#1
|
|||||||
|
|||||||
ضيفة تأمّلي .... قطه
أوقفت سيارتي أمام باب المنزل ... وحين هممت بالنزول
مرّت أمامي قطه مكسورة اليد وتمشي بهدوء في عرجة تُحرِّك القلوب ... وتدعوك لمساعدتها وجلب غذائها لها .. وقفت تنظر لي وكأنها تستجديني وتخبرني كم هي جائعه ... أطالت تنظر إلى عيني لتقرأ مدى تأثير وضعها على مشاعري .. وكم نجحت في ذلك حين تحدثت لنفسها قائلة : لا تهتمي ولا تغادري فلن يكون كغيره يتركني لجوعي .. وحين إنتهت من غداءها غادرت وكأنها تقول لي هذا المكان الذي سيحاسب فيه أهل هذا البيت عن كل الوجبات التي سأتناولها في مطعم مدخل منزلهم ... إلى درجة أن من في البيت إكتشف أن علب السمك تختفي رغم شراءها قبل فترة ولم تكن الإتهامات موجهه لي لأني لا أحب السمك ولا رائحته وقبل أن تصدر لائحة إتهام صريحه نحو الخادمه بادرت بشراء بديلاً للعلب المفقودة ووضعها في مكان قريب من المخزن وإيهام الموجودين بالمنزل أن الجميع بريء من تهمة إختفاء تلك العلب ... وفي يوم من الأيام تم إلقاء القبض علي متلبّساً بالجرم المشهود بينما القطه تتناول وجبتها في مطعم مقدمة المنزل ... وحين إنتشر الخبر ووصل لجاري بطريقة نسائيه في جلسة تحدث فيه الجارات عن أذيّة القطط ... جاءني ضاحكاً ليقول لي : القطه تقدم لك شكرها الجزيل ... أخبرته أن البلديه قد أغلقت المطعم بالشمع الأحمر فأخبرني بأن هذه القطه ينبغي أن تحمد الله على هذه العرجة التي جلبت لها الأكل من كل مكان وفي أفخم مطاعم الأحياء السكنيه ولم أكن لوحدي من يقدم لها هذه الخدمة المجانيه أخذت أتأمل كلامه كيف أن بعض الخسائر قد تجنبك خسائر أعظم ... جلست أتأمل كيف مكّنها الله بعينين تجرّنا لخدمتها كيف تدرك أننا نشعر بالألم لحالها فنخدمها ... هي لم تتلاعب بمشاعرنا ولم تخدعنا بل أدركت أن الله أراد لها أن تعيش في نعمة قد لا تجدها لو لم تكن عرجاء ... ورغم أنني منزعج من إغلاق ذلك المطعم إلا أنها تستحق أن أقوم بفتح مطعم قريب من مسكني فأنتظرها هناك وكأنها تملك أدقّ ساعة عالميه حين تأتي وتجدني لم أطل إنتظارها ... وأقول لها : سيدتي أرجو أن يرحمني ربي بعرجتك هذه ... وبعد أن تلحس بلسانها شفتيها تنظر إلي وتأخذ مني وعداً أنه إذا أغلقت البلديه هذا المطعم سأبادر بفتح فرع جديد لأجل عينيها الحزينه من عرجتها وكم هو جميل أن تتأمل في ملامح من يأكل من خير الله الذي قدمناه له .... هذه الملامح والنظرات تجعلني أكتب لكم هذه القصه ... فأتمنى أن تتقبلونها مني كحروف تأمل حدثت معي تحيتي لكم |
02-10-2019, 02:19 PM | #2 |
|
لا اعلم ما اقول
هل اتكلم عن طريقتك بالسرد أم بالتسلسل او شد الانتباه او التدليل لتلك القطه ووصفها بوصف كأنه نوع من الدلال لها هنيئا لتلك القطه انت ومن مثلك طيبوا القلوب وهنيئا لنا قلمك المتنوع واسلوبك الجميل وجزاك الله عنها خير الجزاء دعواتي و200مشاركه وبالانتظار دوما لحرفك |
|
02-10-2019, 03:19 PM | #3 |
|
ليس الجمال في حروفي هذه وليس الجمال في المشاعر بل في هذا الفكر الذي قرأتي به قصتي في التأمل أخت قلادة طهر .... لقد أخبرتني القطه أن نعم الله علينا كثير علمتني أن الرحمة التي جعلتني أتراكض لعلب السمك يراها من يرحم عباده فكيف بهذه النعمه أن يرحمني من رحمت نفساً خلقها حتى لو كانت حيواناً وكم إنسانٍ رحمه الله بسلوك بسيط منه وشفع له هذا السلوك أخت قلادة طهر مهما كنا بسطاء في العباده لكننا حين نمارس الرحمه مع الجميع فربما هذه الرحمة تشفع لنا يوماً أشكرك سيدتي على تعليقك ودعمك بهذا المنح أشكرك مرة أخرى على تواجدك بين حروف التأمل تحيتي وتقديري وكامل إحترامي لك |
التعديل الأخير تم بواسطة نبض المشاعر ; 04-15-2019 الساعة 11:40 PM
|
04-14-2019, 12:44 PM | #4 |
|
أبدعت يااخوي
دمت بخير |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|