#1
|
||||||||
|
||||||||
سُنَّة عدم الانتصار للنفس
سُنَّة عدم الانتصار للنفس
لو انتصر الإنسان لنفسه في كل موقفٍ تعدَّى عليه فيه أحدٌ لَقَطَّع كلَّ علاقاته مع الناس! فالله عز وجل خَلَقَ الناسَ بأفهام مختلفة، ولكل واحد منهم مصالحه الخاصة التي يحب أن يدافع عنها، وهذا التباين بين الناس يخلق صراعات كثيرة بينهم، وعلى الإنسان الحكيم أن يتجاوز قدر ما يستطيع على التعدِّيات المستمرة عليه، وهذا التجاوز ليس من باب الضعف كما يتخيل بعض الناس، إنما هو في الواقع قوة، فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ»، ولهذا كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم ألا ينتصر لنفسه أبدًا دلالة على روحه القوية، وشِدَّته في السيطرة على نفسه، فقد روى البخاري عَنْ عائشة رضي الله عنها ، أَنَّهَا قَالَتْ: «.. وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا»، فهنا فَرَّقَت عائشة رضي الله عنها بين الأخطاء التي قام بها الناس في حقِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كإنسان، والأخطاء التي فعلوها في حقِّ الله تعالى، فما كان في حقه هو تجاوز عنه، وما كان في حقِّ الله عاقب عليه، ومن هنا نفهم مواقفه -صلى الله عليه وسلم- الجليلة، والتي تُفَسِّر طبيعة هذه السُّنَّة، وذلك مثل ما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: «كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ»، وروى البخاري عن عَائِشَةَ، رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ»، فتجاوز الرسول صلى الله عليه وسلم في هذين الموقفين هو تجاوزٌ عن تعدٍّ صريح في حقِّه، ولو ردَّ الاعتداء بمثله ما لامه أحدٌ، ولكنه يُبْرِز أخلاق الإسلام، وفي نفس الوقت يكسب صداقات جديدة، فوق أنه يُثْبِت قوة روحه، وشِدَّة نفسه، وهذا لا يكون إلا في مؤمن، فلنتأسَّ بهذه السُّنَّة الراقية، |
02-17-2017, 01:00 PM | #3 |
|
تـوآجدك الرائــع ونــظره منك لموآضيعي هو الأبداع بــنفسه ..
يــســعدني ويــشرفني مروورك الحاار وردك وكلمااتك الأرووع لاعــدمت الطلــّـه الـعطرهـ |
|
02-17-2017, 02:57 PM | #4 |
|
جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب اناار الله قلبكك بالايمــــــــان وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ لكـ شكري وتقديري |
|
02-17-2017, 04:32 PM | #6 |
|
تـوآجدك الرائــع ونــظره منك لموآضيعي هو الأبداع بــنفسه ..
يــســعدني ويــشرفني مروورك الحاار وردك وكلمااتك الأرووع لاعــدمت الطلــّـه الـعطرهـ |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للنفس, الانتصار, سُنَّة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سُنَّة حب آل البيت | الغالي | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 7 | 01-02-2020 07:17 AM |
سُنَّة السرور بالحسنة | الغالي | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 8 | 01-02-2020 07:17 AM |
سُنَّة التكبير عند الفرح | الغالي | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 9 | 01-02-2020 05:32 AM |
سُنَّة عدم القراءة مع الإمام | الغالي | خشوع وسكينة / إسلاميات الأمل | 4 | 01-02-2020 05:25 AM |
الهجوم بخسارة هو نصف الانتصار | الشفق | وتــــر مشدود / المواضيع النقاشية | 11 | 07-22-2017 11:43 AM |