النَّاس فَتَردهُ اللُّقْمَة وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَة وَالتَّمْرَتَانِ» قالوا فَمَا الْمِسْكِين يَا رَسُول الله قال «الَّذِي لَا يجد غنى يُغْنِيه وَلَا يفْطن لَهُ فَيتَصَدَّق عَلَيْهِ» انتهى. الحديث الثاني: عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال «من قرأ سُورَة الذاريات أعطَاهُ الله عشر حَسَنَات بِعَدَد كل ريح هبت وَجَرت فِي الدُّنْيَا». قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حديث نوح بن أبي مَرْيَم عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم «من قرأ سُورَة الذاريات» إِلَى آخِره. وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمَذْكُورين فِي آل عمرَان. وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم قي يُونُس. ( يتبع – سورة الطور ) |
|
07-02-2017, 10:28 AM | #322 |
عمدة الحاره
|
سورة الطور
التعريف بالسورة سورة مكية . من المفصل . آياتها 49 . . ترتيبها الثانية والخمسون . نزلت بعد السجدة . بدأت السورة باسلوب قسم والطور الطور هو الجبل الذي كلم الله سيدنا موسى عليه . سبب التسمية سُميت سورة الطور لأن الله ـ تعالى ـ بدأ السورة الكريمة بالقسم بجبل الطور الذي كلم الله ـ تعالى ـ عليه موسى ـ عليه السلام ـ ونال ذلك الجبل من الأنوار والتجليات والفيوضات الإلهية ما جعله مكانا وبقعة مشرفة على سائر الجبال في بقاع الأرض . محور مواضيع السورة سورة الطور من السورة المكية التي تعالج موضوع العقيدة الإسلامية وتبحث في أصول العقيدة وهي " الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء " . سورة الطور مقصودها تحقيق وقوع العذاب الذي هو مضمون الوعيد المقسم على وقوعه في الذاريات الذي هو مضمون الإنذار المدلول على صدقه في ق، فإن وقوعه أثبت وأمكن من الجبال التي أخبر الصادق بسيرها، وجعل دك بعضها آية يمكن عامره وغيره إخرابه، والسقف الذي يمكن رافعه وضعه، والبحر الذي يمكن من سجره أن يرسله، وقد بان أن اسمها أدل ما يكون على ذلك بملاحظة القسم وجوابه حتى بمفردات الألفاظ في خطابه. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:28 AM | #323 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الطور
مقاصد السورة مقصد السورة في جملة : إثبات الوحي وتحقيق وقوع العذاب للمكذبين بالوحي وبما يخبر به وبمن أنزل عليه الوحي . مقصد السورة باختصار : الوحي وما يتعلق به من إثبات وتهديد لمكذبه وتبشير لمصدقه فالسورة تركز على الوحي وإثبات الوحي وتتحداهم أن يأتوا بمثله وذكر أدلة الوحي وما يخبر به من التوحيد و غيره ودفع شبهات المكذبين بالوحي وبما جاء به ومن أنزل عليه وتهديد المكذبين به بالعذاب الدنيوي والأخروي المحقق الوقوع وتبشير المؤمنين بالوحي وما يخبر به المشفقين من العذاب والتصبير للنبي صاحب الوحي وناقله بأنه بأعيننا وماذا عليه أن يفعل في مقابل تكذيبهم من التسبيح والذكر والصلاة ه ولذلك بدئت بالطور الذي أوحي لسيدنا موسى عنده وكان جواب القسم تحقيق العذاب إن عذاب ربك لواقع وختمت بالتبشير بعذاب أعدائه وحثه على ما يصبره ويثبته . التفصيل لمقصد السورة : • فكأن السورة تقول الوحي صادق وليس ببدع فهذه رسالة موسى ،فالذين يقولون كاهن ومجنون وساحر ويكذبون بالتوحيد ويشركون ونحو ذلك كاذبون معذبون دنيا وأخرى بعذاب واقع لا محالة فالبعث والجزاء الدنيوي والأخروي حق وعذابه شديد دنيا وأخرى ، فإياكم من إنكار الوحي والتوحيد والبعث و العذاب لظنكم العجز له سبحانه فدلائل قدرته عظمية مبثوثة ودلائل قدرته موجودة في الآفاق كالسماء والبحر المسجور. • والله سبحانه عظيم خالق مدبر يخضع له كل شيء ، ومنهم الملائكة العظام ، وحق له ذلك فعظمته وخلقه للعالم لا سيما السقف المرفوع والبحر المسجور وغيرها • فآمنوا برسالة رسوله ووحده واعبدوه وسبحوه وصلوا له في كل الأوقات لا سيما في الليل وأشفقوا في أهلكم وادعوه لتنالوا النعيم الدائم • وتسميتها الطور أنسب اسم وأدله على مقصودها وهو الوحي وإثبات الوحي وما يتبعه قال المهايميّ : سميت به لأنه لما تضمن تعظيم مهبط الوحي ، فالوحي أولى بالتعظيم ، فيعظم الاهتمام بالعمل ـ ـ وهذا من أعظم مقاصد القرآن . • وهذا أدق مما ذكر جماعة من المفسرين كالبقاعي والميزان وغيرهما : ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:28 AM | #324 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الطور
مقاصد السورة قال البقاعي :مقصودها تحقيق وقوع العذاب الذي هو مضمون الوعيد المقسم على وقوعه في الذاريات الذي هو مضمون الإنذار المدلول على صدقه في ق ، فإن وقوعه أثبت وأمكن من الجبال التي أخبر الصادق بسيرها ــ ـ وقد بان أن اسمها أدل ما يكون على ذلك بملاحظة القسم وجوابه حتى بمفردات الألفاظ • قال الطباطبائي :غرض السورة إنذار أهل التكذيب والعناد من الكفار بالعذاب الذي أعد لهم يوم القيامة فتبدأ بالإنباء عن وقوع العذاب الذي أنذروا به وتحققه يوم القيامة بأقسام مؤكدة وأيمان مغلظة ، وأنه غير تاركهم يومئذ حتى يقع بهم ولا مناص ثم تذكر نبذة من صفة هذا العذاب والويل الذي يعمهم ولا يفارقهم ثم تقابل ذلك بشمة من نعيم أهل النعيم يومئذ وهم المتقون الذين كانوا في الدنيا مشفقين في أهلهم يدعون الله مؤمنين به موحدين له . ثم تأخذ في توبيخ المكذبين على ما كانوا يرمون النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما أنزل عليه من القرآن وما أتى به من الدين الحق . و تختم الكلام بتكرار التهديد والوعيد وأمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بتسبيح ربه . والسورة مكية كما يشهد بذلك سياق آياتها " القَسَم بعذاب الكفَّار، والإِخبار عن ذلَّهم في العقوبة، ومنازلهم من النار، وطرب أَهل الجنة بثواب الله الكريم الغفَّار، وإِلزام الحجّة على الكفرة الفجّار، وبِشارتهم قبل عقوبة العُقْبَى بعذابهم في هذه الدّار، ووصيّة سيّد رُسُل الأَبرار بالعبادة والاصطبار، في قوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإدْبَارَ النُّجُوْمِ}. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:28 AM | #325 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الطور
مقاصد السورة أول أغراض هذه السورة التهديد بوقوع العذاب يوم القيامة للمشركين المكذبين بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من إثبات البعث وبالقرآن المتضمن ذلك فقالوا: هو سحر. ومقابلة وعيدهم بوعد المتقين المؤمنين وصفة نعيمهم ووصف تذكرهم خشية، وثنائهم على الله بما من عليهم فانتقل إلى تسلية النبي صلى الله عليه وسلم وإبطال أقوالهم فيه وانتظارهم موته. وتحديهم بأنهم عجزوا عن الإتيان بمثل القرآن. وإبطال خليط من تكاذيبهم بإعادة الخلق وببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس من كبرائهم وبكون الملائكة بنات الله وإبطال تعدد الآلهة وذكر استهزائهم بالوعيد. وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتركهم وأن لا يحزن لذلك، فإن الوعيد حال بهم في الدنيا ثم في الآخرة وأمره بالصبر، ووعده بالتأييد، وأمر بشكر ربه في جميع الأوقات. و هذه السورة تمثل حملة عميقة التأثير في القلب البشري. ومطاردة عنيفة للهواجس والشكوك والشبهات والأباطيل التي تساوره وتتدسس إليه وتختبئ هنا وهناك في حناياه. ودحض لكل حجة وكل عذر قد يتخذه للحيدة عن الحق والزيغ عن الإيمان.. حملة لا يصمد لها قلب يتلقاها، وهي تلاحقه حتى تلجئه إلى الإذعان والاستسلام! وهي حملة يشترك فيها اللفظ والعبارة، والمعنى والمدلول، والصور والظلال، والإيقاعات الموسيقية لمقاطع السورة وفواصلها على السواء. ومن بدء السورة إلى ختامها تتوالى آياتها كما لو كانت قذائف، وإيقاعاتها كما لو كانت صواعق، وصورها وظلالها كما لو كانت سياطا لاذعة للحس لا تمهله لحظة واحدة من البدء إلى الختام! وتبدأ السورة بقسم من الله سبحانه بمقدسات في الأرض والسماء. بعضها مكشوف معلوم! وبعضها مغيب مجهول: {والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع}. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:29 AM | #326 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الطور
مقاصد السورة إن القسم على أمر عظيم رهيب، يرج القلب رجا، ويرعب الحس رعبا. في تعبير يناسب لفظه مدلوله الرهيب؛ وفي مشهد كذلك ترجف له القلوب: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا}.. وفي وسط المشهد المفزع نرى ونسمع ما يزلزل ويرعب، من ويل وهول، وتقريع وتفزيع: {فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون يوم يدعون إلى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون}.. هذا شوط من حملة المطاردة. يليه شوط آخر من لون آخر. شوط في إطماع القلوب التي رأت ذلك الهول المرعب- إطماعها في الأمن والنعيم. بعرض صورة المتقين وما أعد لهم من تكريم. وما هيئ لهم من نعيم رخي رغيد، يطول عرضه، وتكثر تفصيلاته، وتتعدد ألوانه. مما يستجيش الحس إلى روح النعيم وبرده؛ بعد كرب العذاب وهوله: {إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم}.. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:29 AM | #327 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الطور
مقاصد السورة والآن وقد أحس القلب البشري سياط العذاب في الشوط الأول؛ وتذوق حلاوة النعيم في الشوط الثاني.. الآن يجيء الشوط الثالث يطارد الهواجس والوساوس؛ ويلاحق الشبهات والأضاليل؛ ويدحض الحجج والمعاذير. ويعرض الحقيقة بارزة واضحة بسيطة عنيفة. تتحدث بمنطق نافذ لا يحتمل التأويل، مستقيم لا يحتمل اللف والدوران. يلوي الأعناق ليا ويلجئها إلى الإذعان والتسليم.. ويبدأ هذا الشوط بتوجيه الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليمضي في تذكيره لهم، على الرغم من سوء أدبهم معه؛ وليقرعهم بهذا المنطق النافذ القوي المستقيم: {فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين أم له البنات ولكم البنون أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون}.. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:29 AM | #328 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الطور
مقاصد السورة عقب هذه الأسئلة المتلاحقة. بل هذه القذائف الصاعقة. التي تنسف الباطل نسفا، وتحرج المكابر والمعاند، وتخرس كل لسان يزيغ عن الحق أو يجادل فيه.. عقب هذا يصور تعنتهم وعنادهم في صورة الذي يكابر في المحسوس: {وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم}. والفرق بين قطعة السماء تسقط وبين السحاب واضح، ولكنهم هم يتلمسون كل شبهة ليعدلوا عن الحق الواضح. هنا يلقي عليهم بالقذيفة الأخيرة. قذيفة التهديد الرعيب، بملاقاة ذلك المشهد المرهوب، الذي عرض عليهم في مطلع السورة: {فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون}.. كما يهددهم بعذاب أقرب من ذلك العذاب: {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}.. ثم تختم السورة بإيقاع رضي رخي.. إنه موجه إلى الرسول الكريم الذي يقولون عنه: {شاعر نتربص به ريب المنون}.. ويقولون: كاهن أو مجنون. موجه إليه من ربه يسليه ويعزيه في إعزاز وتكريم. في تعبير لا نظير له في القرآن كله؛ ولم يوجه من قبل إلى نبي أو رسول: {واصبر لحكم ربك فإنك بأعينناوسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم}.. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:30 AM | #329 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الطور
مقاصد السورة إنه الإيقاع الذي يمسح على العنت والمشقة اللذين يلقاهما الرسول الكريم، من أولئك المتعنتين المعاندين، الذين اقتضت مواجهتهم تلك الحملة العنيفة من المطاردة والهجوم. ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن أهوال الآخرة وشدائدها، وعما يلقاه الكافرون في ذلك الموقف الرهيب موقف الحساب وأقسمت على أن العذاب نازل بالكفار لا محالة، لا يمنعه مانع، ولا يدفعه د افع، وكان القسم بأمور خمسة تنبيها على أهمية الموضوع {والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} الآيات. ثم تناولت الحديث عن المتقين وهم في جنات النعيم، على سرر متقابلين، وقد جمع الله لهم أنواع السعادة الحور العين، واجتماع الشمل بالذرية والبنين، والتنعم والتلذذ بأنواع المآكل والمشارب، من فواكه وثمار، ولحوم متنوعة مما يشتهى ويستطاب، إلى غير ما هنالك من أنواع النعيم، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر {إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم} الآيات. ثم تحدثت عن رسالة محمد بن عبد الله صلوات الله عليه، وأمرته بالاستمرار بالدعوة، والتذكير والإنذار للكفرة الفجار، غير عابئ بما يقوله المشركون، وما يفتريه المفترون، حول الرسالة والرسول، فليس محمد صلى الله عليه وسلم بإنعام الله عليه بالنبوة وإكرامه بالرسالة بكاهن ولا مجنون كما زعم المجرمون {فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون} الآيات. ثم أنكرت السورة على المشركين مزاعمهم الباطلة في شأن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وردت عليهم بالحجج الدامغة والبراهين القاطعة التي تقصم ظهر الباطل، وأقامت الدلائل على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم {أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين صادقين} الآيات. وختمت السورة الكريمة بالتهكم بالكافرين وأوثانهم بطريق التوبيخ والتقريع، وبينت شدة عنادهم، وفرط طغيانهم، وأمرت الرسول صلى الله عليه وسلم، بالصبر على تحمل الأذى في سبيل الله، حتى يأتي نصر الله {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم}. ( يتبع ) |
|
07-02-2017, 10:31 AM | #330 |
عمدة الحاره
|
تابع - سورة الطور
فضل السورة 1) عن جبير بن مطعم قال : سمعت النبي يقرأ في المغرب بالطور (رواه البخاري ) وغيره . 2) عن أم سلمة قالت : شكوت إلى رسول الله إني اشتكى فقال : طوفي من وراء الناس وأنت راكبة . فطفت ورسول الله يصلي إلى جنب البيت يقرأ ( وَالطُّور وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ) و من الضَّعيف حديث أُبي: «مَن قرأ {والطُّور} كان حَقًّا على الله عزَّ وجلَّ أَن يُؤمنه من عذابه، وأَن ينعّمه في جنَّته». وحديث علي: «يا علي مَن قرأها كتب الله له ما دام حيًّا كلّ يوم اثني عشر أَلف حسنة، ورفع له بكلّ آية قرأها اثني عشر أَلف درجة». الأحاديث الواردة فيها : . وأخرج البخاري وغيره عن أم سلمة قالت : ( شكوت إلى رسول الله إني أشتكي[1] ! فقال : طوفي من وراء الناس وأنت راكبة ، فطفت ورسول الله يصلي إلى جنب البيت ، يقرأ بالطور وكتاب مسطور ) وقال مالك ، عن الزهري ، عن محمد بن جُبَير بن مطعم ، عن أبيه : سمعت النبي يقرأ في المغرب بالطور ، فما سمعت أحدا أحسن صوتا - أو قراءة - منه . أخرجاه من طريق مالك وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن جبير بن مطعم قال : «سمعت رسول الله يقرأ في المغرب بالطور » ( يتبع – سورة النجم ) |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التعريف, الصور, النزول, القرآن, الكريم, بسور, ومحاور, وأسباب, ومقاصد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 0 والزوار 27) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
«الدوخة».. عارض مزعج وأسباب مجهولة | رويم | زادك و صحتك | 5 | 02-20-2020 03:55 PM |
عملية حسابية لمعرفة رقم الصفحة في القرآن الكريم | إعجـــاز | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 6 | 01-02-2020 03:39 AM |
سجل حضورك بسوره من سور القرآن الكريم | فرح | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 54 | 01-01-2020 04:28 AM |
نساء لم يذكر القرآن الكريم أسمائهن | أميرة الاحساس | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 13 | 01-01-2020 02:21 AM |
الارهاب فى القرآن الكريم .. بقلمى | حسن سعد | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 9 | 04-12-2018 01:56 PM |