وللحديث بقية ..!

سأختفي عنكم لفترة أيها الرائعون
هو ليس بوداع كما قد يتصور البعض
ولكن كسفر لمكان بعيد
أستجمع فيه نفسي قليلا
عندما نحس أننا بإنكسار
نأخذ فترة صمت لنختلي بأنفسنا
هو ذاك ما أبحث عنه فقط ...!

أجمل ما في الغياب أنه يرتب لنا كمية الأشواق للذين سيفتقدوننا أو نفتقدهم رغما عنا
جميل أن ننكسر حقا ...لنعرف مقدار الحمق
الذي كان يلازمنا وعميت أبصارنا عنه
الطيبون بهذه الحياة ماتوا لم أعد أصدق بوجودهم إلا بالحكايا التي ترويها الجدات قبل النوم
ليست المشكلة بأن نرحل
المشكلة تكمن بأن نرحل بلا وداع
ونترك كل شيء للزمن ليصلحه
حقا لن يصلح العطار ما أفسده الدهر

بالرحيل يبقى الأثر الذي قد يتركه البعض
بقلوبنا ولأن بتجاويف القلب أسرار لهم قد طمرت فهي تحتمل كل الحالات دوما من لقاء وفراق يكفي أن نكون كرماء أكثر منهم في الوعود لنثبت للحياة أن هناك قلوب مازلت تنبض بالوفاء حتى وإن مزقتها اهوائهم اللامنطقية
لتقبل الفكر أصلا .
تصبح الأعذار بعد الرحيل كقطعة نرد ترمى لمعرفة الحظوظ بالغفران
في الحقيقة قد نغفر لمن حولنا جميعا إلا روحنا نجلدها كل يوم بسياط الندم لأنها رسمت منهم لوحة فنية وتركت للقلب أن يلونها كيفما شاء وعندما وقع ...وقع كله لأن ما كان عليه لا يقبل التجزأة.