الحمد لله
المسلمون هم الذين استسلموا لله تعالى ، وأقاموا شرعه ، وعملوا بكتاب ربهم سبحانه وتعالى وبسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام ، وفعلوا ما أمر الله به ورسوله وتركوا المحرمات ، فمتى كان كذلك فإن أعدائهم ينظرون إليهم نظر هيبة وإكبار وإعزاز ، وذلك لأنهم يعرفون أن تمسكهم بالإسلام والدين الصحيح يرفعهم عند الله تعالى ، ويمكنهم من الاستيلاء على البلاد والعباد ، فينظر إليهم أعدائهم نظر هيبة واحترام وخوف منهم ، لكن إذا ضعف تمسكهم بالإسلام ، وانتحلوا بدعا ومحدثات فإن عدوهم يستصغر شأنهم وينظر إليهم بعين الاحتقار والازدراء والصغار ، وتذهب هيبتهم من قلوبهم ، وأما نظر المسلمين إلى أنفسهم فإن عليهم أن يتفقدوا أحوال بعضهم ، وأن ينظروا إلى الخلل والضعف الذي حصل فيهم ، ويعالجوا ما يقدرون عليه حتى يعود إليهم عزهم وتمكينهم ، وحتى يهابهم عدوهم إذا تفقدوا أحوال بعضهم وانتبهوا لذلك وأصلحوا ما فسد من بعضهم فإن الله تعالى يقويهم وينصرهم .