#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
الجمال دليل وجود الله عز وجل
تمهيد:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد: فالجمال ثالث ثلاثة من القيم التي شغلت الفكر البشري منذ بدأت المسيرة الإنسانية على ظهر الأرض لتحقق الرسالة التي من أجلها خلق الله الإنسان، وهي العبودية الخالصة لله وحده، هذه القيم الثلاثة هي: الحق والخير والجمال وهذه القيم هي التي طالما سعى لها الإنسان، حينما تصفو إنسانيته وتبرز فيه الفطرة بعيدًا عن الغبش الذي قد يحجبها حجبًا كاملًا أحيانًا، وجزئيًّا أحيانًا آخر، فقد قال تعالى: ﴿ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ [طه: 50]؛ أي: أعطى كل شيء صورته، وسوى خلق كل دابة، فالخلق متكامل والجمال متناسق، وقد ضمِن لنا الله تعالى الوصول للجمال بأن كشف للبشرية عن مصدرين عظيمين للجمال: أولهما القرآن الكريم، وثانيهما هذا الكون، وما هذا كله إلا ليعيش الإنسان تجربته الجمالية على مستوى الوِجدان، وينتقل الجمال من الوجدان الداخلي إلى الجارح الخارجي، فيتحول هذا الجمال إلى عادة وعبادة، وفي هذا المقال سنحاول تسليط الضوء على قيمة الجمال، وكيف تكون دليلًا على وجود الله سبحانه وتعالى. مظاهر الجمال في الأنفس والآفاق: خلق الله سبحانه وتعالى الكون وما فيه بنظام محكم دقيق، وأضفى عليه مسحات جمالية رائعة تظهر في كل مكونات هذا الكون وعناصره، ولا تقتصر على عنصر دون آخر؛ قال ابن القيم رحمه الله: (أما الجمال الظاهر، فزينة خصَّ الله بها بعض الصور عن بعض، وهي من زيادة الخلق في قوله تعالى: ﴿ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ﴾ [فاطر: 1]). ويقول تشارلز سيرجيون وهو واعظ شهير: (خلق الله الطبيعة ليس فقط لحاجياتنا الأساسية، وإنما أيضًا لاستمتاعنا بها، إنه لم يكتف بخلق حقول الذرة، وإنما خلق البنفسج وزهر الربيع العطري). وهذه المسحة الجمالية تعبر دائمًا وأبدًا عن عظمة الله الخالق المبدع، ولنتأمل قوله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾ [الملك: 3، 4]، فالبصر سيرجع بعد رحلته وقد أصابه الإعياء ولم يجد عيبًا، فلا فروج ولا خروق ولا فطور، وكذلك لا تفاوت فلا خلل ولا تناقض ولا تنافر، وقد أكد الله تعالى ذلك في قوله تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾ [ق: 6]، فالخلل والتناقض منفي أصلًا عن صنع الله الذي أتقن كل شيء، والجمال الذي خلقه الله تعالى في الكون يراه العبد كل لحظة وفي كل مكان، فيرى السماء ونجومها وكواكبها: ﴿ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴾ [الصافات: 6]، ويرى الأرض وما فيها من أنواع الجمال: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا ﴾ [الكهف: 7]، ويرى الإنسان جمال صورته: ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾ [غافر: 64]، ويتَّضح هذا جليًّا في جمال الخلق وتوازن تركيبه، فانظروا إلى مكان الرأس من الجسد، واللحم من العظم والجلد من اللحم، واختلاف سماكة ذلك أو طراوته، ومتانته بحسب حاجة الكائن، كالمولود عندما تكون جمجمته عند الولادة طرية، فما تلبث أن تتماسك وتصبح في غاية الصلابة بعد الولادة، وتناسق الأطراف من أيادي وأرجُل، وتموضع الأعين والآذان، والأجنحة والأنوف، والمناقير، والأسنان والأضرس والألسنة، وعدم اختلاطها، أو سوء تركيبها من أعظم آيات الله، ناهيك على التأثير المباشر لهذه الظواهر الجمالية في علاقة الكائن بجنسه أو بغير جنسه، وينتظم جمال الخلق كله في قوله تعالى: ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88]، وقوله تعالى: ﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾ [السجدة: 7]. إن عنصر الجمال يبدو مقصودًا قصدًا في تصميم هذا الكون وتنسيقه، ومن كمال هذا الجمال أن وظائف الأشياء تُؤَدى عن طريق جمالها، فهذه الألوان العجيبة في الأزهار تجذب النحل والفراش مع الرائحة الخاصة التي تفوح، ووظيفة النحل والفراش بالقياس إلى الزهرة هي القيام بنقل اللقاح لتنشأ الثمار، وهكذا تؤدي الزهرة وظيفتها عن طريق جماله، والجمال في الجنس هو الوسيلة لجذب الجنس الآخر إليه لأداء الوظيفة التي يقوم بها الجنسان، وهكذا تتم الوظيفة عن طريق الجمال. تقدير الجمال فطرة في النفس البشرية: الإحساس بالجمال حركة عاطفية في الروح وشعور بالفرح والطمأنينة، وهو ينتشر في النفس دون أن نعرف السبب في ذلك، وهو أمر فطري في الإنسان، وليس من حاجة للبرهان على ذلك؛ إذ هو أمر مشاهد، أما الذين أنكروا هذه الفطرية، فسبب إنكارهم إنما يرجع إلى نظرتهم المادية إلى هذا الكون، فيقول الفيلسوف صاحب النظرية المادية الجدلية هيجل: (وهذا الحس - حس الجمال - ليس فطريًّا في الإنسان، كغريزة، أو كشيء معطى له من الطبيعة، وممتلك من قبل منذ ولادته، كما يمتلك أعضاءه، العين على سبيل المثال، كلا، إنما المقصود به حس بحاجة إلى التكوين والتدريب)، ولا نريد الخوض في أمور فلسفية، ونكتفي بقول الغزالي رحمه الله وهو يقرر الواقع: (ولا أحد ينكر كون الجمال محبوبًا بالطبع)، ولقد عرَّف بعض الفلاسفة الجمال بأنه انتظام الأجزاء وتفاعلها على نحو يجعل الجميل يبعث على الفرح والسرور في النفس، وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴾ [النمل: 60]، فذكر الله تعالى كلمة ﴿ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ ﴾؛ أي: بساتين ذات حسن منظر من كثرة أشجارها وتنوُّعها وحسن ثمارها، وذلك في معرض إقامة الحجة على المشركين، ولولا أن الجمال موضوعي ما كان لهذه الحجة أثر، فسبحان من هذا كلامه وقال تعالى: ﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴾ [النحل: 5، 6]؛ أي لكم في الأنعام زينة حين تدخلون في المساء، وحين تخرجونها للمرعى في الصباح وكلمة "وَلَكُمْ"، فيها إشارة على موضوعية الجمال لا ذاتيته، وإلا كان قال الله ولبعضكم، فيا لهذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه. فالجمال موضوعي ومطلق، وليس نسبيًّا، وهذا ما قرره كثير من الفلاسفة، فالإحساس بالجمال أمر فطري أصيل في جبلة الإنسان، فالإعجاب به دائم، والميل إليه طبيعة في النفس تهفو إليه؛ حيث وجد وتشتاقه إذا غاب، وفطرية هذا الإحساس في النفس البشرية لا جدال فيها، فقد قال تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4]، وقال تعالى: ﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 8]، وهذا الإحسان في خلق الله تعالى من صفاته العموم والشمول، فكان الحسن في الذات شكلًا، وفي الصفات النفسية قابليةً، وفي الفطرة تطلعًا واستعدادًا؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [القصص: 60]، فالزينة هي التعبير عن الجمال؛ إذ هي وسيلة صُنعه؛ قال الغزالي رحمه الله: (والطباع السليمة قاضية باستلذاذ النظر إلى الأنوار والأزهار والأطيار المليحة الألوان الحسنة النقش المتناسبة الشكل... ولا أحد ينكر كون الجمال محبوبًا بالطبع)، قال ابن تيمية رحمه الله: (الإنسان مجبول على محبة الحسن وبغض السيئ)، ولنا أن نقول أن نظرة إلى السماء كافية لرؤية هذه الزينة ولإدراك أن الجمال عنصر مقصود في بناء هذا الكون، وأن صفة الصانع فيه بديعة التكوين جميلة التنسيق، وأن الجمال فيه فطرة عميقة لا عرض سطحي. وهكذا فالنظر في الآفاق والأنفس يؤكد القول بأن الجمال مطلق لا نسبي موضوعي لا ذاتي؛ يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله: (كل شيء فجماله وحسنه في أن يحضر كماله اللائق به الممكن له، فإذا كان جميع كمالاته الممكنة حاضرة، فهو في غاية الجمال، وإن كان الحاضر بعضها، فله من الحسن والجمال بقدر ما حضر، فالفرس الحسن هو الذي جمع كل ما يليق بالفرس من هيئة وشكل ولون وحسن العَدْو، وتيسر كر وفر عليه، والخط الحسن كل ما جمع ما يليق بالخط من تناسب الحروف وتوازيها واستقامة ترتيبها، وحسن انتظامها، ولكل شيء كمال يليق به)، فالجمال في الشيء لا في الذات، فوعينا بالجمال يخبرنا دائمًا أن للجمال وجودًا خارجيًّا مستقلًّا بنفسه عنا، وهذا ما يدل على موضوعيته بغض النظر عن الذات المبصرة له، فالجمال له معايير إذا توفرت في الشيء فهو جميل، يقول ديفيد بوم - عالم في فيزياء الكم -: (الجمال ليس حالة ذوقية شخصية، وإنما هو حالة ديناميكية... تقتضي منا استعمال لغة جديدة موضوعية تعبر عن حقيقة الجمال؛ إذ إن إدراكنا للجمال ليس ذاتيًّا بصورة تامة)، وهذا صحيح والواقع يؤكده، فالوعي لا يصنع الجمال، وإنما اكتشافنا للجمال هو الذي يُحدث وعينا به. ومن دلائل موضوعية الجمال استخدامنا المشترك لمفاهيم جمالية واحدة؛ مثل أوصاف جميل ورائق، ومبهج وأنيق ومثير، وما كان أن تكون لدينا فكرة مشتركة عما تعنيه هذه المصطلحات إذا كانت لا تدل على شيء موضوعي قائم خارج عنا، إن فهمنا المشترك لمعاني هذه المصطلحات الجمالية يدل على أنها تستند إلى شيء يتجاوز الاستجابات الذاتية، وقد أكد شوبنهور هذا الكلام فقال: (الجمال صفة للشيء يبعث في نفوسنا السرور بصرف النظر عن مدى نفعه لنا، ويحرِّك فينا نوعًا غير إرادي من التأمل، ويشيع لونًا من السرور والسعادة، وفي هذا الإحساس الموضوعي سرُّ تقدير الجمال والعبقرية الفنية، فالجميل هو الذي يرضي الجميع بدون سابق فكرة أو صورة مسبقة التصميم). الجمال برهان الجلال ودليل الكمال: فطبيعة تركيب الكون وتعقيده من أعظم ما يستدل به على وجود الله عز وجل؛ حيث تتآلف الفيزياء مع البيولوجيا، فتلك دلالة الجمال على وجود الله تعالى؛ قال عز وجل: ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴾ [النحل: 6]، فيندبنا الله تعالى عبر الجمال إلى التفكر والتدبر، فالجمال بوابة النظر العقلي وكثيرة هي النصوص التي تعبر بنا عبر الجمال إلى النظر والتفكر في خالق الجمال؛ قال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق: 6 - 8]، فتبدأ الآيات بالنظر والتفكر، ثم بتقرير حقيقة الجمال، وتنتهي بالحقيقة الواضحة أن للكون خالقًا، وأننا عباد لهذا الخالق الجميل، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله جميل يحب الجمال"، فعنصر الجمال يبدو مقصودًا في تصميم هذا الكون وتنسيقه؛ حيث إن العشوائية لا تنتج هذا الجمال المنظم، فينتج من هذا أن جمال الكون دليل على وجود تنظيم دقيق لا يمكن بحال أن يكون ناتجًا إلا من إله حكيم جميل سبحانه وبحمده، وبناءً على ذلك فقد صاغ الدكتور سامي عامري برهان الجمال كالتالي: العشوائية لا تنتج جمالًا موضوعيًّا الكون يضم جمالًا موضوعيًّا جمال الكون لا يمكن تفسيره بالعشوائية جمال الكون أثر عن نظم غائي فالجمال صفة في بعض الأشياء نسميها (الجميلة)، والميل البشري نحو الجمال فطري، ويشكل قيمة محركة للنشاط الإنساني، فهو قديم قدم الإنسان، ولم يلبث الإنسان منذ فجر التاريخ يستوقفه المنظر الجميل والصوت الجميل والحركة الجميلة وغير ذلك... وراح يفسر ويعلل منشأ ذلك الجمال، فتحركت الذهنية البشرية في هذا المجال، فلم يكن إلا التصور الكوني الإيماني الذي يدفع النفس أن ترقب في الكون معاني الجمال والجلال؛ إذ إن الجمال تعبير عن معاني الكمال في الذات الإلهية، والجمال أحد أركان الجلال، والجلال منتهى الحسن والعظمة، وهو قائم على ركنين اثنين: الكمال والجمال، فالكمال بلوغ الوصف أعلاه، والجمال بلوغ الحسن منتهاه؛ يقول الله تعالى: ﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 78]، ومن ثم يوجه القرآن النظر إلى جمال السماوات بعد أن وجه النظر إلى كمالها: ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ﴾ [الملك: 5]، وما ذلك كله إلا لأن أدراك جمال الوجود هو أقرب وأصدق وسيلة لإدراك جمال خالق الوجود، فالجمال مقصود في الوجود؛ ليدل على جمال الخالق سبحانه وتعالى كما يدل الخلق على وجوده وقدرته عز وجل؛ قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: (الإيمان الذي يصوغه القرآن في النفوس، إنما من أجل أن يرفع به مستوى الإنسان؛ ليكون ذواقًا لما في آفاق الأرض والسماء من نواحي الجمال)، فيكون بذلك العلم بالجمال بعض حقيقة الإيمان بالله عز وجل، وقال ابن القيم رحمه الله: (ومن أسمائه الحسنى الجميل، ومن أحق بالجمال ممن خلق كل جمال في الوجود؟). وهكذا فبرهان الجمال برهان نفاذ يقتحم على القلوب أسوارها، ويُحرك في الوجدان مغاليقه ويحيط بالنفس من جميع أقطارها، وما ذلك إلا لأن الجمال صفة ثابتة في الأشياء، يتعرف الإنسان من خلاله على صفاتها التي تدله بدورها على صانع هذا الجمال الذي دق أسوار قلبه، وفتح أبواب عقله، فيترقى من معرفة الأشياء إلى معرفة الخالق الذي أضفى هذا الجمال على هذه الأشياء. والخلاصة: أنه لا وجود للجمال ولا معنى له، ولا إدراك إلا بالله تعالى، فالجمال معنى فطرنا الله تعالى على إدراكه وتقديره والميل إليه، وأن التفكر في غايات الجمال يؤدي بنا إلى التعرف على الله سبحانه وتعالى الذي له الجمال والكمال المطلقان، وأن ذلك أبدًا لن يحدث حتى يتم لنا النظر في الآفاق وفي الأنفس. المراجع: 1- القرآن الكريم. 2- المختصر في التفسير. 3- تفسير السعدي. 4- كتاب جمالية الدين للدكتور فريد الأنصاري. 5- كتاب براهين وجود الله للدكتور سامي عامري. 6- بعض المقالات على الشبكة العنكبوتية. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دليل شامل ( الصداع النصفي ) | قيثارة | زادك و صحتك | 16 | 02-21-2020 03:24 AM |
إلى كل ملحد ينكر وجود الله تعالى.. اقرأ | رويم | القرآن والتفسير والإعجاز القراني | 12 | 01-22-2020 02:30 AM |
Google Trips دليل جوجل السياحي | رويم | قسم الاجهزة الذكية | 13 | 01-12-2020 02:51 AM |
دليل الابتسامة | ۩۞۩ رآقـيے بطبعيے ۩۞۩ | ضفاف المنبر العام | 6 | 11-04-2019 11:50 PM |