#1
|
|||||||
|
|||||||
ضاع من ذاكرتي ..............
هذه امرأة قرب يدي ....امرأة من عصور بعيدة لاتشبه النساء ... قطعت نصف عمري أبحث عنها بلا أحد ينقذني من همومي ولا رفيق يساعدني.. يوم رأيتها كنت أفكر في أطلال هذا الرجل المزحوم بالحنين الذي تلبس في جسدي وصار يمشي تحت أسمي ... وأنحدرت في عمق روحي أمطار الربيع وزوابع الشتاء على صحرائي ... وتشابكت أغصان الحرمان بأغصان الماضي وهذا العمر المصبوغ بالخراب اللذيذ ..والذي جرني الى بكاء على سنواته الغابرة دون مطر وبلا سيدة الروح ..... تللك التي علمتني أن أغرق في أمطاري وأنا أشم عطرها يفوح من شعرها الأطول من ليل شتائي بارد ....ملامح طفلة وجسد امرأة ...رائحة الغابات والنعناع تأتي فوق ضباب خفيف ...ترميني الى وجه الشمس...تحرقني في ثلج الشتاء ..هل رأيتم الشمس في منتصف الليل ؟؟ غريب فعلا" أني أسأل روحي وأدخل الى أيام صباي وطفولتي ..من أنا ؟؟...ميت بثياب أنسان حي ؟ الرحمة الوحيدة التي وهبتها السماء لي صار أسمها صفاء ...هذه النسمة التي مرت فوق جبيني في أحلك ساعات العمر ..... لم يبق لي شيء نظيف سواها ...عسى أن تخلصني من سوادي وعتمة روحي ... سنين تلملمني كما تلملم القش في مهب الريح .... هي سيدة ليست من لحم ودم..ليست من شهيق وزفير ...هي امرأة من مطر ... كيف تراني عشقت كل هذا النقاء وأنا مثل بقية البشر ؟؟؟ كيف أمضي باقي العمر في هذا البركان المائي ؟؟ هذا المطر الغادر الذي لايعرف السكون يختلط بدموع الحنين ويشاركني حب هذه المرأة ...يغسل احزاني وهو يكسر صفحة النهر ...يمتزج بالظلام والبرق ويصير كالشموع تنبع من وجه الماء ... طوال الليل ...وأنا أنظر الى النهر ...كم سنة مرت وهو يمشي من الشمال الى الجنوب ؟؟؟ يشبه سنين العمر وهي تتفلت من يدي وتجري مسرعة صوب النهاية الأبدية .... كثيرة هي أحلامي ...والاكثر منها كوابيس النهار ..أنا من يخسر الماضي ولم أفكر بالحاضر ولا المستقبل ابدا" ... لأني خسرت السحابة والرعد والمطر ... كما خسرت أيام العمر وهي ترحل مسرعة كالسحاب في يوم شتائي بارد ..... ماذا تراني ربحت على طول ايامي ....لاشيء ...سوى هذا الوهم الذي أستوطن دمي واغواني أنني على موعد مع تللك السيدة التي تسكن القلب من الطفولة وحتى أخر حرف كتبته الأن .... كيف يمكن لها أن تسحبني الى النار ؟؟ وارى جسدي مثل رماد يتناثر على طول الطريق الطويل المبلل بالحنين والدموع وحرارة صيف بغداد .... كل الهواجس التي كبرت وصارت تطاردني ...وكل الهموم التي طارت فوق رأسي تهزاء مني ..... ...لقد هشمت نفسي قبل أن أهشم هذا الحلم الساكن بين الجفون ...ماذا دهاني وأي قدر أردت صنعه ومشيت في دروبه الضيقة المهجورة .... حين جاءت صفاء أشعلتني مرة واحدة ...كأني لم أعرف امرأة قبلها ... ورغم هذا الحب لم تلتفت الى أحزاني وعذاب السنين أنتظارا" ...ولا أدري ماذا أفعل حتى تكون لي ذهبت الى قراء الكف والى السحرة...سلبوني الالاف الدنانير ولم ينفع معها أي سحر ولا حجاب ... نذرت الشموع وصليت لله أن تكون حبيبتي الابديه .... صعدت بي هذه المرأة الغارقة بالاحلام الى غروب الشمس... الى النخيل الممتد شرقا" ودارت حول عمود الشمس الشاهق...وسقطت أنا غارقا" في بحر الحرمان وصار الليل صديقا" وحارسا"...يترقب هذا الجنون الذي يخرج مع كل شهيق وشهيق ...ويضحك مني ومن هذا القلب المحروق فوق ليل لايعرف الصباح.... أين الشموع التي أحترقت وأين صلاتك من أجل أن يستمر زمان حبي ؟؟ أين الورد الذي تناثر فوق ارصفة الحنين والفراق ؟؟ كيف تناثرت أشلاء هذا الرجل المأخوذ بالماضي ؟؟؟ كنت أريد السماء الرماديه والمطر الذي يشعل غيرتي وجنوني عليك والرعد والنيازك حتى أصدق أني عشت في بحرك الذي بلا حدود وبلا قاع وبلا جواب ... ومددت أصابعي نحو فراغ لا اعرف أين سينتهي ...وكسرت المرآة النقية التي أرى نفسي بها ....وبات هذا الشرخ العميق في مرآتي يصرخ بي ....خائنة_ كل الكلمات ...لكني سأكتبها واحرق حروفها حتى يصلك ولو القليل منها مختوما" بجراحي وناطقا" بأوجاعي ...وها أنا أكتب أليك كل تلك الكلمات وأغرق فيها واحاول أن أكسر الحروف الى شظايا عساها تصيب شغاف قلبي لأفهم كيف كتبتها ومن أجل من ؟؟ ثم ضاع من ذاكرتي ...فكرت كثيرا" ...الا انني لم أعثر على أي جزء (مني) بقلم رعد الحلمي |
11-16-2017, 07:07 PM | #2 |
|
جميل. هذا السرد أيها القدير. اجمل. مايكون. المعنى والقصة
تعايشنا بها. وكاننا نواسيك. بهذا السرد. الوفي كيف نرفع عاليًا غاياتنا أيضاً لا يهم، مايهُم.. كم تبقى من سقوطنا؟ من كرامتنا، مِن عزيمتنا هل تعلمنا؟ والحقيقة أن "لا" باقيةً سيدةً صادقةً لا، يعني نفينا حتى الفنا لا، أكثر ماقيل إنها مُستأة من حظها المفروض والمرفوض ربما تقبى عصيبة. او غير متيقنة لشعور ما وانت. تكتب بذاكرة رسمت وتعثرت. وتلاشت كل التقدير لقلمك وبوح حرفك. |
|
11-18-2017, 02:54 AM | #6 |
|
نحِنُ لِا نخِتار قدَر قُلِوبنا ، ولِا نخَتار أقِدارنا حِتى !
نحلم وَ نُدرك في النهاية أنِ قُصصُنا لِا تكتَمِل ،.. غريب فعلا" أني أسأل روحي وأدخل الى أيام صباي وطفولتي ..من أنا ؟؟...ميت بثياب أنسان حي ؟ الرحمة الوحيدة التي وهبتها السماء لي صار أسمها صفاء ...هذه النسمة التي مرت فوق جبيني في أحلك ساعات العمر ..... لم يبق لي شيء نظيف سواها ...عسى أن تخلصني من سوادي وعتمة روحي ... سنين تلملمني كما تلملم القش في مهب الريح .... هي سيدة ليست من لحم ودم..ليست من شهيق وزفير ...هي امرأة من مطر ... كيف تراني عشقت كل هذا النقاء وأنا مثل بقية البشر ؟؟؟ كيف أمضي باقي العمر في هذا البركان المائي ؟؟ هذا المطر الغادر الذي لايعرف السكون يختلط بدموع الحنين ويشاركني حب هذه المرأة ...يغسل احزاني وهو يكسر صفحة النهر ...يمتزج بالظلام والبرق ويصير كالشموع تنبع من وجه الماء ... طوال الليل ...وأنا أنظر الى النهر ...كم سنة مرت وهو يمشي من الشمال الى الجنوب ؟؟؟ كيف لي ان اكتب حرف بعد حرفك أبجديه تعج بكل معاني الأحساس والوفاء حقا أغبطها ...... هكذا يكون الحب وألا فلا !! |
[IMG]<a href="http://a-3amry.com/up/" target="_blank" title="http://a-3amry.com/up/"><img src="http://a-3amry.com/up/uploads/153540002153931.gif" border="0" alt="http://a-3amry.com/up/uploads/153540002153931.gif" /></a>[/IMG]
الأحساس الصادق ما مثل مثيل .... تشوف عيوب البشر بدون مجهر تكبير |
11-18-2017, 10:51 AM | #7 |
|
الماضي حين يجمعنا في تفاصيل نحاول نسيانها
تكون في ذاكرتنا دقيقة جداً، الملامح الحال الوجع الفرح الحياة بجميع تكوينها صورت فأبدعت رثاءً واشتياق .. |
|
11-18-2017, 04:54 PM | #8 |
|
.
. جميل جدا تكتب بدقة عالية جدا الكلمات هنا ذو دلالية الأكثر من رائعة ننتظر المزيد من تلك الإبداعات الجميلة التي لا تمل منها الأعين هي كغذاء العقل و الروح دمت سالما |
. . سأظل أحمل في مستطيل حديثي شيء من النور البسيط قد يكون للبعض ما بين مُر و عذب ولكن يبقى "قانوني مبدأ" علاقتي بهم مابين تخطي و مسح ..’ |
11-23-2017, 06:34 PM | #9 |
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النقاء جميل. هذا السرد أيها القدير. اجمل. مايكون. المعنى والقصة تعايشنا بها. وكاننا نواسيك. بهذا السرد. الوفي كيف نرفع عاليًا غاياتنا أيضاً لا يهم، مايهُم.. كم تبقى من سقوطنا؟ من كرامتنا، مِن عزيمتنا هل تعلمنا؟ والحقيقة أن "لا" باقيةً سيدةً صادقةً لا، يعني نفينا حتى الفنا لا، أكثر ماقيل إنها مُستأة من حظها المفروض والمرفوض ربما تقبى عصيبة. او غير متيقنة لشعور ما وانت. تكتب بذاكرة رسمت وتعثرت. وتلاشت كل التقدير لقلمك وبوح حرفك. كم من دمي أحمر يكفي ليلون عذاباتي كم يلزمني من أحلام لأراك قادما" تحمل مواسم الفرح غرستني شمعة في ظلمة روحك فكافأني أحتراقا" جميلة الاحساس سيدتي النقاء شكرا" لك أيتها العطر وأنت تواسين الجرح بكلماتك العذبة وتنثرين النرجس فوق حروفي شكرا" لك وردا" وزهرا |
|
11-23-2017, 06:40 PM | #10 |
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *قلادة طهر..! سرد باذخ وتسلسل جميل ومضمون رائع يسعدك ربي..! سيدتي قلادة طهر اطلالة بهية زينت سطوري كل الشكر وباقة جوري لحضورك العذب |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
.............., ذاكرتي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ضاع من ذاكرتي ....... | رعد الحلمي | صدى الحرف و صخب الأعماق | 23 | 03-20-2018 04:55 PM |