#1
|
|||||||
|
|||||||
غدا يوماً جديد ....!
" إن الحياة عند الإنســـان يوم جديد " ... !! ..للأديب كارنيجي .
. كان صبياً حين استدعاه مدير المدرسة ذات صباح ليربت على ظهره أمام جمع من الأساتذة وأولياء الأمور، لكونه قد نال جائزة الطالب المثالي. فأحسّ لحظتها بالدم يتدفّق إلى وجنتيه، لكنّه عاد وتدارك الأمر حين أقنع نفسه بأنّ الخجل هو للفتيات، ولا يفترض به أن يكون خجولاً... فهو رجل! وفوجىء ذات مرّة بخبر وفاة جدته، فأحسّ بالهلع، وبالحزن يأكل قلبه، فانزوى بهدوء في أحد الأركان لا يدري ما يفعل. هنا اقترب والده منه ليهمس له بحزم: استعد لمرافقتنا في الجنازة ، وامسح دموعك هذه، البكاء لا يكون للرجال... وأنت رجل! وأحسّ بشعور غريب ذات يوم تجاه صبيّة ذات ضحكة خجولة كان يصادفها كل صباح وهو في طريقه إلى المدرسة، فكان يضطرب كلّما مرّ من أمامها، ويحس بحاجة شديدة لأن يقترب منها ويسمع صوتها، ويتأمّل ضحكتها أكثر. وعذبته أمنيته هذه لبعض الوقت إلى أن قرّر أخيراً أن ينسى أمرها تماماً، وأن يطرح ضعفه هذا الذي يكاد يلهيه عن دراسته وواجباته، فالضعف لا يليق بالرجال، وهو يجب أن يكون قويّاً دائماً... فهو رجل! ومرّت الأيام والسنوات، وكبر وحقّق نجاحاً علميّاً وعملياً بارزاً، وبدت له أحواله مناسبة للزواج، فتزوج بمن أجمعت العائلة على حسن أخلاقها ورصانتها... وسرعان ما وجد نفسه أباً ومسؤولاً عن أطفال يتطلعون نحوه كقدوة وكمثل أعلى في العقل والوقار والحكمة... وماذا بعد، هو يقف أمام المرآة هذه الأيام، فتطالعه بضع شعيرات بيض داهمت رأسه على حين غرة، فيشعر بانقباض، ثمّ سرعان ما يقرّر تجاهل ما رأى، ويقرّر أن الشباب في القلب، والعمر طويل، وعليه أن يبتسم للحياة... فيبتسم! عندها يشعر بالبلاهة، فيمضي مسرعاً هارباً متذرّعاً بالأعمال التي تنتظره... وحدث ذات مرّة أن خرج مع زوجته للتسوق فمرّا في شارع مزروع بالأشجار الباسقة على جانبيه، كان الفصل خريفاً والهواء منعشاً، وأوراق الأشجار مهرجان من الألوان الحمراء والصفراء والبرتقالية... أحسّ بنشوة غريبة، فقال لزوجته فجأة: ما رأيك أن نركض سويّة حتى آخر الشارع! ولم ينس، ولن ينسى قط النظرة التي بدت منها... فصمت!. ثمّ حدث ذات صباح أن سمع صوتاً جميلاً لطير يقف على شجرة أمام منزله، فتلصّص خارجاً بملابس النوم، ووقف تحت الشجرة مشدوداً يتطلّع إلى أعلى عساه يلمح شكل الطير وألوانه. ثمّ أفاق على صوت زوجته تتساءل بجزع عن سبب وقفته العجيبة تلك، فانتفض في مكانه، وتنحنح ليقول لها بنبرة رسميّة: إنّي أفكّر في عمل بحث عن الطيور المهاجرة... بحث علمي بحت! هذا كلّه لا يهم، المهم أن في قلبه حتى اليوم حنيناً غامضاً للصبايا ذوات الضحكات الخجولة... يصادف إحداهنّ أحياناً، فيخفق قلبه برعونة، وتنساب بأذنيه موسيقى حالمة، ويرى الدنيا تعبق برائحة الربيع، وبفراشات الحقول... وهكذا إلى أن يصحو على صوتها وهي تخاطبه بلقب (عمّو...). فيعاوده الانقباض إيّاه، ويشعر برغبة في أن يبكي بحرقة... فيعدل حين يتذكر أنّ البكاء لا يليق به لأنّه رجل... هنا، يجد نفسه يكاد يبكي من جديد! (( بقلم الدكتورة لانا مامكغ )) . . اليوم الجديد .. هو بمثابة أفكار جديدة أو تعريف للإيديولوجية كمجموعة من الأفكار ... او هي إيديولوجيا البحث عن الحقيقــــــــــــة.... والتمسك بها ... ليس هذا الشريط سوى المتغيرات التي طرأت علينا من جرا هذه الأفكار ... وجعلت من حياتنا تسير في مسار ومسلك غير الذي كنا نتوقعه!.. النفس البشرية ليست بطن فارغ يحتاج أن يعبأ بكم هائل من الطعام وليس غريزة تحتاج أن تفرغ الإنسان أرقى من هذه الأمور .. وأن كانت بمثابة جزئيـــــــــــات من تكوين... . فكم منا .. أضاع عمرة بسبب حياء وخجل واستحياء ...وانتهى به المطاف بمشاعر مكبوتة وكم منــا جعل من هاجس المستقبل وتحقيقه والوصول إلي مبتغاة قاتل ليومه والاستمتاع به ؟؟ وكم منا يا ترى ... ظل حبيــــــــــس ... الماضي وذكريـــــــــــــاته ... بدل أن يكون له يوم جديد !! كم منـــــــــــا... يرى أن حياته سرقت منه بسبب تقاليد وسلوكيات جعلته لا يعيش يومه كما يريد ؟؟ . تناتيف !
|
02-13-2019, 07:22 PM | #3 |
|
هلا بك تناتيف
مقولة كتبتها ..... لا تطلبوا من السنوات أن تكون أفضل ، كونوا أنتم الأفضل فيها ، أنتم من تتغيرون ولكن هي تزداد رقمًا فقط ....... فكم منا .. أضاع عمرة بسبب حياء وخجل واستحياء ...وانتهى به المطاف بمشاعر مكبوتة تعليق على ذلك تناتيف الحياء صفة. دائمة. وخلق جميل لكل منا أن يحافظ علية وليس يعتبر صفة مكبوتة اعتقد الخجل يختلف فقط ممارسة الحياة والتعود على أمر ما يظل كما هو مهما حاول التغيير. الذكريات. جميلة بماضيها ومؤثرة. بحزنها تبقى. مرافقه ل الشخص مهما حاول النسيان ولكن. الكثير. قد يحدث له تغيير. اما من دافع من نفسه او لمن حوله ليتغير اسلوبه بالحياة ل الأجمل والأحسن. موضوع رائع وأكثر. شكرآ لك. ودام مداد قلمك |
|
02-13-2019, 09:26 PM | #4 |
|
رواية "غداً يومٌ جديد" لعبد الحميد بن هدوقة فيها من التحليل النفسي والإبداعي مايكفي للتعبير عن معنى تلك الجملة,
قصة عجوز اضاعت عمرها ثم حاولت استرجاع الإيام ثم تتوالى الأحداث الدرامية بشكل بديع, منها تكشف لنا الرواية عجائب محاولة استدراك الماضي ليكون بصمة حاضر فتختلط المبادئ وتنهار التجارب ويصعب الرجوع إلى يومٌ جديد, الشاهد: أن اليوم الجديد لايمكن أن يحدث إذا كان التفكير فيه طارئاً لم ينبت من البداية كمبدأ لمجتمع يتكاتف للحصول على متعة الحياة بالتقاسم العادل والمتكافئ, احتراماتي |
|
02-13-2019, 11:14 PM | #5 |
|
|
!
|
02-13-2019, 11:27 PM | #6 |
|
اقتباس:
هلا بك تناتيف
مقولة كتبتها ..... لا تطلبوا من السنوات أن تكون أفضل ، كونوا أنتم الأفضل فيها ، أنتم من تتغيرون ولكن هي تزداد رقمًا فقط ....... فكم منا .. أضاع عمرة بسبب حياء وخجل واستحياء ...وانتهى به المطاف بمشاعر مكبوتة تعليق على ذلك تناتيف الحياء صفة. دائمة. وخلق جميل لكل منا أن يحافظ علية وليس يعتبر صفة مكبوتة اعتقد الخجل يختلف فقط ممارسة الحياة والتعود على أمر ما يظل كما هو مهما حاول التغيير. الذكريات. جميلة بماضيها ومؤثرة. بحزنها تبقى. مرافقه ل الشخص مهما حاول النسيان ولكن. الكثير. قد يحدث له تغيير. اما من دافع من نفسه او لمن حوله ليتغير اسلوبه بالحياة ل الأجمل والأحسن. موضوع رائع وأكثر. شكرآ لك. ودام مداد قلمك .
هلا الفاضلة النقاء ...إضافة كعادتك قيمة وثرية بالكثير من الإضافات المفيدة... وازيد على ما تفضلت به ...أن لغة العيب ومضمون أن البكاء جريمة والتعبير عن المشاعر مع الطرف الأخر خطأ لا يغتفر وهذه الوصاية التي تقع على الكثير منا أو وقعت بسبب الحرص أحيانا وبسبب أنه يجب أن نكون شخصية مطابقة لأهلنا بكل شيء لا تتحدث تأدب في جلوسك نهر زجر نقد كل هذه مع المبالغة فيها تولد لدينا مثل ما تم سرده بهذه القصة من شخصية متذبذبة خائفة مترددة .. . نعم التربية مهمة في كل مرحلة من حياتنا ..لكن بدون أن تكون عائق وحاجب للاستمتاع بكل مرحلة عمرية نمر بها يجب أن لا تكون كبت وتضيق لكل تصرفاتنا مهما كانت حتى لا تتبلور في مجتمعاتنا مثل هذا الجيل مكبوت يعاني من ماضية ويترحم على طفولته التي لم يستمتع بها بسبب مفاهيم الحرص المبالغ والوصاية ؟ . معزتي الدائمة وتقديري لكٍ يا صديقتي ................ تناتيف . |
!
|
02-13-2019, 11:32 PM | #7 |
|
اقتباس:
رواية "غداً يومٌ جديد" لعبد الحميد بن هدوقة فيها من التحليل النفسي والإبداعي مايكفي للتعبير عن معنى تلك الجملة,
قصة عجوز اضاعت عمرها ثم حاولت استرجاع الإيام ثم تتوالى الأحداث الدرامية بشكل بديع, منها تكشف لنا الرواية عجائب محاولة استدراك الماضي ليكون بصمة حاضر فتختلط المبادئ وتنهار التجارب ويصعب الرجوع إلى يومٌ جديد, الشاهد: أن اليوم الجديد لايمكن أن يحدث إذا كان التفكير فيه طارئاً لم ينبت من البداية كمبدأ لمجتمع يتكاتف للحصول على متعة الحياة بالتقاسم العادل والمتكافئ, احتراماتي .
إضافة جيدة لا عدمناك دوماً ...معزتي وتقديري لكل ما تضمن تعقيبك من إضافة شرعت العديد من النوافذ المهمة.....................محبتي....... ...........تناتيف . |
!
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لم يكذب السراب يوماً | مجافي | رشفات قواطر السحر | 5 | 02-20-2020 07:43 AM |
عضو جديد من مصر | محمدعبدالحميد | كرم المكان /إستقبال وترحيب | 10 | 02-17-2018 04:58 PM |
لقد عدت من جديد | سنفونية غرام | كرم المكان /إستقبال وترحيب | 9 | 02-14-2017 09:38 AM |