#1
|
||||||||
|
||||||||
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} ��[الذاريات : 50] حين تخشى شيئا في الدنيا تَفِّر منه، لكن الله حين تخشاه تَفِّر إليه؛ لأنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، ومَالَك سواه. ربك يوصيك أن تكون حركتك إليه فرارا؛ لأنه (لا أمان إلا مع الرحمن). الآية تبين نوعية الحركة إلى الله وطبيعة السير في طريقه، ينبغي أن تتوافر فيه صفات الفرار من السرعة والتركيز وجمع الهم والاستغاثة والرهبة مما وراءك والشوق لما أمامك. وكأن الشهوات والشبهات وحوش ضارية تريد افتراس إيمانك؛ فيوصيك ربك أن تفر إليه وهو كفيل بحمايتك منها. ولعل الآية تشير بأنك إن لم تفر إلى ربك، تمكن منك عدوك ووقعت أسيرا له. وقوله تعالى {إلى الله} يؤكد لك أن اتجاه الفرار ينبغي أن يكون له وحده سبحانه، فلابد في الفرار من توحيد المقصود. كما يؤكد لك أن الفرار ليس لمجرد الفرار والفزع، وإنما هو فرارٌ لتحقيق أكمل صور العبودية لله إخلاصا له واتباعا لرسوله صلى الله عليه وسلم. وإذا نظرتَ للفرار من زاوية أخرى ينبغي أن تدرك أن الله سبحانه يستحق أن تسابق غيرك في الظفر بمرضاته، فينبغي أن تكون حركتك إليه حركة المتسابق الذي يحرص على أن يكون الأحسن دوما. يا صاحبي! متى تعي أن الشهوات والشبهات والدنيا وحوش كاسرة ينبغي أن تفر منها، وأن العبادات جنان وارفة الظلال ينبغي أن تفر إليها؟! أما آن الأوان لأن تشرع في فرارك (الذي ينبغي) لمولاك سبحانه؟! آمل أن يكون قريبا جَدِّد العهد بمعاني الفرار تلك، وأنت تردد في أذكار النوم "لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك"، وكذلك وأنتَ تردد في قنوت الوتر "لا منجى منك إلا إليك" اللهم أعنا على الفرار إليك |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
و أَصبُوا إِلَى ظِلٍّ جَلِيّ ..! | نَيْرُوز | مدونات ( يسمح لك بالرد ) | 12 | 09-10-2018 04:42 AM |